الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

محفوفاًً بالوقت

محفوفاًً بالوقت
25 أكتوبر 2020 00:54

الوقت لايكفينا للحياة 
 ولايكافئنا بالاستمرار
.....
أبحث عن فكرةٍ أضعها أمام الباب، حين أعود تصبح شجرة أمام المزيد من كل شيء يتحرك، ولا يراني ويتغافل عن جهد أبذله، محفوفاً بالوقت أقف محاولاً افتكاك مابي من غموض، أخرج أثني اليأس.
في صباحٍ تتسلل إليهِ الشمس الودودة، أحاول إخراجي مني إلى الذهاب إلى أقصى ما في الانفراج، أذهب إلى مشاعري غير المتصلة مع بعضها، منفصلاً في الاتجاه نفسه. لابد من التغيير والنهوض من استعادة شيء ما مفقود يدفعني إلى التقدم.. أفكر في تفكيك المجهول الذي يراني ولا تبصره عيوني.. ماذا لو لم أخرج في الوقت نفسه كل صباح!! ومعي حقيبة مشحونة بالحافز والتأثر والتأثير.
 معي الوقت أتطلع للبياض داخلي، أعكسه على تصرفاتي، أتعامل مع الأصدقاء في الشارع من مقدم الشاي إلى المزارع الذي يضيف ظله مع ظلال الأشجار وهو يهذبها تحت شجرة، وممن أصادف في وجوههم، لن آتي دون مبادرة، لن أضع قدمي في سطلٍ بارد، في الصباح أبحث عن الاطمئنان، أُطمئن سائقاً يشبهني في الشارع يساعدني على تجميع أفكاري.. لدي أحاسيس بالحب تكفي ملء العلاقات.. أتصرف كرجل امتلأت لحيته بياضاً وغدت روحه ساكنةً يكتب سيرته وبعض ملاحظات، يرى الدنيا «بعيون حلوة» تأخذ شجرته اليابسة الكلام، تروى من ظمأ قلبه عطشها، لا أود أن يستغل أحد نياتي وكسر شعوري ويلمح بحاجتي إلى المشي السريع يسبقني ويقول يا كسول الشارع المكان الواسع للتعبير والتعافي، أحرق فيه الفراغ أجمعني في الحظ، لا ألتفت إلى الانتظار أستغل الوقت بمعرفة سابقة عن وجهتي، القليل يساعدني محفوفاً بالوقت.
الوقت ولد سمين يجلس على صدري في الظلام يتجمع ويأتي إلى غرفتي أحياناً يفتح الباب بهدوء ومرةً بانفعالٍ، عالٍ أتعرف عليه فقط من الخاتم الذي في إصبعه شيء من أرقي يختلط به أسأله هل تمزح يا ضئيل؟ وتكاد أن ترى، أشعر بأن خلفي هتافات وأني بلا صوت أجمع أوقاتي وأركض، ركضت حتى آخر غيمة على جبل، يدُ الوقت طويلة وقصيرة..
 «عند مدخل البيت 
 أمام الباب 
 يظن بأن شيئاً منه مسموعٌ
 يسمعه العالم 
يمر خلف ظهره».

* أحمد العسم
a_alasam@hotmail.com

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©