الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التأسيس لمرحلة جديدة في مستقبل الاقتصاد الإبداعي

التأسيس لمرحلة جديدة في مستقبل الاقتصاد الإبداعي
6 ديسمبر 2021 01:19

دبي (الاتحاد) 

أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، أن الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تؤسس لمرحلة جديدة في مستقبل الاقتصاد الإبداعي، وترسخ أسساً قوية لتعزيز مساهمة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز حضور ومكانة الإمارات كوجهة عالمية تستقطب الخبرات والمواهب الإبداعية، وتمكنها من إنتاج محتوى إبداعي في بيئة داعمة ومتميزة، تضمن الاستدامة والكفاءة والجودة.

المبادئ العشرة
كشفت معالي نورة الكعبي، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته الوزارة، أمس، بحضور نخبة من ممثلي وسائل الإعلام، أن الاستراتيجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمبادئ العشرة التي ترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة، وتبرز دور الإمارات المحوري في تمكين وإلهام الكفاءات البشرية المبدعة، وتساهم في أن تكون الإمارات، الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي والإبداعي من مختلف أنحاء العالم، كما توفر البيئة المناسبة للمواهب والمبدعين لتأسيس وتطوير مشاريعهم المبتكرة في الإمارات.
وقالت معاليها: «وضعنا مؤشرات استراتيجية نطمح إلى تحقيقها في السنوات العشر المقبلة، إذ سننهض بالصناعات الثقافية والإبداعية، ونزيد حجمها وإمكاناتها، لتكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، كما سنعمل على زيادة نسبة مساهمة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي، ورفع متوسط دخل العاملين في هذا القطاع، ورفع متوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات الثقافية والإبداعية، وسنضاعف عدد المنشآت العاملة في تلك الصناعات، وعدد الوظائف التي توفّرها، وسنعمل على زيادة حجم صادرات المنتجات والخدمات الثقافية والإبداعية».

منظومة متكاملة
تعمل الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية على توحيد الجهود المبذولة على المستويين الاتحادي والمحلي، من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات العاملة في هذا القطاع، وذلك بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، والمؤسسات التعليمية ومؤسسات النفع العام، إذ تعمل وزارة الثقافة والشباب من خلال منظومة عمل متكاملة تضم جهات حكومية على تنفيذ هذه الاستراتيجية وفق أجندات واضحة لبناء اقتصاد إبداعي عصري، وهي: وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، ووزارة الاقتصاد، ووزارة تنمية المجتمع، ووزارة التربية والتعليم، والمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فضلاً عن الشركاء الرئيسين على المستوى المحلي مثل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ودبي للثقافة، ودائرة الثقافة في الشارقة، ودائرة التنمية السياحية في عجمان، ودائرة السياحة والآثار في أم القيوين، ودائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.

تعريف الصناعات الثقافية والإبداعية
وقد اعتمدت وزارة الثقافة والشباب تعريفاً للصناعات الثقافية والإبداعية، على أنها «الصناعات التي تعتمد على عناصر الفكر، والابتكار والإنتاج، والتوزيع، والنشر والترويج للمنتجات والخدمات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي وحفظ الإرث الثقافي، والتي يؤثر نموها وانتشارها إيجاباً على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وهي مكونة من ستة قطاعات رئيسة، هي: التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، وكذلك التصميم والخدمات الإبداعية». وتضم تلك القطاعات أكثر من 25 صناعة اقتصادية.

رؤية واضحة
وتقوم الاستراتيجية على رؤية واضحة، هدفها زيادة الأثر والقيمة الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، ويشمل هذا معايير منها نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي، وعدد المنشآت وتصنيفها من حيث الحجم، وعدد فرص العمل التي يوفرها القطاع قياساً إلى إجمالي فرص العمل في الدولة، ومتوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات ذات الصلة بهذا المجال، وصولاً إلى العوائد المادية على الاستثمار في القطاع، ويؤثر إجمالي نموها وانتشارها بشكل إيجابي على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، ويكرس من مكانتها على الخريطة العالمية للصناعات الثقافية والإبداعية.

أبعاد محورية
وحددت الاستراتيجية 40 مبادرة، توزع على ثلاثة محاور رئيسة، هي: محور الموهوبين والمبدعين، ومحور المهنيين وبيئة الأعمال، وممكنات بيئة الأعمال، بواقع 16 مبادرة في محور الموهوبين والمبدعين، و10مبادرات في محور المهنيين وبيئة الأعمال، و14 مبادرة في محور تمكين بيئة الأعمال.
وللاستراتيجية أبعاد محورية وأهمية بالغة، فهي ترتبط بالمبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة، والتي ترسم المسار الاستراتيجي للدولة، ومن خلال المساهمة في بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط بالعالم، والاستثمار في رأس المال البشري واستقطاب المواهب، إضافة إلى مبدأ ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات، إلى جانب مبدأ تعزيز منظومة القيم والانفتاح والتسامح والهوية الوطنية.
وتعزز الاستراتيجية، التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية والخليجية، مكانة الدولة على خريطة الإبداع الثقافي العالمي ومؤشرات التنافسية العالمية، وتُبرز دور الإمارات المحوري في تمكين وإلهام الكفاءات البشرية المبدعة، وتساهم في أن تكون الإمارات الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي والإبداعي من مختلف أنحاء العالم، كما تمكن من توفير البيئة المناسبة للمواهب والمبدعين لتأسيس وتطوير مشاريعهم المبتكرة في الإمارات.

مؤتمر عالمي
وتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية بالتزامن مع السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة عام 2021، حيث تنظم الوزارة خلالها المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي (WCCE 2021) خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر الجاري في مركز دبي للمعارض – إكسبو، تحت شعار «إبداع متكامل.. يصنع المستقبل»، وتستضيف وزارة الثقافة والشباب خلاله قادة فكر، ومُبدعين، ومُبتكرين من حول العالم.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز آفاق التعاون، ودعم الجهود الهادفة إلى صياغة السياسات المستقبلية، للاقتصاد الإبداعي بما يضمن تحقيق مفهوم التنمية المستدامة، إضافة إلى تسليط الضوء على موضوعات مهمة كالتحول التكنولوجي، ومستقبل الاستدامة، والشمولية والتنوع، وتبادل المعارف، والأفكار، ويناقش التحديات التي تواجه الاقتصاد الإبداعي، ولا سيما في ظل الظروف التي فرضتها تداعيات أزمة (كوفيد-19)، إلى جانب الاتجاهات والحلول الجديدة التي تضمن مستقبلاً أكثر إبداعاً واستدامة.

6 محاور
ويركز المؤتمر على ستة محاور أساسية تساهم في رسم خريطة مستقبل الاقتصاد الإبداعي عالمياً، والمحاور هي إطلاق قدرات التعليم، وإعادة ابتكار العمل، والتحول التكنولوجي، وتعزيز المشهد الإعلامي وقنوات التواصل، والمستقبل المستدام، والتنوع والشمول، حيث يجمع المؤتمر تحت مظلته شركاء وعاملين في قطاع الاقتصاد الإبداعي من أجل المساهمة في بناء الأسس الرئيسة في المجال وخاصة رأس المال البشري.
ويستضيف المؤتمر شخصيات محلية وإقليمية وعالمية مؤثرة، منهم سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم التي تناقش سبل توسيع نطاق الوصول إلى الاقتصاد الإبداعي محلياً وإقليمياً، والشيخة بدور القاسمي في كلمة افتتاحية حول تعزيز الإنسانية من خلال الكتب، فيما ستناقش معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار دور السياحة المستدامة في دعم الازدهار البيئي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، كما تتحدث الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية حول دعم صناع الأفلام على المستوى الإقليمي، فيما تتناول معالي أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونسكو في كلمة افتتاحية لها، الدور المحوري للاقتصاد الإبداعي في تحقيق أهداف اليونسكو للتنمية المستدامة.
كما يناقش كل من معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رؤيتهما حول أهمية الاقتصاد الإبداعي والدعم الحكومي للشركات الصغيرة والمتوسطة، فيما سيقدم المؤلف والخبير الاستراتيجي البريطاني جو هوكينز جلسة بعنوان «نظرة أعمق» تناقش أهمية التعاون بين القطاعات المتعلقة بالاقتصاد الإبداعي هو المفتاح الرئيس لتحقيق الأهداف في هذا القطاع الحيوي.

وجهان عالميان
ضمن محور «التنوّع والشمول»، يستضيف المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي مالكولم غلادويل، وهو مؤلف خمسة من أكثر الكتب مبيعاً بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، جلسة تتناول العوامل الأساسية التي تجعل العمل الإبداعي مستقلاً هادفاً ومستداماً. وسيتحدث أيضاً في المؤتمر غلين لوري، مدير متحف الفن الحديث في مدينة نيويورك، حول أهداف المتحف من استراتيجيته الرقمية، وكيف تساهم في توسيع نطاق المجموعات الفنية لمخاطبة جمهور أوسع.

نهضة شاملة
تستهدف الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية النهوض بالقطاع وتعزيز حجمه وزيادة إمكاناته، وتحفيزه ليكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية في الدولة، والعمل على زيادة نسبة مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية لتصل إلى خمسة في المائة من إجمالي الناتج المحلي، في السنوات العشر المقبلة. وتهدف أيضاً إلى مضاعفة عدد المنشآت العاملة في القطاع إلى جانب عدد الوظائف التي توفرها، مع العمل على رفع متوسط دخل العاملين فيه، ورفع متوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات الثقافية والإبداعية، وزياد حجم صادرات المنتجات والخدمات الثقافية والإبداعية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©