عدد اليوم
هويدا الحسن (العين)
تلبية لدعوة الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت الموجهة للشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، لمشاركة مجلس الفكر والمعرفة في الدورة الثامنة والعشرين من «مهرجان القرين الثقافي»، شارك المجلس في ندوة «المشاريع الثقافية الأهلية.. قراءة الواقع واستشراف المستقبل». ويعد المهرجان السنوي أحد أهم المهرجانات الثقافية على مستوى الوطن العربي، حيث يجمع أطيافاً من الفكر والثقافة، في الندوة الفكرية الرئيسة الخاصة بالمهرجان، ويتم من خلالها طرح ومدارسة أهم الأفكار والقضايا الثقافية والإنسانية المعاصرة.
مرفأ للوعي
مشاركة المجلس حملت عنوان «مجلس الفكر والمعرفة مرفأ للوعي»، وجاء في كلمة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان الموجهة للندوة، التي ألقتها نيابة عنها موزة القبيسي، أن للثقافة دوراً رئيساً في بنية الوعي المجتمعي، ودورها الإيجابي يعمل على تنمية هذا الوعي وتشكيل مفرداته وإعادة صياغة الوعي السلبي، وكلما امتلك المجتمع وعياً راسخاً ومتسعاً ومنفتحاً على العالم والثقافات المختلفة، امتلك قوة معرفية وثباتاً في الملامح الثقافية التي تجعله رقماً كبيراً ومؤثراً في معادلة الثقافة البشرية والإنسانية عامة.
وأضافت أن صناعة الوعي لا تتبناها فقط المؤسسات الثقافية الحكومية، بل أيضاً المؤسسات الثقافية المجتمعية، وأن الدور الذي يجب أن تقوم به المؤسسات الثقافية الأهلية دور تكاملي مع الدور الذي تتولاه المؤسسات الثقافية الحكومية، وخاصة أن المؤسسات الأهلية تمتلك المرونة، مما يجعلها أقرب للفرد داخل المجتمع، وأكثر تأثيراً في تكوينه وبنيته الفكرية والثقافية، والتغيير التنويري الذي يقود المجتمع للتطور، ومواكبة الحركة المطردة للتطور الفكري، والثقافي والتكنولوجي والإنساني.
وفي حديثها عن الواقع الثقافي في الإمارات الذي لا ينفصل عن بقية المجتمع الخليجي، قالت: إن مجتمعاتنا تحتضن ثقافات إنسانية متعددة وكثيرة، وهذا التنوع والتعدد عنصر إيجابي، إذا تم التعامل معه بمهارة فكرية، حيث إن التأثير المتبادل بين الثقافات يخلق مساحة كبيرة من التنوع والإضافة واكتشاف مناطق جديدة ومختلفة من الفكر الإنساني، ولذلك فمؤسسات الثقافة الأهلية حين تكون قادرة على احتواء هذا التنوع، وبناء جسور ثقة في الثقافة الوطنية، قادرة على السير بهذا التغيير الحتمي في الاتجاه الذي يؤطر لمفردات إيجابية تمثل إضافة للثقافة المجتمعية الوطنية، ليكون التأثير المتبادل في الاتجاه الذي يحافظ على الملامح الهوياتية للثقافة الوطنية.
وخلال الندوة تم عرض تجربة مجلس الفكر والمعرفة والتعريف بمناشط المجلس وإنجازاته وتحدياته خلال جائحة «كوفيد- 19» واستمرار واستدامة عطائه دون توقف.
وخلال اللقاءات التي عقدت على هامش المهرجان، تم إهداء الدول المشاركة في المهرجان مجموعة من الكتب التي تشتمل على إصدارات الشيخة د. شما، وأيضاً كتب عن تاريخ دولة الإمارات، وذلك ضمن مبادرة «المعرفة من أجل الإنسانية» التي تهدف إلى إهداء المتاحف والجامعات حول العالم نماذج من الكتب التاريخية الإماراتية التي تُعرف بدولة الإمارات ما بين الماضي واليوم والمستقبل، ليتعرف العالم على الحضارة الإماراتية والموروث الشعبي العريق.
