الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأيام التراثية 18».. شعوب العالم في الشارقة

«الأيام التراثية 18».. شعوب العالم في الشارقة
11 ابريل 2021 19:09

الشارقة (الاتحاد)- 
بعد 22 يوماً تحولت فيها ساحة التراث في قلب الشارقة إلى كرنفال للاحتفاء بتراث 29 بلداً عربياً وأجنبياً، أسدلت «أيام الشارقة التراثية» الستار على فعاليات دورتها الـ 18، فاتحة بذلك الباب على مشروع إمارة الشارقة تجاه حماية التراث وتوثيقه والانطلاق منه كمساحة تؤكد حجم المشترك الإنساني بين شعوب وحضارات العالم.


نقل الحدث الذي حمل هذا العام شعار «التراث الثقافي يجمعنا» ذاكرة بلدان كاملة إلى قلب الشارقة، حيث استضاف 127,600 زائر على برنامج تراثي متكامل من الجبل الأسود، وكازاخستان، ومقدونيا، وطاجكستان، وبلاروسيا، وإسبانيا، وبركوشستان والهند وروسيا وبلغاريا. وفي الوقت الذي كانت الفرق الشعبية الإماراتية تردد أغاني أهالي الجبال وأهازيج الصيادين، ويعلو من جهة إيقاع طبل الراس، وصوت الجربة، كانت تصدح من جهة أخرى إيقاعات الدومبرا، والكلكوبيز، والكواري، وسواها من آلات الموسيقى الشعبية القادمة من آسيا وشرق أوروبا.


تاريخ مفصلي
وقال سعادة عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة التنظيمية لأيام الشارقة التراثية: دورة الأيام لهذا العام كانت تسجيلاً لتاريخ مفصلي في مسيرة أيام الشارقة التراثية، حيث حملت رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه ضرورة صون تراث الشعوب لبناء مستقبلها، ونقلت رسالة الشارقة حول قدرة التراث على جمعنا رغم ما يمر به العالم من ظروف وتحديات.

وأضاف: «نجاح الدورة الـ 18 من أيام الشارقة التراثية لم يكن نتيجة جهد معهد الشارقة للتراث واللجان التنظيمية وحسب، وإنما جاء نتيجة مستوى المشاركات النوعية للفرق المشاركة من مختلف البلدان، ونتيجة لوعي الجمهور الذي أبدى التزاماً واضحاً بالإجراءات الاحترازية للوقاية من»كوفيد -19«. وكان لتعاون المؤسسات والهيئات والمراكز والجمعيات في الدولة، ولفرق المتطوعين، الأثر المباشر في إثراء الفعاليات.

ذاكرة الإمارات ///
وجسدت الفعاليات عمق التراث الإماراتي حيث نقلت ذاكرة حياة الأولين في مختلف بيئات الإمارات إلى العالم، إذ شهدت زيارة وفود رسمية من مختلف السفارات في الدولة، وتجول الزوار في أركان مخصصة للبيئة الجبلية، والبحرية، والبدوية، والزراعية. وكان كل ركن أشبه بعودة في الزمن إلى مئة عام ماضية، حيث طقوس إعداد القهوة، وري المزروعات بالدواب، والترحال على ظهور الجمال، والحرف تتوزع بين صناعة الحبال والسفن والأواني والسيوف.
وشاركت الأيام التي احتفت بجمهورية الجبل الأسود - مونتينيغرو، وكازاخستان، تراث الموسيقى الإماراتية مع الضيوف، حيث شهدت أروقة ساحة التراث وبيوتها عروضاً شعبية لفن الهبان، والليوا، والدان والأنديما والنوبان.
وفتحت الفعاليات مساحات خاصة للتعرف إلى ذاكرة الصناعات التقليدية عبر قرية الحرف، التي كانت فضاءً حياً لأبرز الحرف التي مارستها المرأة الإماراتية قديماً، وعمل فيها الرجل ليعيل أسرته. من صناعة الكحل»الأثمد«، إلى السفافة، والنسج على النوال، وصناعة البشت، وسبوق الطير، والدخون، والسدو، وتحضير وصفات من الطب الشعب.

مونتينيغرو وكازاخستان 
وكانت تخرج الفرق الفنية من أجنحة بلدانها المشاركة لتحتفي بذاكرة غنائها، وفنونها الشعبية. ومن جناح ضيف الشرف - مونتينيغرو، عرضت أصناف من العسل والجبن، وكانت تطل طوال الأيام مجموعة من الفتيات والفتيان بأثوابهم التقليدية المطرزة ليؤدوا عروضاً تراثية لشعب استوطن الجبال وبنى سيرته على ضفاف الأنهر والبحيرات.
ومن كازاخستان حيث يروّض الرجال الخيل في البراري، وتزين النساء البيوت بالقماش المطرز، تعالت أصوات إيقاع الطبول والدفوف والآلات الوترية التقليدية التي تكشف طقوس الفرح ومناسبات الزفاف الكازاخي، حيث ملابس النساء بلون الورد.

مطابخ العالم 
وكان يكفي المرور في أروقة الحدث للسفر بالرائحة إلى مدن وبلدان بعيدة، فمن اللقيمات والجباب والثريد الإماراتي، إلى الزربيان اليمني والمنسف الأردني وحلوى التوت الكازاخي والمسخن الفلسطيني والحلوى العمانية بالهيل والزعفران.

صناعات وحرف 
شكلت»الأيام التراثية«فرصة للتعرف إلى تفاصيل متشابهة بين شعوب المنطقة والعالم، تجلت في الصناعات والحرف، ففي الوقت الذي كان أهالي شَمل الإماراتية يعرضون كيف كانوا يصنعون الأواني منذ مئات السنين بالطين، كان يجلس حرفيّ من المالديف يعد الجرار والأواني من خشب شجر الكاجو.
ومن صناعة الطبول والآلات الموسيقية الإماراتية من جلود الماعز، يظهر صنّاع الحقائب السودانيون، وكيف يستخدم المصريون الجلود لحفظ الكتب بعد زخرفتها وتذهيبها.

مسرح الجاليات 
شهد مسرح الجاليات أمسيات متواصلة من الفرح والغناء أحيتها فرق فنية شعبية من مختلف بلدان العالم، بينها سوريا والعراق واليمن ومصر والمغرب وفلسطين ولبنان، والهند وباكستان.


مشاريع
وأتاحت الفعاليات الفرصة أمام أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذين اتخذوا من التراث مساحة لتقديم منتجات مبتكرة وجديدة، ضمن منصات لصناع الملابس التقليدية ومحلات العطور والبخور، وأصحاب المطاعم التقليدية والمنزلية، ورشا التطريز والنقش، وصناعة التذكارات.


الحكواتي
أما الأطفال فقد خصص لهم برنامج متكامل شمل مئات الفعاليات والورش التفاعلية والثقافية الممتعة، توزعت على إعداد المأكولات في»مطبخ يدو«، والاستماع إلى القصص الشعبية في مجلس العائلة، والحكواتي، بالإضافة إلى منافسات وألعاب في مسابقات متنوعة على مسرح الأيام مع»غزالة«، وركن الألعاب الشعبية.

برنامج أكاديمي 
واستضافت»أيام الشارقة«أكاديميين وكتاب وباحثين إماراتيين وعرب في سلسلة جلسات حوارية حول أبرز القضايا في توثيق وإحياء التراث والحفاظ عليه، توزعت على برنامج الإدارة الأكاديمية التابعة لمعهد الشارقة للتراث، وفعاليات المقهى الثقافي، وبيت التراث العربي. كما نظمت سلسلة حفلات لإطلاق أكثر من 24 إصداراً جديداً مختصاً بالتراث.

معارض 
وأخذت الأيام زوّارها في جولة إلى ملامح مضيئة من تاريخ الإمارات والمنطقة، فنظمت 7 معارض متخصصة، قدمت خلالها صوراً للمصور الإماراتي سالمين السويدي، تحت عنوان»عكوس سالمين«، وعرضت مقتنيات القاضي علي بن إبراهيم الجويعد الذي كان واحداً من كبار الفقهاء والقضاة خلال فترة بدايات القرن العشرين في الشارقة.
واستضافت معرض المخطوطات العربية في مقدونيا عن صفحات من عدة مؤلفات تاريخية، ومعرض»حرف من الشارقة«، و»الفنون الشعبية«، و»الصناعات الفخارية في الإمارات«، و»حداثة التراث«.وكانت فعاليات»أيام الشارقة التراثية" عقدت من 27 مارس - 3 أبريل في المنطقة الأثرية بخورفكان، فيما أقيمت فعالياتها في مدينة كلباء من 9 -11 أبريل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©