عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
يعد المخرج أحمد خضر من أهم مخرجي الدراما التلفزيونية العربية، ويصنف على أنه واحد من العمالقة فيها، حيث أخرج مسلسلات متميزة وهادفة تنوعت مواضيعها بين التاريخية والدينية والتراثية والاجتماعية والغنائية والاستخباراتية، ورغم تعاونه مع كبار النجوم والنجمات والمؤلفين، كان يصر على الاستعانة بالوجوه الجديدة في التأليف والتمثيل والتصوير والإضاءة والديكور في أعماله، لإيمانه بوجود قصور في تقديم الوجوه الجديدة، ومطالباته بتخلي الكبار عن أنانيتهم، ليدعموا المواهب الشابة لمنحها الخبرات المطلوبة.
وتخرج خضر المولود في 1 أغسطس 1945 في إحدى قرى مركز دسوق في محافظة كفر الشيخ «شمال دلتا مصر» في كلية الحقوق، ثم سافر إلى ألمانيا لدراسة الإخراج، وبعد عودته عمل مخرجاً في التلفزيون المصري بالبرامج، ثم الأفلام التسجيلية، وفي 1978 قدم أول مسلسل له بعنوان «أبو عبيدة بن الجراح» من تأليف أمينة الصاوي، وبطولة عزت العلايلي، ومجدي وهبة، وعفاف شعيب، وبعده تعاون في ثلاثة مسلسلات مع بلدياته المؤلف محمد جلال عبدالقوي، وهي «الرجل والحصان» لمحمود مرسي، وهدى سلطان، ومحمد رضا، وهو من المسلسلات الملحمية التي ألقت الضوء على جوانب اجتماعية واقتصادية وإنسانية ونفسية وفلسفية مهمة في المجتمع المصري وقتئذٍ، وكان محطة فارقة في مشوار محمود مرسي مع المسلسلات، حيث كان بداية مرحلة تجسيده لدور «دون كيشوت»، الذي يحارب طواحين الهواء، بحثاً عن قيم تناساها الجميع، و«الغربة» لحسن عابدين، وفردوس عبدالحميد، وسعيد عبدالغني، واشتهر بـ«هراس جاي»، وهي جملة كان يرددها «قناوي» - جسد دوره أحمد بدير - طوال الأحداث، فعلقت مع الناس واشتهر بها المسلسل، و«حارة الشرفا» لعبدالله وحمدي غيث، وبرلنتي عبدالحميد، وأحمد عبدالعزيز، وهو مسلسل اجتماعي إنساني تراجيدي تناول قصة أول طفل شهيد أثناء ثورة 1919، وقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والإسكندرية، احتجاجاً على السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، والتصدي للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، وسقوط قتلى وجرحى.
وقدم العديد من المسلسلات التي لم تقتصر على قالب درامي واحد، حيث أخرج مسلسلين دارت أحداثهما في إطار اجتماعي غنائي، هما «هي وغيرها» لمحمد ثروت وصابرين، و«الدنيا وردة بيضا» لعبدالمنعم مدبولي، وصابرين، ومحمود الجندي، وتناول إحدى قصص البطولات لضابط في المخابرات العامة المصرية، وتفاصيل المهمة الحساسة التي أوكلت إليه ونجح فيها، من خلال مسلسل «الثعلب» لنور الشريف، وأعاد تقديم فيلم «اللص والكلاب» في مسلسل تلفزيوني لرياض الخولي، وعبلة كامل، ورانيا فريد شوقي، وأخرج «ألف ليلة وليلة» لفاروق الفيشاوي، وآثار الحكيم، و«قصة مدينة» لنبيل الحلفاوي وسهير المرشدي، و«حواري بلا قصور» ليوسف شعبان، وفردوس عبدالحميد، و«حكاية بلا بداية أو نهاية» لآثار الحكيم، ونبيل الحلفاوي، و«على باب الوزير» لشريف منير، وشيرين سيف النصر، و«الشهاب» لجميل راتب، وتوفيق عبدالحميد، ومحمد رياض، ووفاء عامر، وكان آخر مسلسلاته «قناديل البحر» لآثار الحكيم، ومحمود قابيل عام 2005، وتوفي في 8 نوفمبر 2019.
