الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

متحف حسن بوصابر يوثق الماضي

تنوع أجهزة التسجيل القديمة «البشتختة» ومراحل تطورها (تصوير أفضل شام)
26 فبراير 2021 00:16

خولة علي (دبي)

من شغف جمع المقتنيات إلى متحف شخصي تتجسد فيه أصالة الماضي بكافة تفاصيله ومكوناته، حاضراً هنا في مجلس المواطن حسن بو صابر في الشارقة، فكل قطعة منها تبحر بنا إلى أعماق التراث والتاريخ، وتدون رحلة حياة الأجداد، التي لم تخل من البساطة ودفء العلاقات الاجتماعية السائدة، فيمكن قراءة تفاصيل رحلة العودة إلى الماضي، فعلى وقع صوت آلة الطرب الأصيل البشتختة وترانيمها الشجية، يأخذنا، بوصابر، ليفتح لنا طيات الزمن الجميل، عبر بوابة خشبية تقليدية، أزاح عنها المزلاج لتشرع الأبواب وتفتح على مصاريعها، وتكشف عن خبايا المكان، من مقتنيات ضخمة هي حصيلة سنوات طويلة، بين بحث وجمع والدخول في مزادات.
وكان يرى في بعض هذه المقتنيات حنيناً إلى فترة صباه، فقد تعلق بها فهي جزء من ذكرياته التي يسترجعها بين الفنية والأخرى، مستقبلاً زواره وضيوفه الذين يشاركونه أسراره المكان في أروقة وأصالة الماضي وسحرة في متحفه الشخصي الذي هو جزء من مجلسه.

إرث الأجداد
يقول حسن بوصابر: لا يمكن أن ينسلخ المرء عن تراثه الذي هو جزء من حاضر ومستقبل الأجيال، فهي هويتنا وثقافتنا التي تميزنا عن غيرنا من الثقافات، وأسست هذا المتحف الذي يعتبر متحفاً مختلفاً عن المتاحف الشخصية الأخرى، من حيث الأقسام التخصصية الذي يضمها، والذي تكون من حصيلة سنوات طويلة كنت أجمع كل ما تقع عليه يدي وأنا طفل في الثانية عشرة من عمري، فكنت أراها قطعة مميزة ومختلفة، قد لا تتكرر ولن يكون لها شبيه، بدأت في جمع مقتنيات البيئة التي عشت فيها، فكان هوس جمع القطع يشعرني بنشوة السعادة، فجمعت أجهزة الراديو وساعات منها ساعة جدتي، فكانت الأجهزة تشدني أكثر وأنا طفل، إلى جانب الألعاب التي كانت تجلب هدايا من الحجاج، فكان لها وقع خاص في النفس، فحرصت على الاحتفاظ بها، ولكن هذه الهواية تطورت بعد أن امتلكت سيفاً هندياً له الآن من العمر أكثر من أربعين سنة، إلى جانب العملات القديمة التي كانت متداوله قديماً، وهي الروبية الهندية، ثم اقتنيت كاميرا بالأبيض والأسود يطلق عليها اسم «بوخمس».

الحياة البسيطة
وأضاف: من المتعارف بين الأهل والأصحاب أنني أجمع القطع منذ صغري، فكان الكل يزودني بما لديه من مقتنيات لا يريدها، ويرغب في التخلص منها، فلا يرمي شيئاً إلا بعد أن يعرض عليّ أولاً، شيئاً فشيئاً تطورت وزادت المقتنيات التي كنت أحتفظ بها في غرفة واحدة أطلقت عليها غرفة «يدوه» تصور طبيعة حياة الجدات قديماً من خلال وجود قطع الأثاث البسيطة وآلة الحياكة، ثم شرعت في توسع المتحف في بناء أقسام، ذات طابع السوق الشعبي القديم، من مقهى وحلاق، محل الطواش ودكان أي البقالة القديمة بكافة منتجاتها المتداولة قديماً، ورشة تصليح «السياكل» الدراجات الهوائية، وتضم أيضاً دراجات تجولنا بها في الفرجان قديماً، ومحل النجارة، دكان «المداوي»، الذي يضم العلاجات العشبية التقليدية آنذاك، فحرصت على أن يضم أدوات الحجامة، وتجبير الكسور، وأعشاب الطب الشعبي، بالإضافة إلى دكان خصصته للألعاب القديمة البسيطة، ومنها ألعاب تقليدية صنعتها بنفسي، والتي أيضاً تركت أثراً جميلاً في نفوس الزوار.

وأكد أن هناك بعض القطع من الصعب الحصول عليها محلياً، فكان يسافر باحثاً عن النادر من القطع والتي تساهم في رسم ملامح البيئة المحلية القديمة، من أجهزة ومقتنيات كانت متداولة في الماضي، ونظراً لكون بعض دول الخليج لها باع طويل في إقامة مزادات المقتنيات، فكان يحرص على البحث عن القطعة التي يريد من خلالها استكمال تفاصيل المحطات التي شرع في بنائها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©