السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كلمة» يصدر الترجمة العربية لـ «حكاية طفلة»

«كلمة» يصدر الترجمة العربية لـ «حكاية طفلة»
17 مايو 2021 00:07

أبوظبي (الاتحاد) 

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة، في مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، الترجمة العربية لرواية «حكاية طفلة»، لمؤلفها النمساوي الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2019 بيتر هاندكه، وترجم الرواية عن الألمانية الدكتور الفارس علي، وراجع الترجمة الأستاذ مصطفى السليمان.
تعد رواية «حكاية طفلة» الجزء الثالث من مشروع هاندكه الكتابي الكبير «في أعماق النمسا»، والذي أسفر عن أربعة أعمال بارزة، وهي «عودة بطيئة إلى الوطن»، و«تعاليم سانت فيكتوار»، و«حكاية طفلة»، و«الخروج عبر الريف».
يستعرض هاندكه في رواية «حكاية طفلة» عقداً من حياته بين عامي 1969 و1979، وهي الأعوام العشرة الأولى من عمر ابنته أمينة، حيث تنقّل هاندكه في تلك الفترة بصحبتها بين بلدان عدة، بدءاً ببلدة كرونبرغ الألمانية، ومروراً بباريس الفرنسية، قبل أن ينتهي بهما المطاف في أغسطس 1979 في زالتسبورغ النمساوية بعد رحلة طويلة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
تدور أحداث روايات «في أعماق النمسا» الأربع في عمومها حول أمينة ابنة هاندكه، والتي كان يشير إليها في الروايتين الأوليين بالحرف «أ»، لكنه يخصص لها العمل بأكمله في رواية «حكاية طفلة» الصادرة عام 1980، على الرغم من أنه لم يأت على ذكر اسمها طوال فصول الرواية، فهو لا يتحدّث عن أب وابنته، لكنه يستعيض عن ذلك ببث تأملاته خلال السنوات الأولى من حياة الطفلة والشاب البالغ.
اعتادت أمينة أن تعبث بقلمها مخططة وراسمة وكاتبة في دفتر هاندكه، فكأنها لم تكن موضوعاً فحسب لهذا العمل، بل مؤلفة مشارِكة برز دورها بفضل إرساء تقنية السرد التفاعلي بين الشخصيتين، إذ يبدو أن «خربشاتها» السيميائية عززت لديه الوعي بالمرئيات، وزودته بملكة استبطان أشيائها التي قد تبدو عديمة المعنى للناظر المتعجّل.
تميّز سرد هاندكه بسمات ذاتية، ونزعات صوفية، وبنظرات نقدية جدلية إلى السنوات التي قضاها في باريس، والتي مثلّت بالنسبة له محطة فارقة في تلك السنين العشر المسرودة، حيث تتعقد العلاقات بينه وبين زوجته، ويتسع الخلاف بينهما حول الطفلة، وتستحيل الحياة، ليصلا في نهاية المطاف إلى قرار بالانفصال.
يصنف هذا العمل على أنه ضرب من ضروب الروايات التربوية، على الرغم من أنه لا تعوزه زخارف السيرة الذاتية، منطلقاً في كثير منها من وحي عمله الثاني «تعاليم سانت فيكتوار»، حيث يقف فيها السارد من طفلته، والأطفال الآخرين، موقف المؤرخ.
شكّلت ولادة الطفلة وعيد ميلادها العاشر الإطار الزمني لأحداث الرواية التي اعتمدت السرد لغة لها، فخلت سطورها من أي جمل حوارية، فكانت أشبه بسيرة جمعت بين الذاتية والغيرية، فالطفلة هي محور الأحداث، وهو فيها يدور.
اقتبس هاندكه استعارات كثيرة من تأريخ ثيوسيديدس للحرب البيلوبونيزية الشهيرة التي درات رحاها بين الإسبرطيين والأثينيين، من حيث الرؤية والإيجاز والدقة، فلم يكن يرغب، كما في عمليه السابقين، في سرد الأحداث سرداً يوميّاً، بل كان يقف فيها على محطات فارقة في سني الطفلة العشر التي استغرقها العمل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©