السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عطر القصيد في بيتي الشعر بنواكشوط والخرطوم

جانب من أمسة الشعر في بيت الشعر في نواكشوط
8 سبتمبر 2020 22:10

الشارقة (الاتحاد)
تتجدد الآمال والطموحات لدى بيوت الشعر في الوطن العربي بعد رفع الحظر الجزئي في عدد من الدول، لتعود عجلة عمل البيوت إلى الدوران بعناوين ثقافية حيوية ومتنوعة، تعاين أصواتاً إبداعية، وتكشف النقاب عن مواهب جديدة.
وتواصل البيوت سلسلة فعالياتها المتنوعة بروح ثقافية متجددة، وتشهد الأمسيات والندوات حضوراً جماهيرياً لافتاً يضفي إلى الأنشطة عنصراً حيوياً كان غائباً طوال فترة الحجر.
وتؤسس البيوت، كما هو معروف، لمرحلة إبداعية أدبية عربية -وبخاصة في الشعر- تستند إلى رؤية ثقافية- تنويرية، وتنطلق من خلال دأبٍ يوميٍ في بيوت الشعر، وفي حين تعيد إلى الواجهة أسماء كانت غائبة عن الساحة الابداعية، فإنها في الوقت نفسه تذهب أيضاً إلى رعاية وصقل المواهب الشابة في كافة الأجناس الأدبية.
وتزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لافتتاحه، نظم بيت الشعر في نواكشوط، أمسية شعرية أحياها الشاعران: أحمدو باها وحمن يوسف، وقدم لها الشاعر محفوظ ولد الفتى، وسط حضور التزم فيه بتوصيات الإجراءات الضرورية إزاء الظروف الراهنة. وفي كلمة بالمناسبة، عبر الشاعر محفوظ الفتى، الذي يمثل جيل التأسيس في الأدب الموريتاني المعاصر عن تقدير الشعراء الموريتانيين لمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المتمثلة في افتتاح بيوت الشعر في الوطن العربي، مؤكداً أهمية الدور الريادي الذي يقوم به بيت الشعر في نواكشوط، في سبيل دعم الشعراء وتثمين الإبداع، مشيراً إلى أن البيت تحول إلى مرجع يلتقي فيه المبدعون ويتبادلون التجارب الشعرية.
واستمع الحضور إلى الشاعر أحمدو باها، حيث قرأ ثلاث قصائد من ديوانه «تراتيل النخيل»، بدأها بقصيدته «مرفأ الوصل» التي يقول في مطلعها:
دموعي قطْرٌ من فؤاد مفارق
لربع خلا في آفلات الحدائق
تجلّدت كي أخفي شواهد صبوتي
فباحت بقول الحق جهراً حقائقي
أيكفيك يا «أوجفتُ» ماء لعبرة
تفيض على الخدين من قلب عاشق.
وقدّم الشاعر حمن يوسف، تجربتَه الشعرية إلى الجمهور من خلال ثلاث قصائد من ديوانه، هي «رقصة سما»، و«بوح من دم أورفيوس»، و«ترنيمة روحانية».
يقول في مطلع قصيدته «رقصة سما»:
خفقة الروح.. في ارتعاش التكايا
تعتري الليل.. من.. عيونك.. نايا
ترتدي.. رقصة الدراويش.. مولى
للمداءات.. حولها.. والمرايا.

  • جانب من أمسية الشعر في بيت الشعر في الخرطوم
    جانب من أمسية الشعر في بيت الشعر في الخرطوم

وفي السودان، واصل بيت الشعر في الخرطوم نشاطه الأدبي، بنهارية شعرية قدم خلالها ثلاثة شعراء جملوا أروقة قاعة النشاط في بيت الشعر، وزينوا الأوقات التي زانها القصيد نهاراً، وعانقت قوافيها خيوط الشعر، وضمت: بشير أبو سن، أحمد عماد الدين عثمان، وفاطمة الصادق.
ومن قراءات الأمسية يقول الشاعر أحمد عماد الدين:
«الحُبُّ ما طاب بعد الموتِ صاحبُهُ
والموتُ ما ثار من طُوفانه الحدثُ
بحرٌ من التيه في أعماقِهِ رقَدَت
حلوُ الفوانيسِ في شُطآنه الرَّوثُ
يا منشداً في رحالِ الصَّمت أغنيةً 
تُتلى على موجةٍ ما صابها رَمَثُ 
أنَّى استرقتَ عيوناً من صفاء جوىً
وجفَّ من بعد موتٍ قلبُك الدَّمِثُ
أما الشاعرة فاطمة الصادق أبكر عبدالحميد فتقول في أحد نصوصها:
«حتماً أرى منفايَ 
حين تمدُّ بي عيني
إلى غير رؤيتك 
والحنين 
دعني هناك 
فرَيثَما يرتدُّ
للقلبِ التخافقُ أنت بي 
ذاك الوتين 
فاعلم إذا ما 
ضقتُ ذرعاً 
بابتعاديَ
واشتياقُك 
شقّ صمتيَ 
بالأنين 
أقبلتُ نحوك 
موجةً تطوي الطريقَ 
لتلتقيك 
بلا ترددها 
اليقين».
أما الشاعر بشير علي محمد أبو سن، فيقول في إحدى قصائده:
"لم تختبِئْ، عيناكَ ملء عيونِها 
لكنّهم لا يقرؤون الشعرَ
ما وجدوكَ في خطأ الطباعةِ
والطريقِ الباهتِ الممتدِّ
..
وانتبه
لا ذنبَ لكْ
فاحملْ جروحَك واعتنقْها
أيها الوجهُ الطفوليّ الحكيمْ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©