الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعد يكن: التراث وعي جمالي بالتاريخ واللاشعور الجمعي

سعد يكن: التراث وعي جمالي بالتاريخ واللاشعور الجمعي
2 يونيو 2023 01:17

نوف الموسى (دبي)

«التقليد، يُضعف القيمة الجوهرية لأثر التراث في الفن التشكيلي، والخصوصية قادرة على استخراجها نحو احتمالات أوسع متصلة بالمعارف الإنسانية، والمدلولات الاجتماعية، وآنية المفاهيم المعاصرة الحديثة، التي ستؤدي بطبيعتها إلى إغناء تراث المنطقة العربية، توازياً مع حركة التشكيل في العالم».. هنا يوضح الفنان التشكيلي السوري سعد يكن، الذي ولد في عام 1949، تأثير السياقات المجتمعية للممارسات الثقافية لمفهوم الحرية والتعبير والإبداع حول فكرة التراث، في مناقشة فنية قدمها بمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في مدينة دبي، حول «أزمة التعبير عن التراث في الفن التشكيلي».

قضية نبيلة
وتمعن يكن في سرده البحثي حول السؤال عن الإبداع فيما إذا كان رهاناً أم حاجة، ومن هذا المنطلق يفسر يكن أن التراث يمثل قضية نبيلة وإنسانية، وإدراكه كحالة جمالية وتعبيرية، وليس كمفهوم شكلي، يعد ضرورة، تتطلب منّا العودة إلى التاريخ الحقيقي والواقع اللاشعوري الجمعي للمنطقة العربية، معتبراً أن استعراضات التراث، أسهمت بحسب تعبيره في تهبيط القيمة الفنية للتراث، حيث إن كل الحوارات والنقاشات تتناول البحث في آلية مفهوم التراث من الناحية الموضوعية، وحتى وإن لم يكن هناك موضوع بذاته، فإنه يتطلب حشداً ذاتياً لما هو موجود لإحداث تحولات في الممارسة الفكرية والتجارب الفنية، ما يجعلنا نتجاوز ما وصفه بـ«الشكلانية التافهة»، والوصول إلى نوع من الحداثة المرتبطة بالتراث، والتي لها علاقة بثقافة ومعرفة الفنان واللاشعور الحاضر في الوعي الخاص بتجربته عبر مجمل المكونات والمعطيات الثقافية والإنسانية والتاريخية والآنية التي تمنحه بالتأكيد قوة متفردة في التعبير.

رؤية حديثة
«أن تأخذ حكاية من السرديات العربية في التراث، مثل عنتر وعبلة أو قيس وليلى، وتجسدها تماماً كما هي، لا يعني أبداً إحياء لتراث»، توضيح أشار إليه الفنان سعد يكن، مبيناً أن تناول الموضوعات برؤية حديثة منسجمة مع معطيات الفن التشكيلي لهذا العصر، هو المعنى الأقرب لمفهوم تطوير التراث الفني، فهر يرى الفن، الطريقة التي يعبر بها الإنسان عن وجوده، وعلاقته بالعالم، وتفاعله مع الثقافة، هي ليست انعكاساً، كما يعتقد البعض، بل شكل تعبيري لا يمكنه أن ينفصل عن الحياة نفسها، ومتصل بمساراتها الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها، ومن هنا فإن التراث ليس للاستعمال اليومي والمجاني بين الفنانين، قطعاً. ولذلك يأتي صدق الفنان كأساس لتلبية دعوة التراث للمشاركة في إثراء الوعي الجمالي المرتبط بمضامينه الإنسانية والحضارية، فالتراث ليس قضية أحادية، بل مشاركة لما هو موجود في الواقع، وكلما اقترب الإنسان من ذاته أكثر، كلما تعمق في مسألة العودة للأصول والجذور مسبقة الصنع لتاريخ الثقافة العربية، وتاريخ الموسيقى والأدب العربي، ما سينتج عنه وجهة نظر نقدية تساهم في تطور الفن التشكيلي بعيداً عن الاستعراضات التراثية الشكلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©