السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. جلسة ناقشت الكتابة عن الذات وعن الآخر

في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. جلسة ناقشت الكتابة عن الذات وعن الآخر
29 مايو 2023 01:24

فاطمة عطفة (أبوظبي)

«الأديب بين الكتابة عن الذات والكتابة عن الآخر» موضوع جلسة النقاش التي نظمت في اليوم السادس من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وشارك فيها كل من: د. بدرية البشر، روائية وإعلامية، د. أماني فؤاد، أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة، د. نزار قبيلات، الأستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأدار الحوار الإعلامي محمود شرف.
وقالت د. بدرية البشر: عندما بدأت أكتب، كنت أعتقد أنني منشغلة بقضايا إنسانية مجتمعية، واعتقدت أنني أعبر عن الآخر، وكنت أقول بإصرار شديد إنه الآخر. ولكن مع الوقت بدأ هذا اليقين يتزعزع فاكتشف من هو الآخر، وتبين لي أن الكتابة تشبه الثقافة التي جئت منها، وتشبه المعاناة. وأشارت البشر إلى أن مضمون كل من الذات والآخر له بعد فلسفي وبعد تجريبي، لأن المبدعين من طبقات مختلفة، وتساءلت البشر قائلة: ما هي الكتابة عن الذات، ومن هي الذات؟ لقد بدا أني في أرجوحة المشترك ما بين الذات وبين الآخر. وفي نقطة ثانية: هل يوجد آخر أم أننا واحد؟ هناك جيل جديد، هناك لغات فكرية من الواقعية الاشتراكية وغيرها، وكثير من الكتاب تبنوها بما يشبه الموضة. وأوضحت أن المبدع يخرج معبراً عن قضايا اجتماعية، أما الآخر فهو شرط ضروري للتوسع في الكتابة سواء عن الذات أو الآخر، والسرد يسمح بتعدد الشخصيات والأصوات، ومن هنا يستطيع الكاتب أن يبرز الآخر كما يصنع الكاتب من ذاته على انعكاس الآخر. نعم أستطيع أن أنقل صوت الآخر.

الواقعية الروحية
بدوره، أشار د. قبيلات إلى أن الآخر هو كل ما يتعلق بذات الكاتب، وأضاف قائلاً: هناك واقعية جديدة اسمها الواقعية الروحية، بمعنى أن الكاتب ينطلق من روحه ويمارس حرية مع ذاته تمر عبر الكتابة، وهذه الكتابة تشكل خرقاً للنواميس وللشروط النوعية والذاتية مع الآخر، وهي تجاوز شروط الآخر وسلطته، وذهبت نحو عدم الالتزام بالميثاق المجتمعي، بينما السيرة الذاتية الأفضل تعريفها بأنها استعمال شخصي للغة، وهي أحياناً لا تكتب بشكل مباشر بل تلون، بينما المشاهدات واليوميات والمذكرات هي ذكريات ومقتطفات مصدرها كلها البعد الذاتي. وأوضح أن رسالة الأدب ليست رسالة تقوم على تأسيس من أجل توصيل رسالة للآخر، الكتابة سكن ولغة ومسكن.
وحول ما إن كان الشاعر يكتب عن ذاته، وهل هذا خروج عن الآخر، قالت د. أماني فؤاد: إن الكتابة الحديثة قائمة على التخيلية، ولكنها تنطلق من نقطة. وأضافت موضحة: في الواقع حتى الخيال يشترك مع الواقع، لكن كتابة النقد هي من الذات التقاط روح النص، وهذا مهم، وفيه جزء منك ومن ثقافتك، إنها دائرة تنتقل إلى دائرة أوسع. وتابعت قائلة: في الإبداع عند الروائي نجد حالة من التدفق، وهذا هو الفرق بين الكتابة عن الذات أو الآخر. الرواية أو القصة تختلف عن السيرة أو النقد، ولكن الآخر موجود دائماً في النص الأدبي. الكاتب يكتب عما يتمنى أن يكون، حتى الكتابة عن الذات هي كتابة عن آخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©