عدد اليوم
الشارقة (الاتحاد)
جسدت ورش «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، رسالة المهرجان الذي يقام تحت شعار «لخيالك» ويعزز قيمة التأمل والتفكير لدى الأطفال، من خلال مجموعة كبيرة من الأنشطة التي تنمي حس الاكتشاف والاندهاش معاً.
كان «فن الصوت» محوراً للورشة التي قدمتها سارة مزهر في قاعة الطفل، وهي مخرجة لبنانية وممثلة وميسرة ورش عمل إبداعية، التي تعتمد فيها على الدمج بين العلوم والألعاب والأدوات البسيطة لتوصيل المعلومة لزوار «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب حتى 29 مايو الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
مهدت المدربة للورشة بتوضيح آلية انتقال الصوت عبر الأجسام وذرات الهواء، ثم طبقت هذه الآلية باستخدام بالونات وخيوط وملاعق، وبينت كيف ينتقل الصوت ويتحول إلى فن وموسيقى بعد مروره بهذه الأدوات، وكيف تؤثر كمية الماء في الكأس على نوعية الموسيقى الصادرة منه عند ملامسة حافته.
وتابع الأطفال والأهالي الجلسة التي تمكنت مقدمتها من تبسيط نظريات علمية تكاد تبدو معقدة، بحيث يفهمها الأطفال ويطبقونها من خلال تجارب في منازلهم وبأدوات متاحة للجميع.
تحويل الفواكه إلى ألوان
وتحت عنوان «عصائر طبيعية طازجة»، اصطحب «ركن الطهي» في «مهرجان الشارقة القرائي للطفل» زوّاره الصغار في ورشة لإبداع مذاقات مبتكرة من العصائر الطبيعية، حيث أرشدتهم الشيف السورية بادية خير الدين إلى فوائد الفاكهة، وأهميتها في أنظمتهم الغذائية.
اعتمدت بادية في إعداد العصائر على أنواع مختلفة من الفاكهة، بمشاركة الأطفال وحضور الأهالي، وحرصت على التعريف بالقيمة الغذائية لكل نوع من الفواكه والعصائر التي استخدمت فيها أكثر من نوع، مثل عصير الأفوكادو وسموثي المانجو، وكذلك كوكتيل التفاح الأخضر مع الشمندر، كما شاركت الجمهور طرق المحافظة على الفاكهة وتنظيفها، والاستفادة منها قدر الإمكان.
ونجحت الطاهية بادية في تحويل فقرتها إلى «ورشة تفاعلية» مع الأطفال، فاتحة أمامهم المجال للقيام بإعداد العصائر بالكامل بأنفسهم، حيث يأتي ذلك إيماناً منها بأن وجود الطفل في المطبخ يمنحه مساحة للتسلية المفيدة عبر صنع أشياء جديدة ولذيذة في الوقت ذاته، والتعرف على أنواع الفاكهة والخضراوات والتمييز فيما بينها، كما أكدت أن السماح للطفل بدخول المطبخ من شأنه تقوية ثقته بنفسه، وتعليمه طرق الاعتماد على الذات والاستعداد للمستقبل.
عروض فنية
وللوهلة الأولى، اعتقد زوّار الدورة الـ 12 من المهرجان، أنهم أمام مشهد سحري، إذ تفاجأوا بوجود شخصين بلا رأس، يتحركان بهدوء في أروقة وردهات المهرجان، مرتديين معاطف أنيقة وربطات عنق ويحملان قبعاتهم بأيديهم.
وما هي إلا لحظات حتى اكتشف الزوّار أن هؤلاء الرجال ما هم إلا عرض فنيّ بعنوان «الثنائي الخفي»، حيث يتحرك الرجلان في المكان بهدوء، دون ضجيج، ويتابع الزوار تحركاتهما بصمت ودهشة، ولا يتحدثان مع أحد؛ أحدهما يمسك حقيبة خضراء، وآخر يسير حاملاً شمسية، يتجولان وكأنهما لوحة بديعة طيلة أيام المهرجان، فما السرّ الذي يحملانه، وإلى أين سينتهي بهما المطاف، هذا ما سيكتشفه الزوّار في قادم الأيام.
