عدد اليوم
«فكرة التمرد تبدو رومانسية لكنها ليست الأفضل».......
.......
سيأتي صديقي بائع الصحف الآن أنتظره عند السابعة صباحاً لن يتأخر..
هو أنا ذلك الولد الذي يود أن يصبح كاتباً أو مثقفاً حين اقتنيت أولَ مرةٍ المجموعة القصصية للكاتبة الكويتية «ليلى العثمان»، والمجموعة الشعرية لـ«فهد العسكر»، حين أتى أبي بهما -رحمه الله- أثناء فترة عملهِ في الكويت الحبيبة، وطفت بهما في «فريج أهل ميان، وفريج محارة» في مدينة رأس الخيمة في دولة الإمارات الغالية، في الرابعة عشرة من العمر مددت يدي للأحلام تأملتها وسرتُ بهما بين «السكيك»، علّي أن ألفت النظر بتسريحة شعري الغريبة آن ذاك.
رجلٌ مسنٌ يقرأ الصحيفة بالمقلوب تركني أراقبه، أعجبتني فكرة جنونه، لأنه بعد أن ينتهي من قراءتها يصمت، تسأله عن ذلك يقول أودُّ أن أصبح مختلفاً ويظنوا بي الظنون، يا بني لا بد أن تتفوق نفسياً، القراءة من أهم أسباب النجاح والسعادة والكتاب الصديق الأهم، ثم سألني هل قرأت فهد العسكر؟ أو ليلى العثمان ذهلت!!!!
وعرفت بعد ذلك أن والدي رحمه الله أخبره وكشف له عن حبي للقراءة، لم أرد على سؤاله وهربت أحرجني.......
،،،
سيأتي صديقي وأطلب منه اليوم الصحيفة باللغة الإنجليزية، وأذهب إلى البيت وأصدم زوجتي وأجعلها تبتسم لأنني لا أجيد التحدث بهذه اللغة.. وأتركها تضحك.. تضحك، وتبتهج وسأظل صامتاً...
سيأتي صديقي لا بد، فأنا دعوته بأخي لأن لغتنا الحياتية واحدة ونفهمها حتى وإن حجبت الرطوبة الشارع وخفف السائقون من سرعتهم، أظنه لن يغيب عني اليوم، للتو بدأ العرض وصديقي سيأتي ويقف بجانبي ونفتح المسارات للمركبات في الشارع، لأننا نحن من ننوب عن شرطي المرور، من نشعل شمعة في الظلام
ونحن قراء الصحيفة بدقةٍ وانفتاح..
سيأتي، سأعرفه بنفسي أقف أحاور الشارع وهو يقرأ في صمتي يشاركني الرأي والتمني، بسيطاً أذهب إلى نفسي أملأها بالشغف والحب..
وحين أعود أصبح بخير..
عدت وأحضرت الصحيفة بالإنجليزية
واندهش الأولاد بفعلتي هذه.......
* أحمد العسم
a_alasam@hotmail.com
