الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في «تراث دار زايد» ومتحف الصيعري.. عبق الماضي والتراث الأصيل

من متحف راشد الحمادي (من المصدر)
15 سبتمبر 2022 00:04

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

يعد متحف راشد يوسف الحمادي الذي أسسه وأسرته بجهود شخصية وأطلق عليه متحف تراث دار زايد من المتاحف الخاصة المهمة في مدينة أبوظبي وتحديداً منطقة الشامخة حيث يحتضن المتحف عدداً كبيراً من المقتنيات التراثية التي تحمل عبق الماضي وجمالياته.
والحمادي الذي حول منزله إلى متحف يحمل اسم القائد المؤسس، بذل جهوداً كبيرة هو وأسرته في بناء هذا الصرح المفعم بالأصالة، وفي جمع مقتنياته التي تحاكي التراث الإماراتي بكل ما فيه من ألق وجمال، حيث اعتمد في بنائه على طرازين: الأول يحمل الطابع التراثي القديم، والثاني بناه بهيئة العريش المصنوع من سعف النخيل.
ويضم المتحف الذي أمضى الحمادي في جمع محتوياته عمراً أكثر من 2000 قطعة كما يضم 7 سيارات كلاسيكية، من بينها سيارة يعود تاريخ صنعها إلى عام 1946، كما يحتوي على جوازات سفر قديمة، بالإضافة إلى كتب تعود لأكثر من مئة عام وتلفزيونات قديمة، كما يضم المتحف غرفة خاصة بتراث عائلة راشد الحمادي وتحديداً أبيه وجده وفيها جميع المحتويات التراثية التي تخص والده من بينها سرير يعود عمره إلى ستين عاماً. وقد اجتهد الحمادي في جمع هذا الإرث سواء عبر موروثه الخاص أو من خلال الشراء المباشر للقطع النادرة، أو من خلال ما استطاع الحصول عليه من أصدقائه ومحبي التراث.
ويرى الحمادي أن المتحف الذي شاركته زوجته وأولاده في وضع كل تفاصيله جزء من التراث الوطني الذي يدعم السياحة الثقافية وتوجهات الدولة فيها، وأصبح المتحف مزاراً لطلاب المدارس من مختلف الأعمار ليعزز في نفوس الأجيال حب التراث وضرورة المحافظة على الهوية الوطنية.
وعن مقتنيات المتحف، يقول راشد الحمادي: جميل أن يتم تخصيص معرض خاص يعرض فيه أصحاب المتاحف الخاصة مقتنياتهم التي جمعوها بجهودهم الشخصية حباً في تراث الإمارات الأصيل.

متحف الصيعري التراثي
ومن المتاحف الخاصة التي تحمل عبق الماضي الأصيل أيضاً في إمارة أبوظبي متحف الصيعري التراثي لصاحبه عبداللطيف سعيد الصيعري الباحث في الموروث الشعبي الإماراتي، حيث بدأ بجمع المقتنيات التراثية والعملات منذ أكثر من عشرين عاماً، احتفاءً بذاكرة وهوية الوطن سيراً على خطى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، وتنفيذاً لوصيته بضرورة المحافظة على التراث الإماراتي وتثمين الهوية الوطنية، وتوجيهات القيادة الرشيدة التي تقدم دائماً الدعم غير المحدود لكل ما من شأنه أن يعلي من قيمة التراث والثقافة الإماراتية. ويأتي شغف الصيعري أيضاً بدوافع الحب لهذه الهواية وإيماناً منه بضرورة المحافظة على التراث الإماراتي، حيث يشعر بسعادة غامرة كلما أضاف جديداً إلى متحفه الخاص الذي افتتحه عام 2015 بمنزله في منطقة الفلاح بأبوظبي.

حب متوارث
وإضافة إلى حبه للتراث يستصحب الصيعري أيضاً في هويته وفاءً لأبيه الذي احتفظ بالعديد من المقتنيات أمام عينيه، وكأنه يرسل إليه رسالة تدعوه إلى مواصلة الرحلة من أجل الحفاظ على الموروث الإماراتي الأصيل، إلى أن خصص مكاناً في منزله بمنطقة الفلاح الجديدة، ليكون مقراً لمتحفه الخاص الذي يضم أقساماً متعددة، منها: قسم الرجل، والمرأة، والمعاميل والدلال، والعملات والأجهزة الإلكترونية، والمكتبة القديمة، والسوق الشعبي، ومنها أيضاً: الطواش والحلاق والدكان والعكوس والقهوة الشعبية، وقسم المطبخ القديم، وقسم التعليم قديماً، والسيارات الكلاسيكية والدراجات القديمة وقسم الألعاب القديمة. 
ويضم قسم العملات مقتنيات قبل وبعد قيام الاتحاد، وأخرى لعملات ورقية ومعدنية خليجية وعربية وهندية، ومن بين العملات النادرة نموذج الـ1000 درهم الذي يسميه الهواة الألف أبو دلة، وهو عبارة عن نموذج لعملة تعود إلى عام 1980 لم يتم تداولها، وقد حصل عليها الصيعري بمقابل مالي كبير نظراً لندرتها. كما يضم المتحف عملات تسمى «طويلة الحسا» المعروفة بـ«لارينه» وتوجد منها الفضة والذهب، حيث استخدمت كأداة تبادل في التجارة البحرية قديماً.

مقتنيات متنوعة
ومن بين المقتنيات كذلك دلال القهوة التي تعد من أبرزها الدلة النهيانية أو الفلاحية بأشكالها وأحجامها المختلفة، بالإضافة إلى العديد من الدلال التي تحمل أسماء معروفة قديماً مثل «الشطراوية، الحساوية، الحمصية، البغدادية، القريشية، الرسلان».  ومن المقتنيات التي يضمها المتحف أيضاً: «الطواش، الدكان القديم، الحلاق، العكوس».
ودكان «العكوس»، يمثل «الاستديو القديم» المخصص لالتقاط الصور قديماً وفيه أدوات التصوير التقليدية القديمة. وبدوره يضم «المطبخ الإماراتي القديم»: الرحى، والسعف، الجدور، المناحيز، والجرار القديمة والخرس، وبعض الخزفيات وآنية قديمة جداً كانت تستخدم لطهي الطعام.

في دائرة الضوء
وعن شغفه بالتراث، يقول الصيعري: ورثت هذا الحب لجمع التراث من والدي، ويغمرني الشغف كل يوم من أجل أن أضيف إلى ما جمعته خلال أكثر من عشرين عاماً وأشعر بسعادة لا توصف عندما أضيف قطعة جديدة إلى متحفي التراثي. ويضيف: في رحلتي للبحث عن القطع التراثية، لا أفكر في جهد ولا مال ولا تنقل بين البلاد، أفكر فقط في الحصول على تلك القطعة مهما كلفني الأمر.
ويحلم الصيعري بأن تكون المتاحف الخاصة في دائرة الضوء خدمة للتراث الإماراتي والأجيال القادمة لتتعرف إليه ولا تنقطع عن الشغف به، ودعماً لتوجهات الدولة في الاهتمام بالسياحة الثقافية والاقتصاد الإبداعي. 
ويأمل من الجهات المختصة دعم أهل المتاحف الخاصة، لأنهم بحاجة إلى الدعم للمحافظة على استمراريتها، بما تضمه من مقتنيات ثمينة ونادرة، وما تحتاج إليه من أعمال الصيانة والترميم وإضافة مقتنيات جديدة في كل الأوقات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©