الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الدبكة اللبنانية».. رقصة الفرح

«الدبكة اللبنانية».. رقصة الفرح
19 يناير 2021 00:11

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

الموروث الفني الشعبي اللبناني غني بمفرداته التراثية، ويكتسب شعبية كبيرة مع مرور الزمن، خصوصاً أن لبنان من البلدان العريقة في الشرق الأوسط التي بها مؤسسات فنية مهمة ومتفردة، ولا يزال الفن الشعبي اللبناني له حضوره في كل المحافل الدولية والمهرجانات الفنية والثقافية العربية والخليجية والعالمية.
 وفي مهرجان الشيخ زايد، الذي يقام في منطقة الوثبة، تابع الجمهور والزوار عروض فرقة «جذور بعلبك»، التي تميزت على عدة مستويات، سواء من ناحية ارتداء الملابس ذات الألوان الزاهية التراثية الشعبية، بالإضافة إلى تقديمها فقرات شعبية وفلكلورية تعبر عن أهم الاستعراضات الشهيرة في بلاد الشام، إلى جانب امتزاج هذه الفقرات بالغناء واستخدام آلات موسيقية بين القديم والحديث.
استطاعت الدبكة اللبنانية الشهيرة أن تشيع الفرح وتجذب جمهور زوار مهرجان الشيخ زايد، من خلال العروض التي تقدمها فرقة «جذور بعلبك» اللبنانية، حيث تتميز هذه الرقصة ذات الإيقاع الشامي بوجود عدد من أعضاء الفرقة لأدائها على مسارح المهرجان المختلفة بشكل لافت، مما يجعل من مشاهدتها بشكل مباشر أمام الجمهور متعة فنية خاصة، نظراً لأنها من أهم ما يميز الفن اللبناني الشعبي القديم، وليس هذا فقط فالفرقة قدمت عروضاً فلكلورية أخرى تبرز الموروث الشعبي اللبناني.

حدث فني وثقافي
وحول مشاركة «جذور بعلبك» في مهرجان الشيخ زايد، قال رئيس الفرقة خالد الذكره: الفن الشعبي اللبناني له جذوره وتاريخه وهو في كل الأحوال مرتبط بالمناسبات الشعبية والوطنية والخاصة في كل مناطق لبنان، لذا فإن استحضار الفنون الشعبية القديمة مع الأداء الحديث في هذا المهرجان، يبرز كل الفنون المتداولة في لبنان، فقد تفاعل الحضور مع أبرز الاستعراضات والدبكة، والتي تحظى باهتمام الزوار سواء العرب أو الأجانب، مما يرسخ لمكانة الفن الشعبي اللبناني وعراقته في هذا الحدث الذي أصبح حدثاً ثقافياً فنياً مهماً جداً، تدخل المشاركة فيه ضمن مشاركات محلية وخليجية وعربية وعالمية، لافتاً إلى أن الفرقة تحرص أيضاً على استخدام آلات القرع والطبول التي تمتزج بين القديم والجديد، مع الحرص على ارتداء الملابس الشعبية السائدة في لبنان، والتي يرتديها الراقصون والعازفون مما يعطي للفقرات هوية خاصة داخل المهرجان، إلى جانب تأدية بعض المسرحيات الشهيرة لفيروز.

ماض وحاضر
وثمَّن خالد هذه المشاركة واعتبرها من المشاركات المهمة التي تخوضها فرقة «جذور بعلبك»، خصوصاً أن الفن الشعبي اللبناني له رواجه داخل الإمارات، وفي الكثير من بلدان العالم، معتبراً أن المهرجان منصة لتبادل ثقافات وخبرات بين الشعوب وبخاصة مع الإمارات التي تحضن الفنون الشعبية في هذا المهرجان العالمي الذي نحرص على الحضور إليه وتقديم أعمالنا الفنية الراقية، الممتزجة ين الماضي والحاضر.

الدبكة اللبنانية
بدأت الدبكة اللبنانية في التطور منذ عام 1957، عندما أقيم أول مهرجان بعلبك للدبكة الشعبية في البقاع، وأنه منذ ذلك الحين بدأ هذا الفن ينتشر محلياً وإقليمياً ودولياً عبر فرق لبنانية شعبية، وتختلف طرق تأديتها حسب الأغنية أو اللحن ويقدمها عادة مجموعة متراصة من النساء والرجال، وكلما كان العدد أكبر تصبح الدبكة أكثر جمالاً، إذ يصطف الراقصون إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة، وتؤدى الرقصات إما مختلطة أو بانفصال الجنسين، ويقود الرقصة أول الراقصين، وهو يحدد بشكل عام منحى الرقصة، ويقوم عادة بأداء حركات إضافية تظهر مهارته، والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عال مترافقة بالغناء والعزف الموسيقى الفلكلورية.

الفنون الشعبية
والفنون الشعبية اللبنانية من الفنون الحضارية التي ارتبطت بعادات وتقاليد الشعب اللبناني الذي ورثه منذ القدم عن الأجداد والآباء ليصبح محل اعتزاز وفخر للبنانيين جميعاً كثقافة تصدر إلى الخارج، وكل بيئة من مناطق لبنان تمتلك رقصاتها وألحانها الخاصة حسب جغرافيتها، والرقص الشعبي اللبناني هو تعبير عن حالات معينة مثل الفرح والحزن، وأن كل ذلك مبني على أحاسيس الإنسان، كما أن لغة الرقص تجسد علاقة حب وثيقة بين الأرض والإنسان، وتظهر جلياً عند أبناء الجبال وبيئة البقاع.

ملابس العارضين
تختلف الأزياء التي يرتديها راقصو الدبكات حسب المناطق في الشام، وهي عبارة عن أزياء مستوحاة من التراث أو من أزياء الريف، فهي للرجال قد تكون عبارة عن السروال الفضفاض والقمصان وغطاء الرأس المصنوع من قماش الكوفية، وقد تكون الدشداش والعباءة وغطاء الرأس مصنوع من قماش الكوفية في البادية، وللمرأة الثوب الملون أو الأسود الطويل يغطي كامل جسدها والمطرز بالخيوط الذهبية على شكل أزهار وورود، ويختلف حسب المنطقة ما بين المناطق الجبلية أو البادية أو الساحلية.

«دلعونا» و«هوارة»
تعتبر رقصة «الدلعونا» و«الهوارة» في محافظتي جبل لبنان والبقاع وبعض قرى الجنوب الأكثر شيوعاً بين أنواع الدبكة نظراً لحماسيتها وجمال تأديتها، وتقام خصوصاً في الأعراس وعلى مسارح المهرجانات الفنية على ألحان آلات موسيقية محلية مثل الطبلة والمجوز والناي والمنجيرة والدف.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©