عدد اليوم
منير رحومة (دبي)
لم يحلم نجولو كانتي «المهاجر الأفريقي» الذي ينتمي إلى «أسرة كادحة»، جاءت إلى فرنسا للبحث عن حياة أفضل، أن يبتسم له الحظ، ويتحول من «جامع قمامة» في الضواحي الباريسية، إلى نجم عالمي في كرة القدم، ويُتوج مع تشيلسي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا، ويتربع على قمة مشاهير «الساحرة المستديرة»، ويصبح المرشح الأقوى للقب أفضل لاعب في العالم.
وبعد أن عاش حياة صعبة منذ طفولته عندما توفي والده، اضطر كانتي لمساعدة والدته في مجابهة مصاريف العائلة، حيث كان يسير على قدميه مسافات طويلة في باريس، بحثاً عن النفايات القيمة من أجل جمعها وبالتالي تقديمها إلى شركات إعادة التدوير.
ولم تكن بدايات نجم تشيلسي في عالم الكرة مفروشة بالورود، بل على العكس تعلم كرة القدم في سورسني بالضواحي الباريسية، لكنه لم يجذب اهتمام الأندية الكبرى في فرنسا، حيث لعب في بولوني، ومن بعده كاين بدوري الدرجة الأولى الفرنسية، لكنه تحلى بالبصر إلى أن جاءته فرصة الانتقال إلى إنجلترا في 3 أغسطس 2015، عندما انضم إلى ليستر سيتي بعقدٍ مدته أربع سنوات مقابل 8 ملايين يورو، وتُوج بلقب الدوري الإنجليزي في أول موسم له مع الفريق.
وبعد بروز موهبته، تعاقد كانتي في 16 يوليو 2016 مع شيلسي، مقابل 32 مليون جنيه استرليني، وذلك لمدة 5 سنوات، وفاز بالدوري مرة أخرى في أول موسمٍ له مع «البلوز». كما فاز بلقب أفضل لاعبي رابطة محترفي كرة القدم في إنجلترا عام 2017، وأصبح أول لاعبٍ في الملعب يحصل على ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي مع أندية مختلفة، بعد إريك كانتونا 1992 و1993.
وخطفت نجاحات كانتي الأضواء، وأقنعت مدرب منتخب فرنسا لضمه عام 2016، حيث حل معه وصيفاً في بطولة أوروبا، وبعدها أصبح لاعباً أساسياً في المنتخب الفرنسي، وتُوج معه بلقب كأس العالم 2018 في روسيا.
وتوهج كانتي مع تشلسي، ومنحه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم جائزة أفضل لاعب في نهائي دوري الأبطال، بعدما قاد فريقه للفوز على مانشستر سيتي، والتتويج باللقب الثاني في تاريخه.
