الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

دفتر الحضور (3)

دفتر الحضور (3)
7 فبراير 2021 11:53

«‏من ينجح في ترميم روحه
لا يعود كسابِق عهدهِ»....
......
خرجتُ من وعكةٍ صحية مؤخراً ومعي المحاذير ما يبني لي علاقةً جديدةً مع الحذر ويبقيني عن قرب ما يتيح لي الاستمرار، أخذت دوائي وخرجت بتوصياتٍ كبيرة ونصائح اضطر الدكتور وصفها لي، قال: تذكر أن الألم توقفه المواقف الرائعة التي مرت عليك والضحك مضمونه قلبك من هنا بداية التعافي، أخذت نصيحته وربطتها بلوحة المشفى وبابتسامات الأطباء على اللوحة الكبيرة.
تتدفق الصور الرائعة والمواقف التي مررت بها كأنها حدثت قبل قليل، وكانت سعادتي كأن الماء في حلقي الجاف بدأ يرطبه، رغبتي في التواصل كانت حقيقيةً بالعودة إلى الزمن والأصحاب وبالعودة إلى النشاط والحيوية، تأملت الكثير وأسعدت بمواقف وأحداث مرت علي كيوم توظيفي، حتى إني قدت مركبتي دون إجازة سياقة، فرحت حتى غبت في تأملاتي مشدوداً إلى الطريق الذي حدثني وأوقفني وأخبرني عن السلوك والتأني والسلامة، اجتهدت بعدها حصلت على إجازة السياقة.
قطعت مشوراً ليس بالقصير حتى وصلت إلى خلع جزء من قميص المرض وألصقته على جدار مائل، حطمت الخمول والكسل، نهضت فاتحاً رؤيتي على الضوء، منجذباً إلى مصادره الموزعة على نوافذ المدينة صابغاً زجاجها بألوانه المفرحة، الألم مَلكٌ له حضور لا تستطيع السيطرة عليه إلا بالصبر، يشبه فلماً قصيراً يبدأ وينتهي بفكرة، ولا خلاف إن نمتلك أجمل الحكايات والصور نستدعيها لنتحدث معه، ولا نقلق طالما في داخلنا هذا الشعور الذي يمنحنا مواجهة المرض بالسعادة وأطرف الصور.

وصلت وواجهت المرآة متأملاً وجهي والأثر عليه، ابتسمت وقلت نتوكل على الله.
سننهي هذا المتعب ونعود لأننا كثيراً ما تركنا أحلامنا حين مرضنا وعدنا لها، وكثيراً ما حبونا في أحلامنا واستيقظنا ووجوهنا لا زالت في المرآة لم تزح نظرتها عنا.
لم أكن لأشفى لولا الله، ثم من وقف بجانبي: أسرتي التي ساندتنا وأصدقائي الذين يتمنون لي موفور الصحة والسعادة.
ياالله، من يملك أن لا يعيد الكرسي إلى الوراء، يملك دفعه للأمام.
«حياةٌ ومئاتُ الرغبات 
تحت الظّلِّ
لا خوف على من يصبر 
من يهدأ وهو في مواجهة المرض،
حيث يريد الشعر
يتحدث لي الحنين»
 
 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©