الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

قد يكون اليوم أو غداً

شيخة محمد الجابري
12 ابريل 2021 01:34

فإن كان اليوم أو غداً فهو ضيف عزيز، مُكرّم، محبوب، الضيف الوحيد الذي تتعلقُ بهِ القلوب، وتتمنى حين يأتي ألاّ يرحل، وأن تتوقف دورة الأيام عنده، وأن يكون وحده من يحظى بالاهتمام، ووقته يفوز بالاغتنام، ويصير حضوره الضوء، والوهج، وتصير وجوهنا فرحةً مستبشرة، تذهب نحو المناطق الأوسع من السكينة، والفرح، تتصافى نفوسٌ، ويمتد حبلَ وصل وإن من بعيد، ويصير عذوبة الفرح، وللانتظار قصيدة العشق المُصفّى، ونصير وهوَ، متناغمان، نحرص على إرضائه، كما يحرص على إثابتنا، ويحسبُ لنا الحسنات فنثاب ويصرفُ بعضنا عن السيئات فيؤوب إلى عقله، ويكون إنساناً آخر نافعاً غير الذي كانَ ضاراً في يومٍ ما.
قد يكون اليوم أو غداً، فإن كان في الغدِ كل عام وأنتم بخير، تقبّل الله طاعتنا جميعا، وحفِظ وطننا الحبيب، وقيادته الغالية الاستثنائية من كل شر، وقدّرنا على أن نكون أبناء بررة لوطن أعطى فأجزل، وزرعَ فحصد أعظم الإنجازات، وطن دعواتنا لقيادته لا تنقطع، هذه القيادة التي ألهمت أبناءها، فعلّمت ومكّنت وأتاحت الفرص، وجاوزت بهم حدود الأرض إلى الفضاء، ومعهم تصنعُ معجزة الإنسان في البناء والتميز، ووضع البصمات الواضحة والمضيئة التي لا، ولن ينساها التاريخ.
قد يكون رمضان اليومَ أو بعده، كل عام وقراؤنا الكرام في خير وصحة، والبشرية جمعاء تنعم بالأمن والأمان والاطمئنان، نرفعُ أكفّ الدعاء متضرعين إلى الله، ومبتهلين أن يرفع هذا الوباء المسمى «كوفيد - 19» عن البشرية لتعود الحياة إلى الحياة، ونُعانقُ أوقاتنا، اشتقنا لأنفسنا ونحن نحلّق بحرّية، اشتقنا للقاء الأهل والأحبة والأصدقاء، واحتضان ساعاتنا معهم في سعادة دون خوفٍ أو حذر، اشتقنا لفنجان قهوة لا تعكّره رائحة مطهّرٍ أو قاتل للفيروسات، اشتقنا لتفاصيلنا الجميلة التي نأمل أن تعود لتزهر الحياة من جديد.
فإن كان رمضان اليوم أو غداً، نأمل أن تكون الأعمال التلفزيونية هذا العام مختلفة، تحترم عقلية المشاهد، وتعرف احتياجاته، فلا مبالغة في الدراما، ولا تجاوز في الكوميديا، هذه الأمنيات نطلقها كلما حلّ شهرنا الكريم، وازدحمت وسائل التواصل بالإعلان عن الحصريات، ولا نجدُ لها صدى بكل أسف بل تزداد جرعة الإسفاف والتشويه إلاّ من رحِمَ ربي ممن يؤمنون برسالتهم من الكُتاب والمنتجين للدراما الخليجية والعربية.
ومع رمضان أمنية أن يهدأ مستخدمو وسائل التواصل من «فاشنستات»، ونماذج أخرى ممسوخة ومشوهة، وأن يعودوا إلى الله تعالى فيراجعوا ما يقدمون، ويتوقفون عن سيل الغثاء الذي يبثونه ليلاً نهاراً، إجلالاً لعظمة الشهر وحرمته، فهل يستجيبون؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©