الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القراءة.. بين رائحة الكتاب وبريق الشاشة!

القراءة.. بين رائحة الكتاب وبريق الشاشة!
16 يوليو 2022 00:38

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

مهما تعددت أسباب التطور الرقمي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، تظل للكتاب، كمصدر للقراءة، قيمة عالية وأهمية بالغة في بناء الثقافة وتوسيع آفاق الأجيال. فالكتاب يجعلنا نتشارك مع الآخرين رؤاهم وأفكارهم وإبداعاتهم وتجاربهم في الحياة، فالتنوع المعرفي الزاخر لا يأتي إلا بتراكمات القراءة، واستقاء الرؤية الشاملة من صفحات الكتب. هذا في حين يرى كثيرون أن المواقع الرقمية، في عصر السرعة الراهن، تقترح أحياناً قوالب ثقافية جاهزة تُرسل إلى ذهن القارئ، وقد يتلقاها من دون جهد مما يقلل من قيمتها كتجربة معرفية ذاتية، وحالة تفاعل ثقافي مع عقلية الآخر. 
وفي هذا المقام، يرى أدباء وكُتاب أن البحث والتقصي بين أمهات الكتب للحصول على المعلومة غالباً ما تكون منفعته أشمل وأكبر، وحصيلته المعرفية أكثر توسيعاً للمدارك ونشراً لأجواء الفكر والثقافة.

المحتوى والقيمة
وفي هذا السياق أكدت الكاتبة نورة عبدالله الطنيجي، أن لكل كتاب وقته وزمانه وقارئه، ولذا نجد الآن الكتاب حاضراً في مختلف المكتبات الورقية المشتملة على الكتب والدوريات والمخطوطات، والمكتبات الإلكترونية الرقمية التي باتت تحظى هي أيضاً بمكانة متميزة لسهولة وصولها إلى كافة القراء. ولفتت إلى أن أهمية الكتاب تكمن، أساساً، في محتواه، وليس في شكله.
وتابعت الطنيجي: نستطيع أن نجزم بأنّ العالم اختلف الآن عن السابق سواء في مسألة اقتناء الكتاب من جهة القارئ، أو إنشاء المكتبات الإلكترونية عبر المتصفح الإلكتروني أو الرقمي، أو من خلال الأجهزة الذكية لمن يود إنشاء مكتبة متميزة، مضيفة أن الوصول إلى اقتناء كتاب ورقي من خلال السعي إلى المكتبة، التي قد لا تتوفر في كافة البقاع، لم يعد تحدياً كبيراً كما كان عليه الحال بالنسبة للأجيال السابقة، حيث كان البحث عن كتاب مهم أو نادر قد يقتضي السفر للبحث عنه في مظانه، ولكن الأمر أصبح في وقتنا الراهن أبسط وأيسر، فقد بات الكتاب يصل للقارئ إلى بيته من دون عناء ومشقة، وهذا يعني أنّ شغفنا للقراءة يتحوّل إلى الشاشات الذكية والتطبيقات التكنولوجية، وتدخّل كذلك مجال الأتمتة والرقمنة في أمر البيع والشراء للكتب. وهناك أيضاً ما هو أمتع وأكثر جاذبية، بالنسبة لكثيرين، وهو الكتاب المسموع الذي بات له شأن الآن، ويزداد الإقبال عليه من قبل شرائح عديدة من القراء.

فكر الكاتب
ومن جانبها، قالت الدكتورة وفاء أحمد، كاتبة وناقدة: «إذا قرأت كتاباً لكاتب ما، فكأنك قرأت فكره وعلمه»، ولذلك حتى إن تعددت وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي، ومع وجود حسابات للكاتب أحياناً في تلك الوسائل، فهذا لا يغني عن قراءة ما لديه من إصدارات ومؤلفات تقرّبك من ذاته أكثر. فلا أظن أن هناك كتباً مكررة أو أفكاراً مكررة، لأنني أعتقد أن الفكرة الواحدة إذا تناولها ألف كاتب أصبحت ألف فكرة، وأن المؤلف يتغير بتعدد كتبه كما يتغير فكره بتغير الزمن، وأؤمن كذلك بتعدد الأفكار ومنهجيتها، فالكتاب يصل بالقارئ إلى خاتمة فكر الكاتب ويعتبر أرضية خصبة لفهم الحياة ومختلف العلوم، فهو يضع فكر الكاتب وثقافته بين يديك.

فكر وبصمة
ومن جانبه، أشار الدكتور سيف الجابري، رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، إلى أن الكتاب الورقي يحتوي على معلومات متنوعة وثمينة، لما يحتويه بين دفتيه من علوم سطرت بأقلام من نور، ولذا فإن المحافظة عليه في ظل التحول الرقمي أمر مهم للغاية، لأنه مهما تعددت الوسائل، إلا أن دور الكتاب في غاية الأهمية، لما يحمل من فكر وبصمة ومشاعر لدى الكاتب ينقلها مباشرة إلى قارئه من دون تدخل فني أو تحريف أو تبديل. مضيفاً: هذا على عكس ما قد نشاهده في الوسائل الرقمية من شك قد يتطرق إلى محتوى الكتاب الرقمي أو المعلومات المعلبة، والجاهزة، فالكتابة على الورق دائماً ما تكون قريبة للقارئ ويشعر نحوها بالدفء الذي يستشعره وهو يحتضن الكتاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©