الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لماذا نسافر؟

لماذا نسافر؟
21 ابريل 2020 03:06

يسألني الكثيرون، لماذا هذا التعلق بالسفر؟ لماذا تنفق هذه المبالغ الطائلة -فقط- لزيارة مدن وقرى والتعرف على عادات وتقاليد؟ لماذا تعاني وتركب الطائرات والقطارات والسفن وتقطع القفار؟ ما الذي يضيفه لك السفر؟
فقلت لهم متعجباً: الإجابة عن هذا السؤال موجودة في متن السؤال، فهل ترون ما أرى... هل ترون كم المتعة المستخدمة في كلمات السؤال؟ مدن، عادات، تقاليد، قرى، طائرات، قطارات، سفن؟
في سفرك ترى كل هذه الأمور، تتعرف على كل هذه التفاصيل التي قد يهملها من لا يفسح لنفسه المجال بالسياحة في أرض الله الواسعة، قيل قديماً «وسافر ففي الأسفار 10 فوائد»، وأنا أقول إن للأسفار فوائد لا تحصى، فلن يتذوق لذة هذا الشغف إلا من تعلق قلبه بقاعات الانتظار في المطارات وفي محطات القطارات، ليكتشف ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب، ويتذوق أطباقاً جديدة، ويرى من الفنون والحرف أبدعها وأعجبها.
ولن يشعر بهذه النشوة العارمة، إلا من داعبت أطراف أصابعه قسائم صعود الطائرة، وتسارعت خطواته للحاق بندائها الأخير في المطارات، وجلس بالساعات ينتظر تجهيز غرفته في فندق أخطأ في حجزه لاعتقاده أنه الأفضل بناءً على نصيحة من صديق.
هذا السؤال: لماذا نسافر، لن تجد له إجابة موحدة بين الناس، فهناك من يسافر بغرض العلاج، وهناك من يسافر طالباً للعلم، ومنا -ونحن أكثرية- من يسافر للترويح عن النفس وإثراء المعرفة وتوسيع المدارك والانطلاق بالتأمل والخيال البناء، وكسر الروتين والرتابة، ولشحذ الهمم وإعادة النشاط، فلكل منا هدف وسبب، ولكن النتيجة دائماً هي كم معرفي يضاف للمسافر.
عن نفسي لم أستطع يوماً أن أجيب عن هذا السؤال، لماذا أسافر؟ صدقوني ليس لديّ إجابة شاملة تعبر عن ما يمثله السفر بالنسبة لي، أشرح دائماً شغفي بالسفر بأنه «مرض» -أجاركم الله- لم تنفع معه الأدوية، ولكنه مرض جميل «ولا أدري هل يكون المرض جميلاً أم لا؟»، ولكنه مرض غير مزعج، لطيف خفيف، وهو المرض الوحيد باعتقادي الذي لا يرغب الإنسان بأن يشفى منه.
سافروا ففي الأسفار «طن» فوائد، وسيحوا في أرض الله الواسعة، وشاهدوا أين كانت الأمم، وأين أصبحت، وكونوا سفراء للإمارات في كل مكان تذهبون إليه، سافروا وأحضروا معكم أفكاراً نعزز بها ريادة وطننا ونساهم بها في مسيرة النماء والتطور التي تعيشها بلادنا.
لمحبي السفر والسياحة، والاطلاع، أهدي هذه الباكورة من القصاصات الخاصة بالسفر، والتي أكتبها وأنا شخص عاصر السفر في زمن لم تكن هذه التطبيقات موجودة فيه، ولم يكن «الإنترنت» هو سيد الموقف، أتمنى للجميع سفراً سعيداً، بعد انتهاء أزمة «كورونا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©