الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مونيا بوطالب وشاعرية «الجذور»!

مونيا بوطالب في معرضها (من المصدر)
24 ديسمبر 2022 00:28

محمد نجيم (الرباط)

تعرض الفنانة التشكيلية المغربية مونيا بوطالب جديدها التشكيلي بالرباط في معرض حمل عنوان «جذور»، يتيح للزائر لحظة من التأمل والصفاء الذهني حيث المناظر الصامتة والمساحات الشاسعة من الأوراق والأشجار التي تحيل على صفاء الطبيعة وجمالها معتمدة على ألوان هادئة لإظهار الطبيعة وما تكتنزه من رموز ودلالات وأبعاد شاعرية، حيث الارتكاز على الجذور والأغصان لتمنحها بعدها الشاعري والمجازي. وفي كتيب المعرض يشير الناقد الفني فاروق يوسف إلى أن الرسم حين يوظف جماليات الطبيعة يعود إلى منابع الجمال الأولى. فالطبيعة ليست مجرد مشهد جامد يُرى، بل هي الدرس الذي يُؤسْطر من خلاله الرسم غاياته في البحث عن هدف جمالي لانهائي. 
وما تعرضه مونيا بوطالب يصب في هذا المعنى. فهي لا ترسم الطبيعة كما كان يفعل الانطباعيون. بل تختصر كل شيء لتجد فرصة من أجل المزج بين ما رأته وما حلمته وما صارت تود رؤيته ماثلاً بين يديها كما لو أنه شيء حقيقي. وبالنسبة لها ليس ضرورياً أن تقنعنا بأن ما رسمته صورة عن الطبيعة. فما يهمها فعلاً هو أن تكون لوحتها صورة إبداعية بأفق مفتوح. وهناك مسافة من العاطفة الشخصية ستظل قائمة بين تلك الرسوم والطبيعة.
«الغصون» تقودنا إلى التفكير في ما يتفرع منا، من هويتنا وسيرتنا وشكوكنا ومباهجنا وأحزاننا ولحظات قلقنا وأسباب أرقنا ودهشتنا وآمالنا وأسرارنا وشهواتنا الغامضة.
هل يعني ذلك أن مونيا بوطالب تجر المكان إلى لحظة يكون فيها خارج الزمان؟ تلك هي لحظة الجمال المتوارية مثل رغبة في الإفصاح عن حيرتنا ونحن نشعر بالسعادة ما أن نرى الأغصان تخضرّ في استقبال الربيع. هناك شيء ما يخضرّ في أعماق الروح ليحلق بنا خارج المكان.
ومونيا بوطالب تتيح فرصة للتسلل إلى مدى يعيدنا إلى رخاء شعورنا بعمق صلتنا بالجذور، فكل لوحة حكاية في أعمال مونيا بوطالب، وكل حكاية مصدرها سؤال، وكل سؤال يفضي بنا إلى عوالم غارقة في القدم، اختزلها موضوع عام في هذه التجربة التوليدية لحفريات في أصل وجذور الطبيعة، لتتخذ من الأشجار نموذجاً حياً في الأذهان والوجدان. وعن هذا المعرض قال الناقد شفيق الزكاري: إن المتأمل في عمق الأيقونات الإبداعية لمونيا بوطالب، سيجد ذاته أسيراً ومتورطاً في نظرة استكشافية لأسرار جمالية متعددة الزوايا، تنتقل بعفوية وحرية من سند لآخر، ضمن نسق سفر في عوالم حالمة كجمهورية أفلاطون ومدينته الفاضلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©