الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

(تحرير الفكرة)

(تحرير الفكرة)
6 ديسمبر 2020 01:42

«ما جدوى الأسئلة 
 إذا لمسناها أمام المرآة»
......
كثيرةٌ هي الأوقات التي وقفت أمام أفكاري وودت تحريرها بإعطائها المرونة والتركيز الذهني، وها أنذا اليوم أَجِدني أمام فكرة تحرير مكتبتي الخاصة، تتملكني مشاعر أكثرها عاطفية مملوءة بالعلاقة الطيبة ما بين قارئ سعيد، وكتاب يحمل الوفاء لمؤلفه وبين مكان الاهتمام بالكتاب، في زاوية منحنية قليلاً ورف وزنه زائد، تلتقط عيني عناوين لكتب فيها من الدهشة والفضول للقراءة مرةً أخرى، السنوات تتسرب من الهوامش وتواريخ اقتنائها تدفع بالذكريات إلى سنين مضت ولها في قلبي حيزٌ واسعٌ من الامتنان، القراءة الأولى ونتائج أحسبها العلاقة بين القارئ وما يقرأ لم تكن في يوم من الأيام العلاقة سريعة مع الكتاب، وإنما ذلك الود المستمر مع الحب المنتمي إلى الذات العميقة الداخلة إلى الأعماق تفيض وداً إلى ما نحتاجه ونستحوذ على صوته «اقرأ تمتلأ الروح».
«القلوب التي تصغي
 من ماءٍ ومودّةٍ/ ‏والشعّر أجرأُ
 في التعبير عن الحب/‏ والحياة والمزيد»
سأحرر فكرتي باستدعاء أصدقاء القراءة القدامى والاستمتاع بقراءة الكتب الأولى، كتب لهفتنا وشغفنا ونتحدث عن خيال مؤلفيها، وسأسألهم عن صبر القارئ سأعتني بهم بترك باب منزلي مفتوحاً ودعوة أكتب عليها هذه فكرتي بدأت تتحرر، وهذا كتاب قرأته بإمكانكم استعارته أجلس أمام لافتة عند مدخل المنزل «خُذ كتاباً وامض وأقرأ»، في منتصف «الحوي» أضع طاولة للزائرين أتحاور معهم ببساطة وعفوية عن الكتابة وأهمية القراءة وتحريرها والكتاب من قيود الاستحواذ أو دسه في المخازن، بسيطةٌ هي النفوس وجميلةٌ ابتسامات الحضور، هذا ما سيصلح عطل البال، سيصبح «حوينا» ممتلئاً بالمثقفين القراء، وسعادة المتحاورين سأذهب إلى صورة والدي الذي منحني الكتاب الأول في مقتبل العمر وأسس المكتبة الأولى في«بيتنا القديم» التي امتلأت بالصدق وعفوية الاختيار وصراحة الاقتناء.
أسعى لإيصال مشاعر خاص بالضجة الجميلة النشيطة «لفريجنا»
 «اقرأ املأ روحك» 
فرضنا ظلمة كبيرة ولم ننتبه، نحن أكثر أنانيةً وأكثر توزيعاً، كلما اقتربنا منها عرفنا كم من السنوات مرت ولم نثر المكتبة بالمعرفة والرفوف بالوزن، إنها غفلتنا، لا شك نقبلُ إذا غيّرت الريح من مزاجها وأنفسنا بالخروج المبكر لتأمل الفجر السعيد، وهو يطلعنا على كل جديد.
«يارب الأمنيات 
ساعد القلب 
ويدي على الكتابة»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©