عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
للثقافة السينمائية حضور خاص في مهرجان قصر الحصن في دورته الحالية، حيث خصص لها شاشة كبيرة في وسط ساحة الوصل، لتشهد عروضاً تقدمها «إيمج نيشن»، لأهم الأفلام الوثائقية والروائية التي تظهر معالم من بيئة الإمارات وقصصاً من المجتمع، وقد شاهدنا قبل يومين عدة أفلام من إنتاج سينمائيين إماراتيين، منها: «عرج الطين» للمخرج سعيد سالمين المري، و«صافي»، للمخرج أحمد الزين، و«ظل البحر» للمخرج نواف الجناحي، والفيلم القصير «أصغر من السماء» للمخرج عبدالله حسن أحمد، والذي يروي قصة معاناة (أم) بعد حادث سيارة تفقد فيه زوجها وابنتها، بينما يطرح أحمد الزين في فيلم «صافي» تفاصيل عن زمن كانت فيه اللقاءات بعيدة عن التكنولوجيا، ولا توجد وسائل للتواصل، حيث اكتفى أهل المنطقة بمزاولة عناوين القرب بحكم «الفريج» والجيرة كجسر للتواصل بين الناس، وتجسد القصص في الفيلم الذاكرة المحلية، حيث يقوم أحد الأشخاص بتحريك اللاقط الهوائي بشكل يدوي، ويطلق عليه باللهجة المحلية «إريك» لمشاهدة البث التلفزيوني، والفيلم يحمل روحاً كوميدية خفيفة من خلال تحريك اللاقط، حيث يجد المشاهد مجموعة من الشباب متجمعين في الغرفة التي يوجد بها التلفزيون، وهم يشاهدونه من خلال قنوات أرضية في ظل عدم وجود قنوات فضائية وقتذاك.
«ظل البحر»
وفي «عرج الطين» يقدم سعيد سالمين المري روح التراث، من خلال الحكايات القديمة بطريقة حديثة، تظهر من خلال الأداء داخل الديكور الذي يعرض صوراً ومشاهد من البيوت القديمة، وتظهر في لقطات الفيلم جمال الطبيعة وقمم الجبال في الفجيرة التي صور فيها الفيلم، ويدور الحوار في الفيلم حول الدجل لإزالة النحس وفق المعتقدات القديمة، وتظهر فيه جمالية التصوير، وقد شارك في التمثيل كل من أشواق، صوغة البلوشي، حسن طاهر، والطفل حسن محمود.
بينما تدور قصة الفيلم الروائي الطويل «ظل البحر» للمخرج نواف الجناحي في قرية صغيرة تطل على البحر، ليروي قصة منصور وكلثم، حيث تحاصرهما العادات والتقاليد، لكن الحب بينهما يظهر من خلال النظرات الخاطفة، عندما تأخذ كلثم طبق فطائر الزعتر إلى «أم منصور»، وبعد أن فقدت أمها تعاني مع أختها الصغيرة من قسوة والدهما في غياب شقيقهما الذي ذهب إلى مدينة أبوظبي ليواصل تعليمه، لكن الأخ يعود إلى القرية ويأخذ معه أختيه بعد أن رفض الأب أن يأتي ويعيش في المدينة، وهذا العمل الروائي الجميل هو التجربة الروائية الثانية للمخرج نواف الجناحي.
«لحن الغرام»
وننتقل في مهرجان قصر الحصن إلى تصميم فني للفنانة عائشة حاضر بعنوان «لحن الغرام»، حيث تظهر من خلالها التناغم بين الماضي والحاضر، ويشكل هذا التصميم أيضاً مكاناً مناسباً لتسلية الأطفال وهم يقفزون داخله، وتقول عائشة عن هذا العمل الفني إنه يستحضر مشاهد من الماضي من خلال تقديم تفسير مرح للقرقور، وهي شبكة صيد تقليدية يستخدمها الصيادون في دولة الإمارات منذ القدم، وتضيف الفنانة أن التجهيز الفني قد صمم ليستمتع به الأطفال والكبار على حد سواء، وهو يجمع بين عناصر التراث الصوتي والمادي لتسليط الضوء على التفاعل بين أدوار حياتية للرجال والنساء في مجتمع دولة الإمارات.
يذكر أن عائشة حاضر فنانة إماراتية تركز بشكل أساسي على إنشاء تجهيزات فنية تظهر نمو وتطور الدولة مع مرور الوقت لربط المواد بجذورها التاريخية، كما إن كل ما تصوره مترابط من خلال تقاطع المواد التي تستخدمها وطبيعة الإمارات الساحرة.
