عدد اليوم
نوف الموسى (دبي)
يثير عرض مسرحية «Shape of Things»، الذي قدمه «The Junction» في السركال آفينيو بدبي، قضية أثر حجم قاعة العرض في تجسيد الأعمال الفنية. فالحيز المكاني محدود لكنه مفعم بالحميمية متعددة الاستخدام، كما أنه يتيح فضاء ملهماً للفنانين والشعراء والمسرحيين والموسيقيين والراقصين والكتاب والمخرجين والملحنين لتقديم إبداعاتهم.
والعمل المسرحي الجديد للمخرجة سارة بوتر، يطرح سؤالاً جوهرياً يبحث عن تشكيل الأشياء، ومن بينها التغيرات التي تمر على شخصياتنا وتحولاتها، في داخل المنظومة الاجتماعية، ومدى تأثير ذلك على حياتنا البشرية، إلا أن ما استوقفني بشكل خاص، هو كيف أن مجتمعنا وأسرنا ومدارسنا وأصدقاءنا وأماكن العمل تشكلنا، دون وعي منا، وجاء العرض لينقلنا من منطقة المُتشكل، إلى إمكانية الملاحظة والانتباه لأبعاد تلك التشكلات لأفكارنا ومشاعرنا وأسلوب حياتنا.
وقد استخدم النص الكوميديا السوداء، باعتبار أن الضحك بسخرية، على المواقف المتناقضة في الحياة، من الطرق الأكثر تأثيراً في إحداث الوعي بأنفسنا، وقد بدأت الحكاية بعلاقة تجمع الشخصية آدم والشخصية إڤلين دارسة الفن، التي استطاعت أن تشكل آدم، من خلال إيهامه بعلاقة عاطفية، تنقله من شخصية خجولة وانطوائية، إلى آدم المحبوب الاجتماعي ذي الإطلالة الجذابة، فكل الأحداث تتحرك، نحو السيطرة التي أبدتها إڤلين، وقدرتها على التحكم، في تحديد شكل التطور الذي ينبغي أن يتحرك من خلاله آدم.
وعنصر المفاجأة في المسرحية، يأتي عندما اعترفت إڤلين، بأن علاقتها العاطفية بآدم، هي جزء من مشروعها الفني في الكلية، معتبرة أن ما فعلته معه هو مجرد ممارسة فنية، ودراسة حالة أرادت أن تثبت فيها إمكانية التأثير والتشكيل، حتى وإن لم تكن هناك عاطفة حقيقية، وجاء ذلك بمعرضها الفني، الذي حضره آدم، بعد أن عرض عليها الزواج، ليخرج بعدها من المعرض الفني غاضباً ومكسوراً، وظلت الأسئلة معلقة بيننا وبين العرض المسرحي: كيف شُكلنا طوال الوقت، باسم الحب؟!
