عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
منذ دخولها عالم التدريس، وهي تعشق اللغة الجميلة «لغة القرآن الكريم».. تعمقتُ في تفاصيلها، وانصب جهدها على تنشئة جيل قارئ مثقف قادر على مواجهة الحياة.. إنها معلمة اللغة العربية في مدرسة الجاهلي، الحلقة الثالثة، وفاء الشامسي، التي أطلقت مبادرة «أنا كاتبة لامعة»، وتقول عنها: «منذ 14 عاماً وأنا أعيش لحظاتها مع الطالبات في الصفوف، حيث بدأت هذه المبادرة في القاعة الصفيّة، وكنتُ أبدأُ الحصة الدراسية بها، أزرعُ في نفوس الطالبات حبّ القراءة والكتابة معاً، لأنهما أساسُ اللغة العربية، وكنتُ أشجعُهن على اقتطاف زهرة من كلِّ بستانٍ، لتكتبُ الطالبةُ الخاطرة بأناملها، ثم تُلقيها على مسامعنا في اليوم التالي، وكثيراً ما فعّلتُ هذه المبادرة بين الطالبات في مرحلة الثاني عشر العام والمتقدّم، ووجدتُ حبّاً عظيماً وإقبالاً كبيراً منهن، وعشنا معاً جميع المواقف من خلال هذه الكتابات، وكنتُ أكتبُ ما يجولُ بخاطري، حتى أشجعهن على الكتابة دون تردد، حتى تطورت هذه المبادرة وانتشرت بين ربوع «مدرسة الجاهلي»، لأحصد الكثير من الإبداع والتميّز.
«شغف»
وتضيف الشامسي: «وضعتُ عنوان المبادرة التي أطلقتها على أحد جدران المدرسة، حتى انتشرت بين طالبات المدرسة بمراحلها المختلفة، لتضع كل طالبة كتاباتها على الحائط، وأطلب ممن لديها هذا الشغف في الكتابة أَنْ تعلّقَ بخطِّ يدها على ما وُضع على الجدران، ثم بدأتُ مع طالبات المدرسة المشاركة في مسابقات الكتابة على نطاق مدينة العين، وحصدنا مراتب متقدمة في المسابقات المختلفة، وحرصت على تشجيع الطالبات على المشاركة، حتى وإن لم يحصلن على مراكز متقدمة، ولاحظتُ أَنّ هذه المبادرة ساعدت الطالبات على عشق اللغة العربية، وارتفاع مستواهن وحبهن العميق للكتابة، وفي ظل أزمة فيروس كورونا، وبعد اللجوء إلى التعليم عن بُعد، لم أحبَّ أَنْ تتوقّف هذه المبادرة، فقمتُ بفتحِ صفحة على «إنستغرام» تحت عنوان «شغف»، لإلهام الطالبات، ووثقّت من خلال الصفحة أجمل الكتابات بأناملهن المبدعة، مع وضع بعض كتاباتي أيضاً، وكلّ ذلك ينبع من حبي لعالم الكتابة، فهو عالمٌ لا يعرف تفاصيله إلاّ مَنْ عاشه، وبذلك ساهمت في بناء جيل قادر على مواجهة التحديّات، عبر الكتابة الإبداعية.
إنجازات
الشامسي لم تكن تلك المحطة هي الوحيدة في إنجازاتها، بل سجلها حافل بالكثير، حيث تقول: «مازلت منسقة لقسم اللغة العربية في مدرسة الجاهلي خلال الفترة (2012 - 2020)، ورئيسة فريق «المناسبات الوطنية والثقافية» في المدرسة، ورئيسة فريق «ثنائية اللغة»، وشاركت في تحكيم مسابقة القراءة «تحدي القراءة العربي»، وتحكيم مسابقة «القراءة نافذتي على العالم»، إضافة إلى القيام بالأعمال التطوعية مثل التطوع في لجنة تنظيم في مسابقة «كرنفال القراءة»، وتنظيم الإذاعات المدرسية التي تخص كافة المناسبات الوطنية والثقافية، وأيضاً عضو في فريق الموهوبات.
