السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تقنيات 4.0» تقود الصناعة في الإمارات

«تقنيات 4.0» تقود الصناعة في الإمارات
15 أغسطس 2022 01:29

 يوسف العربي (أبوظبي)

تقود تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً إيجابياً في القطاع الصناعي في الإمارات، حيث تسهم تلك التقنيات في تعزيز التنافسية، وخفض تكاليف التشغيل، وزيادة الأرباح والإنتاجية، عبر تطوير نماذج عمل جديدة أكثر كفاءة وفعالية، بحسب خبراء متخصصين.
 وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن الإمارات تتمتع بموقع الريادة في مجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث أمسكت الدولة بزمام المبادرة وأطلقت استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، كما قامت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بإطلاق برنامج «الصناعة 4.0» باعتباره ركناً أساسياً من الإستراتيجية الوطنية للصناعة «مشروع 300».
وأضافوا أن الذكاء الاصطناعي له مميزات كثيرة للقطاع الصناعي، حيث ساعد في تطوير الأعمال وجعلها أكثر أماناً، كما سهل من تنفيذ العمليات المعقدة، بالإضافة إلى قدرته الفائقة على مواجهة مخاطر الأمن السيبراني.
وأوضحوا أنه من بين مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي تحليل كميات هائلة من البيانات، مما يساعد في تحسينات وتطورات سلاسل التوريد، وعلى اتخاذ القرار فيما يتعلق بتخصيص الموارد وتوزيع المهام وتطوير العمليات والخدمات وكل هذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة التشغيلية.
وتوقعوا أن تواصل الأدوات والحلول المستقبلية التي توظف الذكاء الاصطناعي إحداث تغييرات جوهرية في جميع مجالات العمل، مما يساعد الشركات الصناعية على الاستفادة من الفرص الرقمية الجديدة وتسريع وتيرة التطور في القطاع الصناعي.

  • ستيفن جيل
    ستيفن جيل

 تحول إيجابي 
 وقال ستيفن جيل، الرئيس الأكاديمي لكلية الرياضيات وعلوم الكمبيوتر في جامعة هيريوت وات دبي إنه تمت الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كثير من المجالات، خصوصاً في السنوات الأخيرة، في ظل توقع «ماكينزي» للأبحاث أنه بحلول عام 2030 سيتم أتمتة 45% من الأعمال في الشرق الأوسط. وأضاف جيل، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على إحداث تحول جذري وإيجابي في شتى المجالات وخصوصاً في القطاع الصناعي. حيث يسهم الذكاء الاصطناعي على خفض تكاليف التشغيل، وزيادة الأرباح والإنتاجية، وتطوير أساليب عمل جديدة أكثر كفاءة، وإيجاد حلول لبعض التحديات. 
وأوضح أن للذكاء الاصطناعي، مميزات كثيرة في القطاع الصناعي حيث ساعد في تطوير الأعمال وجعلها أكثر أماناً، وفي تسهيل العمليات المعقدة، بالإضافة إلى مواجهة مخاطر الأمن السيبراني.
ونوه أنه من بين طرق توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي تحليل كميات هائلة من البيانات مما يساعد في تحسينات وتطورات سلاسل التوريد، وعلى اتخاذ القرار فيما يتعلق بتخصيص الموارد وتوزيع المهام وتطوير العمليات والخدمات، وكل هذا يؤدى إلى زيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة التشغيلية.

تنبؤ للأعطال 
ولفت جيل، إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي يساهم في وضع خطط دقيقة لتنبؤ عمليات الصيانة، واكتشاف الأعطال قبل حدوثها، مما يخفض الوقت المخصص للصيانة ويقلل تكاليف القوى العاملة، كما تقوم الأجهزة الرقمية المتخصصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي بتسجيل العمليات الإنتاجية، مما يقلل من المخاطر التشغيلية بشكل كبير.
 ونوه بأنه ستواصل الأدوات والحلول المستقبلية التي توظف الذكاء الاصطناعي، إحداث تغييرات جوهرية في جميع مجالات العمل، مما يساعد الشركات الصناعية على الاستفادة من الفرص الرقمية الجديدة وتسريع وتيرة التطور في القطاع الصناعي.

  • جيسون يانيكي
    جيسون يانيكي

فرص النمو 
 ومن ناحيته قال جيسون يانيكي، نائب رئيس أول لقارة أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في «ألتيريكس» إن الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعد فرصة جاهزة للاستغلال تبلغ قيمتها 320 مليار دولار.
وأضاف: «يوفر تسخير الذكاء الاصطناعي إمكانيات متزايدة ومرونة بمعدل أسرع بكثير مما كان ممكناً في السابق» ووفقاً لتقارير «غارتنر»، ستصبح المعرفة بالبيانات محركاً رئيساً لقيمة الأعمال والشركات بحلول عام 2023 وحسب الأرقام الصادرة عن «ستاتيستا»، من المتوقع أن يحقق سوق التصنيع إيرادات بقيمة 182.4 مليار دولار لعام 2022 وحده، ويشهد حالياً نمواً سنوياً يقارب 5%.
 ونوه يانيكي، أنه مع هذه الفرصة للنمو الاقتصادي يأتي الالتزام بتسخيرها بالكامل، بدءاً من الخدمات اللوجستية وتوريد الأجزاء الخام، إلى تمويل المكاتب الخلفية، وإدارة الطلبات، أيضاً إلى كفاءة تصنيع المواد. 
وأوضح أن الجانب اللوجيستي في القطاع الصناعي يقدم استخداماً مبتكراً للذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي، وذلك برسم خرائط لعمليات التسليم وطرق توصيل المنتج عبر التحليل الجغرافي المكاني، وذلك بالاستفادة من بيانات نظام الملاحة العالمي (GPS)، كي تتمكن الشركات من تحسين طرق مواردها الخاصة، والتخفيف من أي اضطراب وضمان وصول المواد الخام في الوقت المحدد وإبقاء عمليات التسليم على المسار الصحيح.

مهارات البيانات
 وقال يانيكي، إن نقص مهارات البيانات يعد تحدياً كبيراً للشركات في جميع أنحاء العالم، ولكنه ليس مشكلة مستعصية ووفقاً لبحث أجرته شركة ألتيريكس في عام 2021، شهد الشرق الأوسط مستويات هائلة من النقص في مهارات البيانات، كما تظهر النتائج بصورة مستمرة أن طرق العمل القديمة والتقنيات القديمة والبيانات المنعزلة تعطل من تطور الشركات وفرصتها في أن تصبح شركات قائمة على البيانات وقادرة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.
وفقاً لبحث أجرته شركة ألتيريكس مؤخراً مع «يوغوف» حول تحليلات البيانات في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، أفاد 97% من العاملين في مجال البيانات في الخليج أن هناك حاجة إلى مزيد من التدريب لإطلاق إمكانات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، إلا أن الدولتين قادرتين على توظيف علماء البيانات.

  • إبراهيم إمام
    إبراهيم إمام

ريادة عالمية 
وأكد إبراهيم إمام، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك للمجموعة والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في «بلانرادار «إن الذكاء الاصطناعي يعد أحد أهم التقنيات الرئيسة المتعددة التي تم استخدامها في قطاع البناء والقطاع الصناعي في السنوات الأخيرة، حيث تتركز استخدامات التقنية على نطاق أوسع لتعزيز الكفاءة الإنتاجية. 
 وقال: إن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في استخدام تطبيقات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث حافظت الإمارات على الصدارة إقليمياً واحتلت المرتبة 16 عالمياً في «مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لعام 2020»، الصادر عن منظمة أكسفورد إنسايت ومركز أبحاث التنمية الدولية IDRC في كندا، بتقدمها 3 مراكز مقارنة بعام 2019.
وقال: إن الإمارات نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات في توظيف واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات لاسيما قطاع البناء، وقطاع النفط والغاز، والطاقة المتجددة، والنقل والشحن، والقطاع الصناعي، بالإضافة إلى دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عملياتها نحو التحول الرقمي، وظهر ذلك جلياً في ظل جائحة كوفيد – 19.
وبالنسبة للبناء، ساهم استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال التحول الرقمي في العمليات، وسير العمل، وجمع وتحليل كم هائل من البيانات، في خفض التكلفة، والمحافظة على سلامة وجودة البناء، والتنبؤ بالمخاطر وتقييمها وتقديم الحلول الاستباقية، وتسليم المشاريع في مواعيدها المحددة.

  • يوسف الريامي
    يوسف الريامي

رؤية استشرافية في توظيف «تقنيات 4.0» 
أكد يوسف الريامي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في بوابة المقطع – الذراع الرقمية لمجموعة موانئ أبوظبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك رؤية استشرافية على جميع الصُعد وفي مجال الذكاء الاصطناعي، كانت سباقة في إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي والتي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة والعالم.
وقال: إن التقنيات المرتكزة على الذكاء الاصطناعي توفر إمكانات هائلة في تطوير القطاع الصناعي وتعزيز كفاءة عملياته، حيث نشهد الآن دوراً كبيراً لهذه التقنيات في مختلف القطاعات، بما فيها القطاع الصناعي لتعزيز مرونة أعماله وترسيخ الأداء ليكون أكثر موثوقية واعتمادية على امتداد مراحل العمل المتنوعة.
وأضاف أن رواد القطاع الصناعي حريصون على تبني أحدث الحلول والتطبيقات لرقمنة أعمالهم، فمرحلة المشاريع الرقمية في هذا العصر باتت أمراً واقعاً، حيث إنها تستفيد من ثورة البيانات وتعمل على معالجتها وتحليلها وفقاً لاحتياجات الأعمال لتوفير خيارات واسعة وذات كفاءة عالية لأصحاب القرار في المؤسسات والشركات من جميع القطاعات.
وأكد أن مجموعة موانئ أبوظبي تدرك الدور المهم الذي تؤديه التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء في إحداث التحول المنشود في تجارب المتعاملين وجودة الخدمات المقدمة إليهم. 
وأضاف أنه انطلاقاً من ذلك تواصل المجموعة العمل والتطوير لمواكبة أحدث التطورات التقنية وتوفير أفضل الخدمات والحلول التي تدعم منظومة قطاعات التجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في دولة الإمارات والمنطقة بشكل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©