عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
أكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن التحول إلى المركبات الكهربائية في الإمارات يشهد نمواً ملحوظاً، بفضل الخطط الطموحة والمبادرات النوعية والحوافز التي قدمتها الحكومة لتشجيع أفراد المجتمع على هذا التحول الذي تم تعزيزه بتطوير الطرق لاستيعاب الزيادة في عدد المركبات الكهربائية، موضحاً أنه خلال السنوات الثلاث الماضية تم رفع عدد محطات الشحن بنحو 60% من 500 إلى 800 محطة حالياً، بجانب محطات الشحن المنزلية.
وقال معاليه، في تصريحات للصحفيين على هامش افتتاحه معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية (EVIS2023)، بأبوظبي أمس، والذي تستمر فعالياته حتى غد الأربعاء، إن المركبات الكهربائية تمثل لبنة رئيسة ضمن جهود الدولة للتحول إلى التنقل الأخضر المستدام، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة زيادة أعداد محطات الشحن السريعة.
وأوضح أن تقنيات الشحن شهدت تطورات ملحوظة خلال الفترة المقبلة، لتصل إلى نحو 240 إلى 300 كيلوواط/ ساعة، مقابل نحو 25 إلى 30 كيلوواط/ ساعة سابقاً، ما يشجع الكثيرين على شراء السيارات الكهربائية، مع وصول مدة الشحن لنحو 8 إلى 10 دقائق بحد أقصى، مقارنة بعدة ساعات سابقاً.
وذكر معاليه أن عدد السيارات الكهربائية في الإمارات يصل حالياً إلى نحو 1%، حيث يتوقع زيادة هذه النسبة مع توفر البنية التحتية اللازمة لذلك، وهو ما يسهم في تقليل البصمة الكربونية في قطاع النقل والوصول إلى المستهدف عبر تحقيق صافي انبعاثات «صفرية» بحلول 2050، موضحاً أن الوزارة تعمل حالياً على وضع تشريعات جديدة، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال محطات الشحن، حيث تم التعاقد مع شركات سيارات على إنشاء عدد من محطات الشحن التي سيتم نشرها في المباني الحكومية.
وذكر المزروعي أن الإمارات تعمل حالياً على تنفيذ استراتيجية جديدة تسهم في زيادة انتشار السيارات الكهربائية عبر دعم دور القطاع الخاص في توفير محطات شحن سريعة، مشيراً إلى وجود تعاقدات مع بعض الشركاء سيتم الإعلان عنها قريباً، مع توفير شواحن سريعة بالمباني الحكومية.
وقال إن الدولة تشهد زيادة في أنواع السيارات الكهربائية، فضلاً عن انخفاض التكلفة، وزيادة بالأنواع، وعن انخفاض في كلفة عمليات الشحن مقارنة بالوضع منذ عامين مما يساعد في انتشار السيارات الكهربائية بشكل أكبر، بجانب تطور الشحن الكهربائي في عمليات النقل الجماعي والحافلات، وكذلك في النقل البحري.
الحياد المناخي
وأضاف معاليه: «التحول إلى المركبات الكهربائية يدعم مستهدفاتنا للحياد المناخي، حيث إن قطاع النقل من أكثر القطاعات المعنية بتخفيض البصمة الكربونية، ما يتطلب منا جميعاً اتخاذ خطوات فعالة لخفض انبعاثات النقل والمساعدة في بناء البنية التحتية المناسبة والأطر والسياسات لتصميم قطاع مستدام لمستقبل البشرية».
وتابع معاليه: تماشياً مع التزام الإمارات بأن تصبح محايدة مناخياً بحلول عام 2050، نهدف إلى زيادة حصة المركبات الكهربائية من إجمالي المركبات الموجودة على طرقنا بحلول عام 2050، وإننا نؤمن بقدرتنا على تحقيق مستهدفاتنا الطموحة من خلال الخطط والسياسات والحوافز مدعومة بالبنية التحتية المتطورة.
وكشف معاليه، أن دولة الإمارات تستهدف توفير شبكة وطنية من محطات الشحن العامة والخاصة والمجهزة بأحدث التقنيات المبتكرة لتقليل وقت الشحن، تتواءم مع الدليل الوطني الموحّد لمواصفات الشواحن الكهربائية في جميع أنحاء الدولة المزمع إطلاقه قريباً، بهدف تعزيز البنية التحتية للمركبات الكهربائية، وتوفير وصول سهل إلى مرافق الشحن، مما يجعل القلق على المدى البعيد أمراً من الماضي لمالكي السيارات الكهربائية.
وأكد معاليه أن التحرك الجماعي يقربنا أسرع من أهدافنا الوطنية المرتبطة بقطاع النقل، لذلك أدعوكم إلى العمل سوياً وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات والدخول في مشاريع جديدة، لضمان المسير الصحيح نحو الاستدامة والحياد المناخي في قطاع النقل، وهو ما يمثل أولوية يجب أن نتمسك بها من أجل مستقبل أبنائنا.
مشاركة قوية
تشهد فعاليات الدورة الثانية من معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية (EVIS2023)، عرض أكثر من 100 من المنتجات المعروضة، بما في ذلك المركبات الكهربائية، ومقدمو الخدمات المتعلقة بها، كما يشتمل الحدث على مؤتمر يستمر على مدى يومين، بمشاركة أكثر من 100 متحدث في 50 جلسة تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بواقع النقل المعتمد على الطاقة الكهربائية في الحاضر والمستقبل.
ويهدف المعرض والمؤتمر إلى دعم الانتقال من الاعتماد شبه الكامل على الوقود الأحفوري إلى الطاقة الكهربائية في قطاع النقل، مما يسهم في إنقاذ الكوكب من العواقب البيئية المترتبة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى.
واستقطب المعرض، الذي تُنظمه مجموعة نيرفانا القابضة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، مجموعة من كبريات الماركات العالمية الشهيرة مثل جيلي، وسكايويل، وتيسلا، وبي واي دي، وبوليستر، وغيرها، ويضم أكثر من 50 مركبة كهربائية من كافة أنحاء العالم.
وقال المهندس ناصر البحري، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض ومؤتمر المركبات الكهربائية: يوفر مؤتمر ومعرض المركبات الكهربائية منصة مثالية للخبراء وشركات الاستثمار ومراكز البحوث، وصانعي السياسات الحكومية، ورواد الأعمال، لمناقشة التحديات التي تواجه الانتقال البيئي المستدام إلى النقل باستخدام الطاقة الكهربائية.
ويقدم المعرض والمؤتمر «جائزة الطالب المبتكر»، وهي جائزة تُقدم حصرياً لطلبة الهندسة المتميزين في المراحل الأخيرة من دراستهم، وذلك اعترافاً بمساهماتهم البارزة في هذا القطاع وتشجيعاً للجيل التالي من المواهب في هذا المجال.
