الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

موزة المرزوقي.. «ملاك الرحمة»

( تصوير: عادل النعيمي)
20 ابريل 2021 00:24

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

لطالما اعتبرت موزة علي إبراهيم المرزوقي، الممرضة في قسم الأعصاب، بمستشفى كليفلاند كلينيك أبوظبي.. التمريض مهنة سامية وإنسانية ونبيلة، لارتباطها بصحّة الإنسان، والمحافظة على حياته، وتخفيف معاناته وإحساسه بالألم، لتكون ضمن خط الدفاع الأول بعد سنوات من الدراسة والتدريب، وتسير اليوم بثبات تشق طريق النجاح، ويقع على عاتقها متابعة الحالات الصحية للمرضى، واتّباع كل الوسائل الممكنة لتخفيف أوجاعهم. 
بدأت موزة المرزوقي، خريجة كلية فاطمة للعلوم الصحية سنة 2018، العمل بمستشفى كليفلاند كلينيك أبوظبي، بعد أن تدربت سنة بمختلف الأقسام والحالات، لتختار قسم الأعصاب الذي يشتمل على الحالات النادرة والمعقدة والمليء بالتحديات، مما جعلها كممرضة حديثة تكتسب المهارة والخبرة، وتستكشف ذاتها ومكامن القوة فيها، لا سيما أن هذا القسم ونظراً لخصوصية حالته وتنوعها يتطلب الكثير من الصبر والتعلم. 
تجربة مليئة بالتحديات، تحتاج للكثير من الصبر والقوة التحمل، ولكن تبقى من المهن النبيلة التي تسعد عبرها الناس وتساعدهم على التعافي وتجاوز محنتهم الصحية، الدعم المقدم من القيادة الرشيدة والقائمين على القطاع الصحي يجعلها متفائلة بالمستقبل، عازمة على بذل المزيد من الجهد المدعوم بالدراسة والعمل لتحقق مراكز عُليا في هذا المجال، وتسهم في تطويره، مؤكدة أن مهنة التمريض جاذبة للعمل من حيث الرقي المهني ورفعة الأداء والدعم. 

مهارات
رغم حداثة التحاقها بوظيفتها ممرضة تعمل 12 ساعة متواصلة بنظام المناوبات، وأظهرت مهارة عالية في التعامل مع المرضى والتواصل معهم، واكتسبت مهارات العمل الجماعي وروح الفريق، مؤكدة أن الضغوطات النفسية التي يمر بها أي موظف مهما كانت صعبة، يمكن تجاوزها بالدعم النفسي الذي يوفره المديرون وجهة العمل، موضحة أن مستشفى كلفيلاند كلينيك يخصص جلسات نفسية علاجية للموظفين الذين يحتاجون إلى ذلك. الدافع الإنساني جعل الممرضة موزة المرزوقي تخوض تجربة العمل لمواجهة جائحة كورونا، حيث أظهرت كامل استعداداتها وجاهزيتها لمواجهة الأزمة والتصدي لها بحس المسؤولية الكبير، وتجاوبت مع مختلف الحالات بشكل سريع، وبذلت جهوداً متواصلة في تقديم مختلف صور الرعاية والاهتمام لسائر الأفراد، مؤكدة أن هذا العمل لم يخل من صعوبات في ظل هذه الظروف الاستثنائية الممزوجة بخوف البدايات، مما سبب لها ضغطاً نفسياً كبيراً، لكن بإرادة وعزيمة استطاعت أن تثبت كفاءة في التعامل مع التحديات التي تمخضت عن هذه الظروف، آثرت سلامة الآخرين على نفسها في إنكار تام للذات من أجل المهنة والإنسانية والوطن.  

رمضان
يواجه الكادر الطبي والتمريضي يومياً عدة مواقف تمتزج فيها لحظات الفرح مع لحظات الحزن، ليكونوا في أعلى درجات المسؤولية التي تحتم عليهم نسيان أنفسهم، والتركيز فقط في كيفية إنقاذ حياة إنسان يعاني المرض، مما جعل موزة المرزوقي تشعر أن شهر رمضان يمر عليها وهي في عملها وفي ظروف استثنائية فرضتها الجائحة، بشعور غريب، مشيرة أن العمل خلال الصيام مختلف وغريب، حيث تمضي أحياناً وقت الفطور أو وقت السحور في المستشفى، وتحرص على التوفيق بين واجباتها في العمل، وواجباتها الأسرية.

مهنة الرحمة
وعن أسباب اختيارها للتمريض المهنة الإنسانية التي يوصف أصحابها بملائكة الرحمة، قالت المرزوقي، إنها أحبت هذه المهنة حباً صادقاً، أحبت العطاء ومساعدة الناس وتقديم العون لهم ومساعدة المرضى على التعافي، مؤكدة أنها مشتقة من الرحمة والنبل والإنسانية، ومن واجبها مساعد جميع الناس دون تمييز بينهم، لافتة إلى أن مهنة التمريض غيرتها للأفضل، وسعت آفاقها وأعلت حسها المهني الذي أصبح يحركها أينما تواجدت، تتدخل وتساعد الناس وتقدم النصائح والإرشادات، لم يعد عملها يقتصر على المستشفى وإنما خارجه أيضاً، حيث لا تتواني في مساعدة الناس وتثقيفهم. وقالت: أنا كممرضة دوري لا يقتصر على المستشفى، بل حتى خارج نطاق العمل، أقوم بتثقيف الناس من حولي وأتدخل إن استدعى الأمر في بعض الحالات، وأوجه الناس لفعل اللازم، إن استدعى، حتى لا تتفاقم الحالة المرضية، خاصة في بعض الحالات الطارئة، أما دوري في المستشفى فيختلف قليلاً على حسب الحالة الصحية لكل مريض، ولكن يبقى الهدف الأساسي استقرار حالة المريض واستعادة صحته ويعود لحياته الطبيعية (إن أمكن) بمساعدة الطاقم الطبي، ومن واجبي أيضاً كممرضة الابتسام والتفاؤل وتقديم المعلومات للمريض وعائلته بشكل واضح ومبسط، مهما تكن ظروفي. 

مواقف إنسانية
مهنة التمريض تتطلب عدة مهارات، كأن يؤدي الممرض والممرضة الوظائف الفنية والإدارية والتعليمية والاستشارية والاجتماعية وغيرها، من خلال تطبيق العملية التمريضية التي تشمل على المسح التمريضي والتشخيص والتخطيط والتنفيذ وتقديم الرعاية للتمريض ولأفراد المجتمع، إلى التمتع بحس المسؤولية وسرعة البديهة والتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ حياة الناس، ومن المواقف الراسخة عند موزة المرزوقي، والتي تجعلها فخورة بنفسها كلما تذكرتها، عندما تدخلت لإنقاذ حياة شخص كان يحتاج إلى مراقبة كل 4 ساعات لأنه كان معرضاً للإصابة بجلطة أخرى بعد الأولى..وعندما كان توقيت عملها ليلاً ودخلت على هذا المريض واكتشفت أنه لا يتجاوب معها مثلما كان في السابق، تدخلت وطلبت المساعدة من الكادر الطبي وبعد إجراء الأشعة المقطعية، اتضح أنه مصاب بجلطة فعلاً، ونتيجة التدخل السريع في الوقت المناسب، استقرت حالته وأكمل العلاج الطبيعي والفيزيائي الذي يعتبر جزءاً مهماً من العلاج، خاصة بعد التعرض للجلطات.

طموح
تزداد أهمية التمريض مع زيادة التوسع في تقديم الخدمات الصحية، حيث يعتبر الممرض والممرضة حجر الزاوية في كفاءة المستشفيات والمراكز الصحية، لهذا تتطلع المرزوقي أن تكون أحد الكوادر التمريضية المهمة، لذا تعمل على تطوير نفسها، تطمح في استكمال دراساتها العليا وتكون متخصصة أكثر في مجال الأعصاب والعناية بها، أو أي تخصص يتفرع منه، ودعت الشباب إلى الانخراط في هذا المجال الإنساني، سواء من فئة الإناث أو الذكور، وأن يضعوا التمريض نصب أعينهم، كي تبنى الدولة على أساس متين ورفد المجتمع بكوادر وطنية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©