الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«أم خنور».. السعادة في «عرشان» بسيطة

عائشة عبدالرحيم (تصوير: مصطفى رضا)
11 مايو 2021 00:55

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

عندما تتحدث عائشة عبدالرحيم علي من فريج «أم خنور» في الشارقة، فإنها تستدعي تاريخاً عريقاً، نقلته عبر صور وقصص وحكايات، كان أبطالها أناس عاشوا مترابطين ضمن عادات وتقاليد أصيلة وتكافل وتآخ.. حياة اتسمت بالسعادة والفرح رغم بساطتها. 
قالت عائشة إن فريج «أم خنور» في الشارقة تميزه قيم التراحم والتآلف والبساطة ضمن بيوت «العرشان».. مشيرة إلى أن مؤونة أهل الفريج من المزارع والأسواق التي قامت على المقايضة، كما ارتبط السكان بالبحر حتى أصبح جزءاً منهم، منه رزقهم، وفيه متنفسهم وترفيههم.
وأشارت إلى أن الأمطار كانت في السابق غزيرة تنبت الزرع وتتسلل أيضاً من سقف العريش، إذ قالت: كنا نغطي رؤوسنا بأكياس البلاستيك، ونلعب في المياه المتجمعة، كان ذلك يحقق لنا سعادة كبيرة، حياتنا بسيطة، لكن كنا نستمتع بكل لحظاتها.
وأضافت: عشنا على صيد الأسماك، وفي البحر كنا نغسل ملابسنا، حيث أذكر أن والدتي كانت تستعمل عشبة محلية تحل محل الصابون، كما كانت النساء يتجمعن لغسل صوف الغنم بمياه البحر، ليتم غزلها فيما بعد واستعمالها في صناعة الأفرشة والأغطية، أما رجال الفريج فكانوا يذهبون إلى الغوص لمدة 4 أو 5 أشهر  في السفن الشراعية، وحين يعودون يجدون النساء في انتظارهن على شاطئ البحر بلهفة وشوق، أذكر أن والدي كان يأتي لنا بهدايا ومنها قلادة ذهب لوالدتي.

مقايضة
 وعن طبيعة الحياة وكيفية توفير احتياجات أهل الفريج، قالت عائشة عبد الرحيم: «كانت البضائع التي تعرض في الأسواق القديمة توضع في أكياس «الخيش» التي تحتوي على العدس والقهوة وباقي السلع التي يتم بيعها بالمقايضة، كانت المزارع مصدر مختلف المنتجات، كنا نعمل بأيدينا، ونعرض السلع بأنفسنا، تأتي الخضراوات الطازجة من المزارع القريبة في عربات، وكذلك البيض والدجاج.

مجتمع آمن
وأوضحت أن الفريج كان آمناً، وكان الأطفال يذهبون يومياً إلى الشاطئ للعب والسباحة، وبينما تجتمع الأمهات في بيت واحد، وتلعب الفتيات في براحته.

الداية 
وكانت والدة عائشة عبدالرحيم، «داية الفريج» وعلى أيديها ولد العديد من الأطفال، ولا تكتفي بذلك، بل كانت بمثابة الطبيب المداوي.. تقول عائشة، إن والدتها شهدت العديد من الولادات المستعصية، واستطاعت بفضل خبرتها وصبرها أن تنقذ الطفل والأم.

رمضان والناس
 فريج «أم خنور» كما باقي الفرجان في الإمارات يزهو بطقوس وعادات متأصلة في رمضان، تبدأ قبل الشهر الكريم بإعداد العدة للشهر الفضيل، من تجهيز المؤنة، وطحن حبوب القمح في الرحى التي لم تكن تتوفر في جميع البيوت، وصولا إلى تبادل الأطباق وتجمع أهل الفريج في مكان واحد، مكان للنساء وآخر للرجال، بالإضافة إلى الجانب الروحي الذي يتعزز بصلاة التراويح وصلة الأرحام والتكافل والتعاون حتى يكاد لا يوجد بين أهله محتاج، حيث أكدت عائشة عبدالرحيم أنه رغم بساطة العيش كانت الحياة سعيدة، ومن الذكريات التي طبعت في ذاكرتها، ممارسة الألعاب الشعبية، ورائحة الحطب الذي يطهى عليه طعام الفطور، والسهر حول «السراي»، وحديث الجدات والأمهات الذي لم يخل من قيم وتوجيه.

حناء
وعن أجواء العيد قالت عائشة عبدالرحيم إن الأمهات كن يجتمعن في بيت واحد، ليلة العيد، ليضعن للفتيات الحناء كانت تلك من أسعد اللحظات، وكنا نجدل شعورنا « عكسات الشعر» وكانت السعادة تغمرنا ونحن نضع ملابس العيد تحت الوسادة، ثم نستقبل الصباح بفرح عارم، ونلعب ونلهو ويتزاور الجميع ويتبادلون التهاني.

بهجة العيد
وبالحديث عن أجواء العيد قالت عائشة عبدالرحيم: قبل أن يتم شهر رمضان النصف، تبدأ النساء التفكير في العيد، فتعمل على خياطة الملابس، حيث كانت الخياطة تتم في البيت ويتعاون الكل على خياطة فستان واحد أو كندورة، كما تعمل النساء على إعداد كل ما يعطي العيد طعماً ورونقاً خاصاً من أطعمة وملابس، لإضفاء فرحة تستمر أياماً، أما عن طريقة الاحتفاء بعيد الفطر فأكدت أن كل من كان يقطن بالشارقة كان عيده عند شجرة الرولة، التي شكلت الذاكرة الأولى لكثير من أبناء الإمارات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©