الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إيمان الحمادي: نمو «القراءة المجتمعية» إثراء للتجربة المعرفية

إيمان الحمادي
28 مارس 2023 02:18

نوف الموسى (دبي)

أنجزت الاستراتيجية الوطنية للقراءة، في دولة الإمارات، أهدافاً رئيسة في نمو القراءة المجتمعية، باعتبارها مؤشراً حيوياً لإثراء التجربة المعرفية، وهو تأكيد أشارت إليه إيمان الحمادي، مدير قسم شؤون المكتبات مكلف في «دبي للثقافة»، في حوارها مع «الاتحاد»، مبينةً أن أثر المشروعات الثقافية من بينها «صندوق القراءة» في رفع مستوى القراءة بين المستهدفين، على مستوى مدينة دبي، شكل نقلة نوعية في تعزيز العلاقة بين فضاءات المكتبات الوطنية والعامة، والتي جاءت انطلاقاً من التزام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، بدعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 – 2026 الهادفة إلى ترسيخ القراءة كونها أسلوب حياة، تدعم كافة مجالات الثقافة من فنون وآداب، وتعتبر مصدراً جوهرياً للتطور والإبداع الإنساني.
وتابعت إيمان الحمادي: «تقوم الهيئة بتنظيم العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج الهادفة إلى تعزيز القراءة بين مختلف فئات المجتمع، ومن بينها مبادرة «صندوق القراءة» المندرجة تحت إطار مشروع «مدارس الحياة»، حيث تطل سنوياً ببرامج ثرية بالأنشطة والفعاليات التي تحفز على القراءة. 

تعزيز القراءة
فيما يتعلق بتأسيس بيئات حاضنة مستدامة، تضمن الاستمرارية التفاعلية للمسارات الاجتماعية والثقافية والإنسانية والاقتصادية، لمشروعات القراءة والمنتجات الإبداعية المعرفية، لفتت إيمان الحمادي أن المسألة مرتبطة بشكل أساسي بقيمة تعزيز القراءة في المجتمع، وكل ما يدور حول هذه الفكرة الجوهرية من شأنه أن ينقلنا إلى مرحلة متقدمة من التفكير بطبيعة البيئات الداعمة، وكيفية تطويرها المستمر، وبالنظر إلى أجندة «دبي للثقافة» فإن هناك العديد من المشاريع والمبادرات والبرامج الهادفة إلى توسيع قاعدة القراءة المجتمعية، فإلى جانب مبادرة «صندوق القراءة»، التي تعكس نموذجاً للبيئة المجتمعية التفاعلية، فإن الهيئة تنظم سنوياً «معرض الكتاب المستعمل» ضمن مبادرات البرنامج الثقافي لمكتبات دبي العامة، وهو بمثابة إعادة تدوير لحياة الكتاب والمستخدمين أي القراء، بالإضافة إلى شراكة الهيئة الاستراتيجية مع مهرجان «طيران الإمارات للآداب»، وكذلك معرض «بيغ باد وولف»، والذي يضم أكبر تخفيضات للكتب في العالم، ويقدم في كل دورة حوالي مليون كتاب، إلى جانب مجموعة الجلسات والورش القرائية والتثقيفية والترفيهية التي تستضيفها فروع «مكتبات دبي العامة» على مدار العام، خاصة أثناء «شهر القراءة الوطني».

المكتبة الرقمية
مع التقدم التقني والتكنولوجي، في العصر الراهن، والسهولة غير المسبوقة للوصول للمعلومة، تبرز بعض التحديات التي تواجها المكتبات العامة، للحفاظ على مكانتها في بناء التجربة المجتمعية داخل المكتبة، وكذلك بناء مرجعية متراكمة علمية للمصادر المعلوماتية، حول ذلك اعتبرت إيمان الحمادي أن مسألة مشروع القراءة يمثل تحدياً مستمراً ليس في مدينة دبي وحسب، وإنما على مستوى العالم، إلى جانب ما تواجهه حركة صناعة النشر والكتب والترجمة من صعوبات في المنطقة العربية، إضافة إلى اتساع دائرة التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، التي قللت من اهتمامات الأجيال الجديدة وتوجهاتهم بشكل عام، إلا أن هذا الأمر، لن يحول دون البحث المستمر حول ابتكار آليات عمل لمشروعات تجمع المكتبة كونها كيان حيّ ينمو ويتفاعل، وبين وعي الجمهور وتواصله المستمر مع فضاء المكتبة.
وأوضحت إيمان الحمادي، أنه بحسب الملاحظات والمتابعة السنوية للبرامج ومشروعات القراءة التي تنظمها «دبي للثقافة»، لاحظوا اختلافاً في اهتمامات الشباب القرائية والتي تتبدل باستمرار بحسب السن والتوجهات العامة لحركة النشر والترجمة، وما تطرحه مواقع التواصل الاجتماعي من قضايا متنوعة، وبالتالي لا يمكن حصر هذه الاهتمامات ضمن قائمة محددة، ورغم ذلك تظل متنوعة بين أدب الجريمة والروايات والقصص والمغامرات وتطوير الذات والتحفيز وغيرها، وأضافت إيمان الحمادي أن اتساع دائرة الرقمنة ساعد على توجيه اهتمام أفراد المجتمع نحو القراءة الرقمية، ومواكبة لذلك أطلقت «دبي للثقافة» المكتبة الرقمية التي تحولت إلى منصة معرفية شاملة تضم حالياً 482.894 كتاباً، موزعةً بين كتب رقمية، وسمعية، ومقاطع فيديو، مبينةً أن إحصائيات «دبي للثقافة» تؤكد نجاح «المكتبة الرقمية» في استقطاب أكثر من 2.884 مستخدماً حتى نهاية عام 2022، استفادوا من محتواها الغني باللغتين العربية والإنجليزية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©