الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مناقشة «الحياة الخفية» تطرح ضرورة التواصل مع الآخر

من المشاركين في الجلسة الافتراضية (من المصدر)
21 أكتوبر 2020 01:49

نوف الموسى (دبي)

اتخذت المترجمة صفاء جبران ـ مختصة في اللغة العربية والأدب العربي، وتعمل أستاذة للغة العربية والأدب العربي الحديث في جامعة ساو باولو ومترجمة من وإلى اللغة البرتغالية، من مهمة ترجمة الأدب العربي إلى اللغة البرتغالية، مبادرة شخصية للاحتفاء بالبعد الاستثنائي للأدب في قدرته على إحداث التواصل بين مختلف ثقافات العالم، قائلةً مساء أول من أمس، خلال مناقشة لرواية «الحياة الخفية» للكاتبة والصحفية البرازيلية مارثا باتاليا: إنه على العالم العربي أن يفتح قلبه للبرازيل عبر ترجمة الأدب، خاصةً أنها قدمت كل تلك الترجمات دون أن تتلقى دعماً من البلدان العربية، وجاء ذلك خلال تنظيم ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بالتعاون مع صالون المنتدى الثقافي للجلسة الافتراضية، بمشاركة الناشرة رنا إدريس صاحبة دار الآداب للنشر، ومجموعة من الكتاب والنقاد والمهتمين بعوالم الرواية الأدبية، متفقين في كون الرواية بمكونها النسوي، تؤكد مجدداً التشابه الضمني لبحث المرأة عن حياتها الخاصة أمام الأطر المجتمعية، سواء في الشرق أو في مختلف دول العالم، متسائلين عن إمكانية عيشها لحياة حقيقية، خارج التقوقعات الاجتماعية! 
وصفت جبران، مدى صعوبة أسلوب الكاتبة مارثا باتاليا؛ لأن جذورها قابعة في الثقافة البرازيلية، ما استدعى في الكثير من الأحيان وضع ملاحظات، رغم أن هناك الكثير من دور النشر التي ترى أنه لا حاجة للمترجم لفعل ذلك، وأن القارئ عليه أن يبحث عن ما هو غير مفهوم، بينما سردت الناشرة رنا إدريس، حادثة تعرفها على الرواية، وذلك عند تجوالها بين شوارع باريس، واكتشافها للمكتبات الصغيرة، معبرةً بقولها: «شيء يشبه الحب المفاجئ، يحدث لك عندما تقرأ الرواية، على الرغم من أن نساء الرواية في البرازيل، إلا أنهن يشبهن جيل جدتي ووالدتي في الأربعينيات والخمسينيات، الفترة التي شهدت أولى الحركات النسائية في المشرق، واللافت تلك الطرافة الكبيرة وخفة الدم، التي استخدمتها الكاتبة وهي تسرد مشاكل النساء التي ما زلنا نعانيها، حتى هذه اللحظة، الرجل الذي يرغب في أن تكون زوجته بشكل معين، في الوقت نفسه هي تحلم بمكان آخر». 
فيما يتعلق بنمط الكتابة لدى مارثا باتاليا، أوضحت الكاتبة مريم الساعدي، أن الكتابة الروائية هي احتفاء بالتجربة الإنسانية للشخصيات، فيها ينقل الكاتب الشخصيات بكل تفاصيلها وتجربتها الحياتية المتكاملة، وهو أساس نمط الكتابة الأدبية، الحاضرة في رواية «الحياة الخفية»، لافتة إلى أن التغير حدث مع الأدب الأميركي الذي قدم فكرة الكتابة المختزلة والنهايات المفتوحة، مؤدياً إلى إنتاج أنماط حديثة تغيب فيها الهيكلة والحبكة الروائية التقليدية، والخيط الرفيع في كيفية تقديم الرواية بحسب الكاتبة مريم الساعدي، يعتمد على الحرفة الروائية في عدم وقوع الكاتب في فخ المباشرة، ووجدت الكاتبة فتحية النمر أن تقديم الشخصيات دفعة واحدة، دونما تقطيع يظهر مع سير الشخصيات، كما في رواية «الحياة الخفية» هو ربما ينم عن طريقة يلجأ إليها الكاتب المبتدئ، كونها الرواية الأولى لـ مارثا باتاليا. 
وأضافت الناقدة مريم الهاشمي، أن الترجمة عبارة عن خلق أدب من أدب، مبينة أن جّل الفنيات المستخدمة صبت جميعها من أجل الفكرة الأساسية وهي قضية المرأة، معتبرة أن نجاح الرواية يكمن في مستوى تأثيرها على القارئ، وحفظ درجة التشويق عن طريق التسلسل المناسب، مؤكدة تشابه السلطوية الذكورية، ليكون الحكم المجتمعي على المرأة، في حين أن الرجل استطاع الانفلات من أي حكم عليه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©