الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية الفرنسي إريك أورسينا.. «لِنكسِرْ داخلنا البحر المتجمِّد فينا»

إريك أورسينا
24 يناير 2021 00:18

مدني قصري (باريس) 

«هذه قصة حبٍّ مجنون. وها هي رسالة، رسالة طويلة بُعِث بها إلى السيدة القاضية، نائب الرئيس لشؤون الأسرة. عندما تم الطلاق بيننا، أنا وسوزان، في 10 أكتوبر2011 لم يسعها سوى أن تتنهّد:«للأسف، كنت أشعر بالكثير من الحب في داخلك». كم كانت على حق! لكن، لكي نعثر على أنفسنا مرّة أخرى، حتى نُكسر البحر المتجمّد بداخلنا، يتعيّن علينا السفر. بعيدًا في داخل أنفسنا، حتى نتعلم كيف نتخلص نهائياً من الخوف والفزع. وبعيداً على الكوكب، في أقصى الشمال.»
عن هذا «البحر المتجمد» فينا الذي يشلنا يقول الأديب إريك أورسينا، العضو بالأكاديمية الفرنسية: كلنا نعرف عبارة كافكا «الكِتابُ يجب أن يكون فأساً نكسر به البحر المتجمّد في داخلنا». إنه أكثر شروط الأخلاق إلحاحاً. أنا على يقين بأن الفن، وخاصة الموسيقا والشعر والأدب، يتيحان لنا التخلص من هذه البرودة الكامنة فينا، أو بالأحرى من عدم القدرة على التعبير عن حرارتنا. مجنونُ الجغرافيا، الذي هو أنا، كان يرغب في أن ينسج في هذه الرواية علاقة بين الجغرافيا والمناخ والشعور. إن تعريف «ليتري» (القاموس الفرنسي القديم) القائل: «المضيق ذراع بحري بين قارتين»، يبدو لي هو التعريف الدقيق للحب.»

  • غلاف الكتاب
    غلاف الكتاب

البرد، حاضرٌ جداً في الرواية، وكذلك في الزواج الذي يكون أحياناً حرباً باردة. في هذا السياق يقول إريك أورسينا:«الزواج حرب على أي حال. أعتقد أن الزواج يكون ناجحاً عندما تفوق كلماتُ «نعم» كلماتِ «لا». هناك فصل في الرواية عنوانه «جولة كلمات نعم ولا»، لأن الزواج نوع من الاستفتاء الدائم. أمّا البرد فهو يشارك في الآلة المناخية الكبرى للكوكب، وفي الآلة الصغيرة للمشاعر البشرية. أنا متحمّس لهذه المفاصل. هذه الرواية الرومانسية هي أيضاً كتاب جغرافيا، لأن الجغرافيا هي بالضبط علم التفاعلات والاختلافات في المقاييس.
اهتم الروائي في كتابه بالتاريخ والجغرافيا والجغرافيا السياسية، وأيضاً الجيوسيكولوجيا. في هذا الشأن يقول: «بالنسبة لي، التعلم يجعل الحياة أكبر. كان مقعدي في الأكاديمية الفرنسية كرسي «ليتري»(أي كرسي اللغة الفرنسية) وأيضاً كرسي باستور(عالم الكيمياء وأحد أهم مؤسسي علم الأحياء). من المستحيل إذن ألا أهتم بالعلوم الطبيعية، الأمر الذي دفعني إلى كتابة جغرافيا البعوض السياسية. بَطلتي في الرواية، سوزان، عالمة متخصصة في الخفافيش، حيوانات لديها قدرة خارقة على إيواء فيروسات قاتلة لا تؤثر عليها. تماماً مثل الحب، الذي يمكن أن يكون أيضاً مرضاً قاتلاً: البعض غير قادرين على الشعور بالحب، والبعض الآخر من فرط شعورهم بالحب، يموتون.»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©