الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معارف الراوي.. طرائق الجمع والتوثيق

مشاركون في الندوة (من المصدر)
29 سبتمبر 2020 01:21

محمد عبدالسميع (الشارقة)

تناول عدد من المتخصصين في الرواية الشعبيّة طرائق جمع هذه الرواية وتوثيقها ومصادرها ومعارفها، وأهميّة التسابق إلى الرواة وهم على قيد الحياة والحكاية، باحثين في أوجه تأثيرهم وتقنياتهم في إيصال الأزمان ببعضها بعضاً، وإلباس الرواية لبوس البقاء والتجدد، ضمن عناصر التشويق واستعادة الماضي بأزمانه وشخوصه وأسلوب العيش السائد وثقافة الناس.
 جاء ذلك في ندوة اليوم الثاني بملتقى الشارقة الدولي للراوي، التي جرت في ركن المقهى الثقافي، وأدارها الدكتور مني بونعامة، بمشاركة كلٍّ من: الدكتور ماجد بوشليبي، والدكتور صالح زكي اللهيبي، والدكتور حاضر سلطان علي، والباحث علي المغني.
وعرض الدكتور بوشليبي، في الندوة التي حملت عنوان «معارف الراوي.. طرائق الجمع والتوثيق»، لموضوع المقابلة الفرديّة وقياس الحالة وردود الأفعال، مؤكّداً أهمية أسئلة الباحث الذكي في استنطاق الراوي واستبطان نصّه الشفاهي وذاكرته للحصول على أكبر قدر من المعلومة، وفق رؤية مسبقة تعتمد الإحاطة والشمول والعمق أيضاً والنفاذ إلى أعماقه، مع مراعاة ظروف النسيان وإشكالات الفهم وتنوع الرواة وأزمان هذه الروايات.
وأكّد الدكتور اللهيبي أنّ تراثنا الشفاهي غنيٌّ جداً، وفيه جانب مهم في السيرة والحكاية والتجسيد الأدائي أو «الملحمي»، ما يعطينا صورةً جميلة ومشهدية عن الموضوع قيد الرواية، في نوع من التحدي والبساطة، إذ قام هذا التراث على عناصر المعاينة والمشاهدة والمشاركة. وشرح اللهيبي ميزة الأدب الشفاهي في حفظ الأشعار والأنساب من الذاكرة المتواترة والارتجال أيضاً، عارضاً لفترات الأميّة قبل عصر الإسلام، ومرحلة التوثيق والكتابة فيما بعد، دون أن يلغي ذلك روح الأسطورة والقصّة التي ظلّت إلى يومنا هذا في الرواية الشفوية.
وعرض الباحث والكاتب عبدالله عبدالرحمن لتجربته في توثيق التراث الإماراتي، متحدثاً عن إصداراته، ومنها «فنجان قهوة: الإمارات في ذاكرة أبنائها» الواقع في ثلاثة أجزاء، باعتباره مرجعاً رصد فيه تفاصيل الحياة في الإمارات في فترة مبكرة من عمر الدولة، مستدعياً نحو 100 عام قبل اكتشاف النفط، في حوارات رجال ونساء من فئة عمرية كبيرة شاهدة على كثير من عناصر هذا التراث وممثلة له، إضافةً إلى تسجيلات صوتيّة لهؤلاء الرواة شكّلت مادة مهمة تحت عنوان «الكتاب المسموع»، تستند إلى تقنيات إخراجيّة وأرضيّة من المؤثرات الشعبيّة والفنون والأغاني والنهمات التراثيّة، بواقع 18 راوياً، سُجّلت في مطلع الثمانينيات، وتأتي أهميتها خصوصاً بعد وفاة معظم هؤلاء الرواة.
ومن جهته، تحدث الباحث حاضر سلطان عن مواضيع الحكمة في الحكايات الشعبيّة الإماراتيّة، والأساليب المؤثرة المتبعة فيها، ملقياً الضوء على حقيقة أنّ الراوي لا يقف فقط عند نقل الحكاية، وإنّما يعمد أيضاً إلى أن يكون لها صدى ودروس مستفادة منها، من خلال الحكمة والمثل الشعبي، وغير ذلك من أوجه التراث الثقافي غير المادي المبثوثة في هذه الروايات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©