الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الجلسات الشعبية.. أجواء ومذاقات بمهرجان الشيخ زايد

الأكلات الشعبية تحلو مع الجلسات التراثية (تصوير علي عبيدو)
4 فبراير 2021 00:19

هناء الحمادي (أبوظبي) 

على أنغام «هو يامال»، وصوت الأغاني الشعبية وارتفاع نافورة الإمارات التي تتراقص مياهها وإضاءتها الخافتة، تتوزع الكثير من الجلسات الشعبية في أرجاء مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة، والذي يشهد يومياً تفاعلاً جماهيرياً لافتاً. وتستوحي الاستراحات المنتشرة في الموقع فكرتها من عادات الضيافة وصفات الكرم في المجتمع المحلي، وتتيح للزوار خيارات متنوعة من المأكولات والمشروبات، حيث تتوزع المطاعم والمقاهي وسط أجواء ترفيهية ما بين منطقة الأجنحة العالمية والنافورة الراقصة.
تتوفر باقة من المأكولات التي تقدمها منصات الطعام المتنوعة، من الساعة 4:00 عصراً حتى منتصف الليل.

أكشاك 
من يجول بين حضارات الدول المشاركة في مهرجان الشيخ زايد، يحتاج لأن ينال قسطاً من الراحة التي تحلو بتذوق الأكلات على اختلافها. 
ويقول حيدر العيدروس: تتوفر الكثير من الأكشاك التي تتنافس في تقديم الوجبات المتنوعة، وتحتل مناطق المأكولات والمشروبات في المهرجان مواقع كاشفة على أهم الفعاليات، التي توفر للجميع سهولة في التنقل بين الأجنحة ومشاهدة العروض الموسيقية والفرق التي تقدم فنونها وثقافاتها على المسارح. ويمكن للكثير من الزوار متابعة كافة الفعاليات وهم يتذوقون تلك الأكلات مع الاستمتاع بالفرق الجوالة والاستعراضات الراقصة من مختلف البلدان. ومع إضافة عدد كبير من أكشاك المأكولات العالمية والمحلية إلى ساحة العروض، يتحول المكان إلى مجمع احتفالي. ويرى العيدروس أن مهرجان الشيخ زايد يتألق هذه السنة باستضافة عدد أكبر من المطابخ العالمية التي جاءت خصيصاً إلى أبوظبي للمشاركة بالحدث التراثي الأهم الذي تستضيفه سنوياً منطقة الوثبة، وأجمل اللقطات التذكارية تؤخذ أثناء تناول الوجبات السريعة، حيث الموسيقا الحية تملأ الأرجاء، وكله على خلفية كاشفة وسط أشجار النخيل التي ترسم صورة حيوية لبيئة الحاضر والماضي.

ذاكرة الأجداد
وتقول سميرة الخالدي التي تزور المهرجان أسبوعياً مع أسرتها: إن الفعاليات جميلة، حيث يستمتع الجميع بمختلف الأنشطة والعروض. وتشير إلى أنها في كل مرة تزور الموقع وتتجول بين أجنحته تستمتع بالتعرف إلى حضارات الدول، وتلاحظ أن الأكلات والحلويات الشعبية التي نفتقدها في الأيام العادية، تلقى رواجاً بين الحضور، خصوصاً أنها مطلب العائلة دائماً عند زيارة هذا النوع من المهرجانات. ويحرص الجميع على تذوق الموروث الشعبي من خلال تلك الوجبات حتى تبقى في ذاكرة الأبناء ولا تندثر، وتشكل أصناف «النخي» و«الباجلة» و«الهريس» و«اللقيمات»، أهم الأكلات على مائدة الجلسات الشعبية التي تتناثر على مدى ساحة المهرجان وتعود إلى ذاكرة الآباء والأجداد.

أجواء وأطباق
وتعتبر سارة أحمد أن التغيير الذي طرأ على كافة جوانب الحياة، لم يؤثر في الإبقاء على الأكلات الشعبية الإماراتية. والدليل أن زوار المهرجان يحرصون على تناولها في أجواء جميلة وسط مشاهدة العروض والفعاليات التي تقيمها الأجنحة المشاركة. ومع أن الأطباق تنتشر في أرجاء المهرجان، إلا أن الجلسات الشعبية تحتفظ برونقها الخاص، حيث تقدم الأكلات المحلية بشكل محترف، وسط نسمات الهواء العليل حيث النافورة الراقصة وأنغام الأغاني الوطنية. وأجمل ما في الأمر مشاهدة الزوار وهم يوثقون تلك الجلسات الشعبية عبر التقاط مجموعة من الفيديوهات والصور الفوتوغرافية لتبقى ذكرى لهم. 

ملاذ للعائلات
وتحدثت أسماء الحوسني عن الأجواء الجميلة التي يوفرها الموقع، من خلال استراحاته التي تعد ملاذاً ممتازاً للعائلات والأفراد. وقالت: إن توزيع المقاعد بطريقة فنية لا يترك مجالاً للتعب عند التجول لساعات في المهرجان، مبديةً إعجابها بالخدمات الكثيرة التي توفرها جلسات المطاعم لتذوق المأكولات وتبادل الأحاديث.

سر المذاقات
ولم تمنع نسمات الهواء الباردة حميد المزروعي من التنزه لفترة طويلة في أرجاء المهرجان الذي يستعرض عدة جوانب من حضارات الإمارات وشواهدها وآثارها الممتدة، ويقول إنه منبهر بكل ما يقدم في المهرجان الذي يعكس تراث الإمارات وتاريخها القديم. ويرى أن المأكولات الشعبية لها مذاقها الخاص والسر في طبيعتها البسيطة وجودة مكوناتها، موضحاً أن تناول هذه الأكلات يتماشى مع الجو البارد، حيث تقدم المأكولات ساخنة للزوار عند الجلسات الشعبية التي تضفي على الموقع رونقاً خاصاً.

جلسات شعبية 
ويعتبر محمد حمد الرميثي أن الجلسات الشعبية هي لون من ألوان التراث القديم الذي كان موجوداً لدى الأسر، وهي عبارة عن كراسٍ واسعة الحجم مصنوعة من خشب الزان، ويجلس عليها أكثر من شخص بكل ارتياح. ويرى أن سبب إقبال الزوار على الجلسات الشعبية أنهم اشتاقوا لها لكونها انقرضت بعض الشيء واستبدلت بالكراسي العصرية على مختلف أنواعها وألوانها وأساليب صناعتها.

روح المكان
ويذكر سالم فهد أن جلسات الكراسي القديمة في المهرجان تمنح المكان رونقاً خاصاً، حيث تعتبر من أشكال الموروث الشعبي، كما كانت تستخدم سابقاً في زمن الأجداد. وأضاف أن مثل هذه الكراسي كانت تتواجد عادة في المقاهي والمنازل، حيث يجلس عليها الأصدقاء ويتسامرون بفرح ومودة، وكانت تتميز بكونها مرتفعة عن سطح الأرض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©