عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بهدف محاربة الإشاعات، وعدم الانجراف وراء الكلام الخاطئ، استلهمت الشيخة إليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، فكرة فيلمها الإماراتي الوثائقي القصير «أثل»، الذي يعد أولى تجاربها في الإخراج، حول قصة الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد أو الفتى القتيل، كما بات يُعرف عبر التاريخ، فهو قتل في أوج مجده في العشرينيات من عمره بسبب إشاعة.
جوائز
«أثل» اسم للشجر الطويل المعمر، والفيلم من إنتاج «أناسي» و«توستر»، مدته 15 دقيقة، ويلعب بطولته الفنان الإماراتي منصور الفيلي والفنانة المصرية حلا شيحة في أول تجاربها مع عالم الأفلام القصيرة، وهو من نوعية أفلام «الفانتازيا»، ومترجم إلى الإنجليزية، وحصد مؤخراً جائزة «الإنجاز» في مهرجان «برلين فلاش» للأفلام بألمانيا، وهو مهرجان يحتفل بالأفلام القصيرة، وبهذا الشكل «سيشارك الفيلم تلقائياً في الدور نصف النهائي في مهرجان برلين السينمائي السنوي، كما نال أيضاً جائزة «ريمي الذهبية» في مهرجان «هيوستن السينمائي الدولي» في أميركا، كما تم اختيار «أثل» للمشاركة رسمياً في مهرجانات «مدريد السينمائي الدولي» في إسبانيا، و«ليفت أوف» بتورنتو، وARFF الدولي في إمستردام في هولندا، و«فيينا للأفلام المستقلة»، كما تم ترشيحه لجائزة في مهرجان «تورنتو السينمائي الدولي» بكندا.
عاصفة
وتدور قصة الفيلم حول «سلمى» مقدمة برامج شهيرة، تصوّر برنامجاً عن الشاعر الجاهلي «طرفة بن العبد»، وذات يومٍ اجتمعت عليها أحداث سيئة بسبب هبوب عاصفة ترابية عرقلت سير تصوير إحدى حلقات برنامجها، بالإضافة إلى غياب ابنها منذ أيام دون أن تعرف عنه شيئاً، ومع كل هذا ظلت «سلمى» هادئة، وبينما كانت شاردة الذهن غادر طاقم العمل موقع التصوير ونسى «سلمى» في الموقع، فكانت تسير وهي منشغلة بالحديث في الهاتف، دون أن تعرف أن القدر يخبئ لها شيئاً بعيداً عن الواقع.
طرح جديد
وخلال العرض الخاص للفيلم، الذي أقيم أمس الأول في فوكس سينما نيشن تاورز في أبوظبي، قالت عفراء المرر، المنتج المنفذ للفيلم: يتناول العمل أسلوباً وطرحاً جديدين، في قالب درامي كوميدي خفيف، قصة الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد، الذي قتل في أوج مجده في العشرينيات من عمره بسبب إشاعة، واحتار الكثير من المفكرين والمثقفين في أمر مصيره، ومن هنا جاءت فكرة الفيلم، طرحتها الشيخة إليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، ليكون العمل ذات مضمون ورسالة هادفة، ومن خلال مقولة الشاعر التي تظهر في الفيلم ومكتوبة على الملصق «لم أقل كلامكم».
وأضافت: تم تقديم الفكرة بطريقة سلسلة فيها فانتازيا وتدمج بين الماضي والحاضر بعيداً عن الدراما التقليدية، وتم تصوير الفيلم في ثلاثة أيام بشكل متواصل، وواجهنا تحدياً كبيراً خلال تصوير العمل في صحراء الوثبة وسط العاصفة الرملية.
من جهته، عبر الممثل منصور الفيلي عن سعادته وفخره، بأن يحصد الفيلم العديد من الجوائز والمشاركات العالمية في مهرجانات مختلفة، وقال: «أثل» فيلم نخبوي من نوعية أفلام المهرجانات، يعتمد على الفلسفة العميقة في الطرح، وفي الوقت نفسه قدم بشكل بسيط حتى تصل رسالته الحقيقية للجمهور، التي تتمحور حول آثار الإشاعات، التي من الممكن أن تكون جملة بسيطة، لكنها تحقق تداعيات ونتائج كبيرة، من الممكن أن تصل للقتل.
وأعد الفيلي الأفلام القصيرة بمثابة تحدٍ كبير لأي مخرج أو كاتب أو ممثل، حيث يحتاج كل منهم إلى جهد كبير لإيصال فكرة الفيلم القصير في دقائق معدودة، وهنا تأتي احترافية ثلاثي العمل.
ولفت الفيلي، أن أفلام المهرجانات مهمة في تنمية ذائقة الجمهور، خصوصاً أن الفيلم الإماراتي من نوعية الأفلام القصيرة، حقق نجاحات، ووصل إلى مهرجانات عالمية، مقترحاً أن تتولى التلفزيونات المحلية ودور العرض، بتخصيص يوم أو أمسية أسبوعية لعرض الأفلام القصيرة، لتشجيع صناعها.
