عدد اليوم
«هاكونا ماتاتا».. احفظ هذه الجملة وضعها ضمن مفرداتك عند زيارتك لزنجبار، وهي تعني باللغة السواحلية «كل شيء على ما يرام»، وكم سمعنا الأخوين «تيمون وبومبا» يغنيانها في الفيلم الشهير «الأسد الملك»، ولم نعرف معناها ذلك الوقت، زُر زنجبار وسترى الحضارة العربية وقد وضعت بصمتها في كل ركن من أركان الجزيرة.
زنجبار: أصل الاسم عربي ويعني «بر الزنج أو الزنوج»، أطلق عليها العرب اسم مملكة العرب المفقودة، ويسميها أهل زنجبار أنغوجا، وتسمى أيضاً أرض التوابل وجزيرة السلاحف، ليست جزيرة واحدة بل أرخبيل من الجزر، وهي من أكبر الدول المصدرة للقرنفل، يطلق عليها الأجانب اسم «زينزيبار»، تتبع تنزانيا سياسياً ولها استقلال وحكم ذاتي، ولمحبي السواحل والجزر هناك أكثر من 25 من الشواطئ الفيروزية التي توصف بأنها الأروع بمياهها الكرستالية النقية.
زنجبار، دعوة من صديق لزيارتها كشفت وفتحت لي مجال لمعرفة الكثير عنها، وصلتها مع -أجمل صحبة- عن طريق مطار زنجبار الدولي «مطار عبيد أماني كرومي الدولي»، بساطة في الإجراءات والتأشيرة، ويجب عليك إبراز شهادة التطعيم من الحمى الصفراء والملاريا للدخول، وستجدهم مبتسمين دائماً، فرد الابتسامة بالابتسامة.
أنصح بالسكن في أحد المنتجعات، والترتيب معها، إما عن طريق أحد المكاتب السياحية قبل السفر أو من خلال المكاتب التي ستجدها في المطار، وهي معتمدة، رتب معهم لرحلة بحرية تتعرف فيها على الجزر القريبة والاستمتاع بالمياه الفيروزية، وزُر مزارع التوابل -فهي جزيرة التوابل- والقهوة، واعرج على غابات جروزني لمشاهدة قرد الكولوبوس الأحمر النادر، وإذا كنت محظوظاً فقد تصادف نمر زنجبار شبه المنقرض، كما لا بد لك من زيارة «مدينة الحجر» العاصمة، لرؤية أكثر من 500 باب خشبي نحاسي مصنوع بهندسة معمارية خاصة بزنجبار، واستمتع بقضاء ساعات بين أزقة المدينة التي تشكل متاهة مبهرة من المحلات والأسواق، وشاهد قصر العجائب وبيت الحكم، ومتحف الرقيق والمستوصف القديم الذي تم تحويله إلى مركز ثقافي، كما يمكنك ترتيب رحلة إلى قرية كيزمكازي لصيد الأسماك، وهناك جولات لرؤية الدلافين، ولا تفوّت زيارة جزيرة السجن، علماً بأن الرحلات رخيصة ومتاحة للجميع، اسأل وستجد.
البلد جميلة وآمنة، والناس مسالمون مبتسمون، جرب طعامهم وخالط أهل الجزيرة الذين ستجد منهم كل الترحاب، تعلم بعض الكلمات السواحلية قبل السفر، لا تتوقع خدمات فاخرة، ولكن توقع مغامرة مبهرة، ابتسم، وردد معهم دائماً «هاكونا ماتاتا».
