عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
بعد أن تراجعت حصتها العالمية، من 37% في 1990، إلى 12% في 2020، وخوفاً من الهيمنة الصينية، تبذل أميركا، جهوداً كبيرة لزيادة معدل إنتاجها من الرقاقات الإلكترونية. وأدركت أميركا قبل عامين فقط، أن أهمية دور أشباه الموصلات في الاقتصاد الحديث، لا تقل عن ذلك الذي يلعبه النفط.
وفي العالم الرقمي، عادة ما تكون معدات الكهرباء، مزودة برقاقات بلوتوث، تعمل على رصد مواقع هذه المعدات. كما أضافت الأجهزة المنزلية أيضاً، رقاقات للتحكم في استهلاك الكهرباء. وفي عام 2021، كانت تحتوي السيارة الواحدة، نحو 1.2 ألف رقاقة في المتوسط بقيمة 600 دولار، ضعف ما كان عليه هذا العدد في عام 2010، بحسب «وول ستريت جورنال».
سلاسل التوريد
وكان النقص الكبير في سلاسل توريد الرقاقات، بمثابة جرس الإنذار لأميركا، حيث تعرضت مبيعات شركات صناعة السيارات، جراء ذلك، لخسائر بنحو 210 مليارات دولار في 2022، وفقاً لمؤسسة أليكس بارتنرز الاستشارية.
وفي ظل موجة الإنفاق الكبيرة التي تقوم بها الحكومة بجانب الشركات، لإنشاء قاعدة قوية لأشباه الموصلات، قدمت الشركات منذ عام 2020، أكثر من 40 مشروعاً، بقيمة تجاوزت 200 مليار دولار، ما يكفل توفير نحو 40 ألف وظيفة في أرجاء أميركا المختلفة، وفقاً لرابطة قطاع أشباه الموصلات.
المنافسة العالمية
ويعتبر الرهان، كبيراً على قطاع يحدد خطوط المنافسة الاقتصادية العالمية والفوائد التقنية والسياسية والعسكرية التي تعود على البلدان. وبينما حدد النفط، الجغرافيا السياسية على مدى العقود الخمسة الماضية، من المتوقع، أن يهيمن قطاع الرقاقات، على العقود الخمسة المقبلة. وبينما شكل النفط، الشريان الرئيس لتغذية اقتصادات الدول الصناعية في تسعينيات القرن الماضي، تحولت أميركا لواحدة من أكبر الدول المنتجة للخام، لكن يبدو أن تأمين إنتاج أشباه الموصلات، أكثر تعقيداً. وفي حين، لا يوجد أي اختلاف بين برميل نفط وآخر، تتباين الرقاقات الإلكترونية بشدة من حيث، النوع والتكلفة والقوة، وتعتمد على سلسلة توريد تتكون من آلاف المُدخلات والعديد من الدول، ما يجعل من الصعب على أميركا إنتاجها بمفردها.
وأدى النقص في الرقاقات البسيطة التي تتضمن محرك مساحات الزجاج الأمامي لسيارات أف - 150 نصف نقل، والذي تبلغ تكلفة الواحد منه 40 سنتاً، لانخفاض قدره 40 ألف سيارة في إنتاج ذلك الموديل.
كانت أجهزة علاج توقف التنفس أثناء النوم، تستخدم رقاقة واحدة للتعامل مع الضغط والرطوبة، إلا أن شركة ريسميد المُصنعة لهذه الأجهزة، بدأت في تزويدها برقاقة خليوية، تقوم بإرسال تقارير لهواتف المرضى وللأطباء أثناء الليل. ونتيجة لذلك، ارتفعت مبيعاتها من أكثر من 50% بقليل إلى 87%، مع انخفاض حالات الموت.
وبعد موافقة الكونجرس، على قانون الرقاقات والعلوم، شرعت شركة إنتل في إنشاء مشروع في أوهايو بتكلفة 20 مليار دولار. وفي حين، قام المهندسون والعلماء الأميركيون، باختراع أشباه الموصلات في أربعينيات القرن الماضي، تسيطر الشركات الأميركية حالياً، على أكثر الروابط أهمية في سلاسل التوريد العالمية وفي تصميم الرقاقات ومعدات الأجهزة التي تترجم هذه التصاميم إلى أشباه موصلات حقيقية.
آسيا في الصـدارة
تقوم آسيا، بعمليات التصنيع الفعلي لأشباه الموصلات، في حين تراجعت حصة أميركا من 37% في 1990 لنحو 12% في 2020، مع ارتفاع نصيب الصين من صفر تقريباً إلى 20%، وتايوان وجمهورية كوريا لما يزيد على 20% لكل بقليل.
وتحل الشركة التايوانية لصناعة أشباه الموصلات في المرتبة الأولى في إنتاج الرقاقات المتطورة التي تعمل بمثابة العقل لأجهزة الحواسيب الآلية، بينما تجيء «سامسونج» الكورية في المرتبة الثانية، و«أنتل» الأميركية في الثالثة. كما تتم صناعة رقاقات الذاكرة في قارة آسيا، عبر شراكات أميركية آسيوية، في حين تتوزع الرقاقات الأخرى الأقل مهام في بقية دول العالم.
