عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
لم يلعب الأسطوري الراحل، دييجو مارادونا، سوى موسمين فقط مع برشلونة، بين عامي 1982 و1984، وأُجبر على الرحيل بسبب تعنت إدارة «البارسا» معه، خاصة الرئيس السابق التاريخي «العنيد»، جوسيب نونيز، المُلقّب باسم «عدو النجوم»، بجانب أزماته الصحية العنيفة التي عانى منها خلال تلك الفترة، سواء مرض كبده أو إصابة كاحله العنيفة، التي ألحقها به الإسباني، أندوني جويكوتشيا، المعروف باسم «جزار بلباو»، ورغم قصر مدة وجود مارادونا في «القلعة الكتالونية»، إلا أنه نثر سحره كما اعتاد دائماً، ولو استمر «عبقري التانجو» لفترة أطول مع برشلونة، لحقق مجداً لا يُضاهى. وخلال 58 مباراة فقط مع برشلونة، سجل مارادونا 38 هدفاً، وصنع عشرات الأهداف الأخرى، بتمريراته القاتلة الساحرة، لكن يبقى ما قدمه في «الكلاسيكو» ماثلاً أمام الجميع عبر التاريخ، حيث سجل 4 أهداف رائعة، بجانب تمريراته الحاسمة، التي أسهمت في فوز «البارسا» بلقبي كأس الملك وكأس «الليجا»، على حساب الغريم الأزلي، وفي البطولة القديمة، كأس الليجا، لموسم 1982-1983، أبدع مارادونا أمام «الملكي» بتسجيل هدفين، ذهاباً وإياباً، وصناعة هدف آخر، ليتعادل الفريقان في «سنتياجو بيرنابيو» أولاً بنتيجة 2-2، قبل أن يفوز «البلوجرانا» في الإياب بملعبه بنتيجة 2-1.
وإذا كان مارادونا حصد 3 ألقاب مع «البارسا»، جميعها في بطولات الكأس المختلفة، فإنه رفع كأسين أمام ريال مدريد، بعد توهج شديد، لكن يبقى هدفه الخيالي في الشباك البيضاء خلال عام 1983 خالداً، لأنه أجبر جماهير الريال في ملعب بيرنابيو، على التصفيق لساحر الأرجنتين، بعدما تقدم بالكرة كعادته، مراوغاً حارس مرمى الريال، وانطلق نحو المرمى الخالي، ليلاحقه أحد مدافعي "الملكي"، فما كان من مارادونا، إلا أنه قام بمراوغته هو الآخر، ليرتطم بالقائم، قبل أن يودع «راقص التانجو» الكرة بهدوء في الشباك، وسط تصفيق وانبهار من الجميع، وهو ما لم يكن غريباً أبداً على الساحر الراحل، الذي طالما أبدع وأمتع كل عشاق كرة القدم، حتى لو كانوا من منافسيه.
