عدد اليوم
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
مع بدء العد التنازلي لانطلاق النسخة الثانية عشرة من معرض العين للكتاب غداً، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، لـ«الاتحاد»: إن «المعرض محطة مهمة، تؤرخ دورته لهذا العام الإرث الثقافي الإماراتي الغني، وترصد تطوره على مدار الـ50 عاماً الماضية، ومن خلالها نسلط الضوء على الكاتب، والناشر والمبدع الإماراتي والمحلي، ونحتفي به»، مشيراً إلى أن «الحدث سيتيح لجمهوره الذي تابعه بشغف وإخلاص منذ إطلاقه في العام 2009 التواصل باستخدام لغة هذا العصر عن طريق الوسائط الرقمية المتعددة والتي تم استحداثها في هذه النسخة من المعرض للمرة الأولى في تاريخه».
وأكد أن المعرض، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، جزء من الرؤية الثقافية للقيادة الحكيمة التي تولي القراءة اهتماماً كبيراً نظراً لدورها المحوري في صنع الأجيال وبناء المستقبل.
وقال: «انصب تركيز العالم على مدار أكثر من عام على التحديات الإنسانية متعددة الجوانب التي فرضتها الجائحة، وفي أحيان كثيرة، اقتصر التركيز على تحليل الأثر السلبي فيما يتعلق بالاقتصاد، ومحددات الحياة اليومية وغيرها، ولكننا في مركز أبوظبي للغة العربية نولي اهتماماً كبيراً لدراسة التحدي الموازي الذي شهده قطاع النشر والثقافة، والذي يعادل كل هذه الجوانب من حيث الأهمية»، موضحاً: «فرضت الجائحة قيوداً حالت دون التقائنا بالناشرين والقراء على مدار عام كامل، ولكننا، ومع بداية هذا العام، تمكنا من استضافة أول حدث ثقافي من نوعه بعودة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي كان انعقاده نقطة تحول محورية لنا على المستويين المحلي والدولي».
وتابع: «إلى جانب النجاح الكبير الذي حققه المعرض، برهن الإقبال الكبير على حضوره الحاجة إلى مثل هذه الأحداث والفعاليات المجتمعية التي تلبي تطلعاتهم، كما أكد حاجة قطاع النشر إلى مثل هذه المنصات الإبداعية التي تصل الناشر والمبدع بالجمهور، وتعيد الحيوية إلى القطاع»، مؤكداً أن معارض الكتاب أثبتت أهميتها الأساسية في تفعيل الحوار بين جميع الجهات المختصة في قطاع النشر لإيجاد الحلول والتصدي للتحديات. والأهم من ذلك، أنها فاقت التوقعات لتصبح ملتقى لطرح أفكار خلاقة، ومهداً لتطورات غير مسبوقة من شأنها أن تحدث نقلة حقيقية في القطاع وأن تمضي به نحو المستقبل.
وكان مركز أبوظبي للغة العربية أعلن مؤخراً أن النسخة الجديدة من معرض العين للكتاب، التي تنظم في مكتبة زايد المركزية، خلال الفترة الممتدة من 21 ولغاية 30 سبتمبر الجاري، ستكون «هجينة» تجمع بين البرامج الواقعية والبث الافتراضي على منصات المعرض الرقمية، بما يُسهم في استقطاب عدد أكبر من الجمهور لحضور فعاليات المعرض والمشاركة في أنشطته، وأن النسخة الثانية عشرة من المعرض، الذي ينظم برعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين، ستضم أكثر من 100 عارض ودار نشر، لتعريف الجمهور بأحدث الإصدارات المتنوعة بما يُلبي تطلعات وذائقة القرّاء من مختلف الاهتمامات والفئات العمرية، كما يستضيف المعرض 50 متحدثاً من الشخصيات الثقافية البارزة، والكتّاب والمبدعين والفنانين الإماراتيين لتسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني للدولة خلال الخمسين عاماً الماضية.
