الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المسابقة تنطلق تحت رعاية محمد بن حمد.. «الفجيرة الدولية» احتفاء بالخطّ العربي

المسابقة تنطلق تحت رعاية محمد بن حمد.. «الفجيرة الدولية» احتفاء بالخطّ العربي
5 سبتمبر 2020 00:21

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أكّد علي عبيد الحفيتي، مدير أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، أهميّة الاحتفاء بفن الخطّ العربي، باعتباره تجسيداً لفن عربي إسلامي عريق، مازال يحتل مساحةً كبيرة في الوجدان، فعلاوةً على وظيفته في الكتابة، ينطوي أيضاً على أبعاد جماليّة لافتة ومثيرة تبعث في النفس الرضا والانسجام والإعجاب، وهو ما استندت إليه مسابقة «الفجيرة الدولية لفنّ الخطّ العربي»، التي نظّمتها الأكاديمية وانطلقت تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة رئيس مجلس أمناء الأكاديمية، وينتهي موعد التقدّم لها في 20 فبراير من العام المقبل.
وقال الحفيتي، في حديث لـ«الاتحاد»، إنّ المسابقة التي تهدف إلى كشف المزيد من المواهب وتقديمها للمجتمع المحلي والمحيط العربي والعالمي وحثّها على الاستمرار، تصدر عن رؤية للاهتمام بموروثنا الأصيل في مفردة الخطّ العربي، وفي الوقت ذاته هي أيضاً عملية تكريم لكلّ من يسير في هذا المضمار الجميل في رحلته مع الحرف وطريقة إبداعه، لما هناك من فوائد متضمّنة في خطنا الجميل الذي بلغ من السحر والإعجاب ما جعل المستشرقين في الغرب وكلّ شعوب العالم تنظر إليه باندهاش في قواعده وحركات الحروف وأشكاله التي تداخلت في أنواع عديدة منه باللوحة التشكيلية، وهو ما يؤكّد تقبّله لأن يدخل في كلّ مجالات الحياة، على واجهة المحال وفي كتاباتنا وإصداراتنا وكذلك في وجداننا قبل كلّ شيء، لأنّ المحافظة عليه واستمراره بين الأجيال هدف مهم تحرص على تحقيقه أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة. 
هذا فضلاً عما تتيحه هذه المسابقة أيضاً من حضور ثقافي واحتكاك للتجارب وتبادل للآراء واستفادة من الخبرات في مجال الخطّ العربي، لأنّ التنافس على الجمال هو جمالٌ وهدف نبيل يتعين أن يصل إلى المتلقي الذي يمكن أن يتورّط تورطاً جميلاً في التعرّف إلى هذا الفن العريق من خلال أكثر من تقنية أو أسلوب، وخاصةً في ظلّ انشغال الناس الآن بالحداثة التكنولوجيّة وتراجع الاهتمام بالخطّ العربي وجمالياته بسبب عدم تمرين اليد على الإبداع فيه. والهدف الآن استعادة ألقه وحضوره في الذهنية العربيّة الإسلامية، وهو ما يدعونا إلى المباهاة به والفرح باكتشاف مواهب تنشأ عليه، وكذلك جعله قريباً من نفوس الطلبة والناشئة. ويدخل كلّ ذلك في مجال الحرص على ثقافتنا وتراثنا وفكرنا، وخاصةً أن الخطّ العربيّ عنوان أصيل للثقافة العربية والإسلامية، ويأتي الاهتمام به وتثمينُه انتصافاً أيضاً للغتنا العربية التي يتشكّل منها في مادته ومحتواه.
وأضاف الحفيتي أنّ الخطّ، علاوةً على جماليّته في تشكيل حروفه بين الخطوط القديمة والحديثة، هو أيضاً ضامنٌ أكيد لنقاء كتابتنا العربية من أخطاء النحو والصرف والإملاء والتعبير كذلك، باعتباره يشتمل في مادته على أمثال وحِكم وأشعار وتوقيعات جميلة وصياغات نشأنا عليها وحفظناها وفي الوقت نفسه حفظنا أيضاً طريقة كتابتها به، لافتاً إلى أنّ القرآن الكريم كُتب بالخطّ العربي، وهو الذي تكفّل الله عزّ وجل بحفظه، فلا أقلّ من أن نتعرّف على طرق رسم الحروف ومؤدّاها الجميل، ولكلّ هذا فإنّ ثقافتنا تُحمل كلّها في الكتابة التي يتوّجها الخط العربيّ، بكلّ تجلياته وإدهاشه وتمكّنه من قلوب المتأملين لسحره ودقّته ورونقه وتفاصيله الهندسيّة والمرنة والحيّز النفسي الذي يتركه في نفوسنا قبل أن يكون حيّزاً على مساحة من الرقاع أو الورق أو الكتب. وحول آليات ومحاور الجائزة، تحدث الحفيتي عن المسابقة في دورتها الأولى، والتي حددت خطّ الثلث الجلي، من خلال 7 نصوص من القرآن الكريم، ليتم تطوير خطها وإضافة خطوط أخرى في الدورات المقبلة، وسيتم تقييم الأعمال المقدمة للمسابقة على أسس وقواعد الخط العربي التقليدي، منوّهاً إلى عدم قبول الأعمال التي تخلّ بمفهوم العبارة ولا تراعي التسلسل الصحيح للنص في التراكيب، أو تتضمن أي أخطاء إملائية، مؤكّداً أهميّة مراعاة وضع النقاط للحروف المنقوطة في مواضعها الصحيحة، وصحة الحركات الإعرابية أيضاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©