عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
كان الشاي، بتاريخه وفوائده وطقوس شربه، موضوع جلسة الحوار الافتراضية التي نظمتها، أول أمس، مؤسسة بحر الثقافة بعنوان: «أسرار عالم الشاي»، بحضور الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة المؤسسة، وأدارت الجلسة عايدة عبدالله الأزدري، التي أشارت إلى أهمية الشاي، ووصفته بالعالم الدافئ والمشروب السحري.
واستضافت الجلسة مريم المسعود خبيرة الشاي، والدكتورة أروى مضواحي التي تحدثت عن مزايا الشاي وفوائده الطبية، وتناولت عدة محاور، بدأتها المسعود بلمحة تاريخية: موضوع الشاي واسع وله تاريخ طويل، بدأ لأول مرة في الصين، وكان شجيرة عادية، يستخدمون أوراقها قبل ذلك في الطعام، وقد اكتشف الإمبراطور شين نونج نبتة الشاي، وكان من عادته أن يشرب الماء الساخن، فطلب من خادمه أن يعد له كوب ماء ساخن، فوقعت بالمصادفة فيه ورقة، ولما شرب فأحس بنكهة شهية، ثم شعر بعد ذلك بحالة من النشاط، وكان هذا الإمبراطور مهتماً بالطب، فاعتبره دواء، ثم تحول مع الزمن إلى مشروب، ولما انتقل الشاي إلى اليابان، كان في البداية مشروب الكهنة، لأنه يساعد على السهر والتأمل، وبعد ذلك صارت له حفلات وطقوس لها معلموها وأدواتها وفناجينها الخزفية المميزة، ويقدم بطريقة احتفالية خاصة. وأشارت المسعود إلى أن اليابان أعطت هذا المشروب طقوساً، وأحاطته بهالة جديدة، وهي شهيرة بتقديمه في حفلات خاصة، ولم ينتشر في العالم حتى القرن 17، وكان انتشاره عن طريق شركة الهند الشرقية الهولندية، ومن بعدها البرتغال وبريطانيا.
وأوضحت أن الشاي أصبح موضوعاً رئيسياً للشعر والثقافة والرسم على الأكواب الخزفية، لافتة إلى أنه صار من الضرورات السبع الأولى في الصين، كما أصبح مشروب الشاي تقليداً هاماً في بريطانيا، حيث بدأ في قصور الملوك، كما أن بعض الفنادق لا تقبل حضور حفلات الشاي إلا باللباس الرسمي.
وعن عادات شرب الشاي في البلاد العربية، بينت أنه في الإمارات يفضل مع الحليب لفائدته الغذائية، وفي العراق ثقيلاً، وفي الخليج بشكل عام يضاف إليه الهيل، ويشرب في المغرب محلى مع النعناع، وما يقال عن الشاي العدني متأثر بالمدرسة الهندية.
وتحدثت الدكتورة أروى عن خصائص الشاي، موضحة أن نسبة الكافيين في الكوب الواحد أقل من مئة ميلجرام، بينما في الشاي الأبيض دون العشرين، مبينة أنه أكثر فائدة من الشاي الأسود، ولفتت إلى أنه ضد الأكسدة، مع الفواكه والخضار والشوكولا الداكنة، وله تأثير على امتصاص الحديد مع الغذاء النباتي، بينما لا يؤثر مع تناول الأسماك واللحوم.
