عدد اليوم
معتز الشامي (دبي)
وصل قطار موسم 2020-2021 إلى محطة الختام، وتُوج الجزيرة بطلاً عن جدارة، بعدما حسم سباق القمة برصيد 57 نقطة، وبفارق 3 نقاط عن بني ياس الوصيف «54 نقطة»، وشهد الموسم العديد من النجاحات، الفنية والإدارية والتنظيمية التي صبت في مصلحة رابطة المحترفين، في موسمها الأول، بعد إعلان استقلالها الكامل، وتحولها من لجنة إلى رابطة المحترفين، وأصبح لها مجلس إدارة منتخب يمثل الأندية المحترفة.
وقادت الرابطة قطار الموسم باقتدار، بعدما استطاعت إنهاء جميع مسابقات المحترفين، بصورة شهدت التفوق في مختلف الجوانب، خاصة المستوى الفني ومردود اللاعبين والأندية، وكانت كأس السوبر أول بطولات الموسم في يناير الماضي، وتُوج شباب الأهلي باللقب، افتتاح حصاد الموسم، أعقبها نهائي كأس الخليج العربي في أبريل، وحصد شباب الأهلي اللقب أيضاً، قبل أن تختتم مباريات دوري الخليج العربي بـ «الجولة 26»، والاحتفال بـ «فخر أبوظبي».
وحقق الموسم الجاري 6 أسباب أساسية، يمكن رصدها، وقفت وراء نجاح الموسم، أولها التعامل بذكاء ما جائحة «كوفيد -19»، وتوفير الحماية اللازمة لكافة العاملين والإداريين والفنيين، في دوري الخليج العربي، حيث فرضت الرابطة، معايير صارمة في التعامل مع بروتوكول مواجهة «كورونا» في ملاعبنا، وحرصت الأندية على الالتزام الكامل بكافة المعايير والإجراءات الاحترازية، ما قلل للغاية من نسب الإصابات والتي وصلت إلى «الصفر» في العديد من الأندية، وساعد على ذلك، حملات التوعية التي نظمتها الرابطة بالتنسيق مع الجهات المعنية والمختصة وخط الدفاع الأول، قبل انطلاق الموسم.
السبب الثاني يمكن في ظاهرة عامل ضغط على الجميع، وكان يفترض أن يكون أحد أسباب الإخفاق، إلا أنه تحول إلى عامل من أسباب النجاح، ويتمثل في تأخر انطلاق الموسم من مطلع سبتمبر حتى منتصف أكتوبر الماضي، وذلك بعدما سمحت الجهات المعنية ببدء مسابقات المحترفين، وتخوف الجميع من تأثيرات البداية المتأخرة للموسم، في ظل ارتباطات المنتخب بمشوار التصفيات الآسيوية، فضلاً عن موعد دوري الأبطال، في مقابل تمسك الرابطة بضرورة إقامة بطولاتها كاملة، وتمت جدولة السوبر، ثم إعادة تنظيم وشكل مسابقة كأس الخليج العربي، وأثبت الشكل الجديد للمسابقة نجاحاً كبيراً، بشهادة الأندية والخبراء الفنيين، وهو ما دفع الرابطة إلى تثبيت طريقة البطولة بنظام الذهاب والإياب وعلى أدوار، بدلاً من نظام المجموعات.
السبب الثالث تمثل في الجدولة الناجحة لـ «روزنامة» الدوري، التي شهدت تبايناً في مسيرتها، بصورة خدمت الأندية التي شاركت خارجياً، ووفرت وقتاً كافياً لتحضيراتها لدوري الأبطال، ما أسهم في الظهور الأفضل للشارقة والوحدة وتأهلهما إلى دور الـ16 من البطولة، كما نجحت الرابطة في جدولة «روزنامة» الدوري، في إيجاد توقيتات متكررة لتجمعات المنتخب، الذي تجمع في أكتوبر ثم نوفمبر، ومرة أخرى في يناير وفبراير ومارس، وتلك التجمعات المتقطعة، خصوصاً في عهد الهولندي مارفيك، جاءت بعد الجدولة السليمة لمباريات الدوري، وساعد في ذلك تأجيل مشوار التصفيات ونقله من مارس إلى يونيو، بجانب منح الأندية الوقت الكافي للاستعداد للأمتار الأخيرة للدوري خلال توقف أبريل، وإقامة الجولات الثلاث المتبقية بصورة شهدت تنافساً ساخناً بين جميع المراكز في القمة والقاع بل وحتى الوسط.
فيما تمثل السبب الرابع في النجاح التسويقي والإداري للرابطة هذا الموسم، وفي الوقت الذي عانت منه دوريات عدة بالمنطقة من جائحة كورونا وآثارها على الجوانب التسويقية للدوري ولمداخيل الأندية، استطاعت الرابطة أن تقيم شراكات تسويقية وتوقع اتفاقيات رعاية وشراكة استراتيجية، كما استثمرت الرابطة بشكل جيد في حقوق البث، خاصة «الديجتيال ميديا»، عبر عدة اتفاقيات أسهمت في نشر مسابقات المحترفين على العديد من المنصات بمختلف قارات العالم.
وعلى الجانب الآخر، شهد الموسم الجاري نجاحات إضافية تتعلق بالمستوى الفني للأندية والمسابقات، وأبرزها في السببين الخامس والسادس لنجاح الموسم الحالي، ويمكن تلخيص الأول، بزيادة زمن اللعب الفعلي، وهي المبادرة التي أولتها رابطة المحترفين اهتماماً كبيراً، وطبقت متابعة دقيقة لزمن اللعب الفعلي، وأشركت الأندية في تلك المبادرة خلال العامين الماضيين.
ويتمثل السبب السادس في نجاح الرابطة في الهبوط بمعدلات إعمار الأندية والدوري إلى 26.4 سنة في المتوسط، بعدما طبقت الرابطة مبادرة فرض مشاركة اللاعبين مواليد 99 وما دونهم في قائمة المباريات، وهو ما أفرز مواهب يمكن الاستفادة منها بشكل كامل مع المنتخبين الأولمبي والشباب والبناء لمستقبل المنتخب الأول، وهي كلها فوائد تصب في مصلحة التطوير الفني للدوري.
