السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شفى غدّار.. تبحث «الزمن» داخل العمل الفني

شفى غدار بجانب أعمالها (من المصدر)
26 أكتوبر 2020 00:14

نوف الموسى (دبي)

نقلة أحدثتها الفنانة اللبنانية شفى غدار في معرضها «وقفات مغايرة»، بمركز تشكيل في ند الشبا بمدينة دبي، بتقديم فن الفريسكو -شكل فني يستخدم فيه «الجص»، لتمليط السقف أو الجدران بأشكال فنية- من خلال تفكيرها بالجدار، باعتباره جسماً متحركاً، وجاء العنصر الأساسي الذي عملت عليه الفنانة شفى هو «الزمن» في مقدرته على اكتشاف التحولات في داخل جسد اللوحة، التي عبرها انطلق سؤال «الاتحاد»، حول إمكانية تلاشي الجدار، خاصة بعد أن ذكرت الفنانة شفى أنها تضيف طبقات مستمرة على السطح وتراقب التغيرات، وصولاً بالعمل إلى مرحلة أسمتها بـ«الإرهاق»، تقول شفى غدار: «للفريسكو بنية متراكبة، قوامها طبقات عدة من الكلس والرمل، كل طبقة منها تحمي الأخرى، يضاف إليها رمل السيليكا، الطبقات الأولى خشنة، والأخيرة أكثر نعومة. يدعوها الإيطاليون إنتوناكو، كثيرة هي الأسماء الجميلة التي تدعى بها هذه الطبقات. أريتشيو، هي تلك الطبقة السفلية الخشنة التي لا يمكن رؤيتها أبداً، سينوبيا، هو صباغ أحمر مرن يستخدم لرسم الطبقات السفلى، تلك هي الرسوم الأساسية». 
وتابعت الفنانة شفى: السؤال عن «التلاشي».. يعود بنا إلى عنوان المعرض وهو «وقفات مغايرة»، وأقصد فيها فكرة الاستراحة من العمل، في لحظة معينة من استمرارية الاشتغال عليه، وفي المقابل فإنه بعد المعرض الفني، يستمر العمل الفني وتحديداً السطح في طريقه ككائن حيّ يتأثر بالزمن، إلى ما لا نهاية، ويتفاعل مع طبيعة الطبقات، عددها وحجمها، والتي تخلق وزناً وثقلاً معيناً، يقدم أجساماً لامتناهية، فهناك عمل وُضع على الأرض عنوانه «راقد»، هو بنفسه اتخذ طريقة معينة للافتراش، بينما العمل الفني «معتوق»، كون الطبقات المستخدمة فيه أقل فقد ساهم ذلك في جعل جزء منه معلقاً على السقف، وأضافت أنه: بالنسبة للون في العمل، تركته يتفاعل مع النسيج الداخلي للعمل، دونما تحكم مني، وهو نتاج بحثي عن مقدرتي كفنانة، بأن أترك العمل ينتج حالته، وأنه قرار لا أتخذه لوحدي، بعد أن كنت مشغولة قبل المعرض في تفسير بنائي للأسطح. 
الكاتبة والناقدة الفنية جيل ماغي -عملت مرشدة فنية للفنانة شفى غدار- عبرت عن المساحة التي يصنعها عمل الفنانة شفى غدار ثم يسكنها، بذكرها مشهداً مأخوذاً من فيلم «مساحات عارية: العيش الدائري»، للمخرجة ترينه ت. مين- ها، بسردها: تظهر رسومات -بأشكال عضوية وهندسية متنوعة- على الجدران الخارجية للمنازل في قرية شرق أفريقية، ويتردد صدى هذه النقوش، على قماش ملابس النساء، وأثناء العمل، قد تحمل هؤلاء النسوة داخل أثوابهن أطفالاً، فيصنعن لهم، بطيِّ القماش وعقده، حجرات صغيرة داخل الرداء الذي تلف أنماطه الأجساد والمنازل في آن معاً، وفي الجوار، يلعب الأطفال على الأرض، ويردد صوت المعلق قولاً مأثوراً: «أتسألون عن هدف الرسم، إنه يساعد النباتات لتنمو». 
ويرى كاتب الفنون وموجه الفنانة شفى غدار في برنامج الممارسة النقدية 2018 - 2019، كيفن جونز: «يستسلم القماش لاختراق الفريسكو على مضض، ويغرق سطحه المسامي بنداوة الفريسكو، وتتشربها تجاويفه المفتولة بشغف عارم»، وهو ما يجعل المتلقي يبحث عن ما يتم إخفاؤه عادةً في تقنيات الفريسكو، وما يسمى «الجورناتا»، قالت عنه الفنانة شفى غدار: هي العلامات التي يرسمها الفنان للاستدلال بها على ما يستطيع إنجازه خلال يوم واحد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©