عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بفضل ما تتمتع به العاصمة الإماراتية من موقع جغرافي استراتيجي وبنية تحتية قوية، ومواقع تصوير وأماكن سياحية خلابة، إلى جانب الدعم والتسهيلات التنفيذية والإجرائية والإنتاجية والتصويرية المقدمة من الجهات المعنية بالفن، أصبحت الإمارات مركزاً رائداً خليجياً وعربياً وعالمياً في صناعة السينما والإنتاجات الإبداعية الأخرى، بفضل الدعم والاهتمام الكبيرين من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، في أن تكون أبوظبي وجهة عصرية حاضنة لمجتمع إبداعي، بما يحقق الأهداف المنشودة بإبراز الوجه الحضاري لدولة الإمارات، ويعزز ويرسخ مكانتها عالمياً. وشهدت أبوظبي في السنوات الأخيرة، حركة إنتاج ثرية، واستقطبت عدداً من نجوم هوليوود وبوليوود لتصوير أعمالهم في مناطق متفرقة من الإمارات، وذلك بفضل ما تقدمه الجهات المعنية بالإنتاجات السينمائية والدرامية التلفزيونية، مثل TwoFour54، و«إيمج نيشن أبوظبي» و«لجنة أبوظبي للأفلام»، بتوفير مراكز للتدريب واستوديوهات للتصوير وتجهيز أبرز الأماكن السياحية، وبرامج حوافز التي تضمن استرداداً نقدياً بنسبة 30% من تكاليف الإنتاج، إلى جانب إشراك المواهب الإبداعية المحلية في تنفيذ هذه الأعمال ليكونوا جزءاً أساسياً منها، وذلك لاكتساب الخبرة والمعرفة في عالم الصناعات الإبداعية المختلفة.
المنطقة الإبداعية - ياس
إنجازات جوهرية
وعن التطور الذي شهدته الإمارات في عالم الإنتاجات والصناعة السينمائية، بفضل دعم واهتمام القيادة الرشيدة، تحدثت مجموعة من مسؤولي بعض الجهات المعنية بالفن، حيث صرح عبدالعزيز الدوسري، مدير إدارة الخدمات المساندة في twofour54: منذ انطلاقتنا الأولى في عام 2008، كرسنا جهودنا في twofour54 لبناء وترسيخ مكانة أبوظبي على خريطة الإعلام العالمية وتمكنا من تحقيق إنجازات جوهرية خلال فترة قياسية، فباتت أبوظبي اليوم الوجهة المفضلة في المنطقة العربية للإنتاجات الضخمة وأشهر النجوم العالميين مثل توم كروز والمخرج العالمي كريستوفر ماكويري، بالإضافة إلى أضخم استوديوهات الإنتاج مثل «باراماونت»، «ديزني»، «يونيفرسال» و«نتفليكس»، وساهمت عدة عوامل في إنجاح مهمة twofour54 وعلى رأسها دعم القيادة الرشيدة برؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، للاستثمار في البنية التحتية للقطاع الإبداعي وتقديم كافة التسهيلات التي تُثرى المقومات التي أهلت أبوظبي للوصول لهذه المكانة الرفيعة في عالم الإعلام والصناعات الإبداعية، من موقع جغرافي استراتيجي، ومواقع تصوير متنوعة، وكونها مقراً لمواهب وكفاءات من أكثر من 200 جنسية وخلفية ثقافية. وأضاف: يشرفنا أن تواصل twofour54 دورها المحوري في قيادة القطاع الإبداعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انطلاقاً من قلب العاصمة أبوظبي، من خلال توفير البنية التحتية والخدمات التي تدعم الشركات ورواد الأعمال والموظفين المستقلين خلال مسيرة نموهم وتطورهم.
تشكّل twofour54 جزءاً رئيساً من المنظومة الإبداعية في أبوظبي، ونسعى إلى تمكين المبدعين من الأفراد والشركات من خلال توفير وجهات إبداعية مترابطة تحتضن وتشجع نمو مجتمع إبداعي حيوي، بحسب ما أكدته مها الجنيبي، مدير إدارة التطوير العقاري في twofour54، وقالت: نقوم حالياً بتنفيذ مشروع ضخم يتمثل في نقل أكثر من 600 شركة إلى المنطقة الإبداعية - ياس، في خطوة غير مسبوقة في المنطقة، وتُشكل المنطقة الإبداعية – ياس، نقطة تحول محورية في الارتقاء بإمكانات المشهد الإعلامي في أبوظبي نحو آفاقٍ جديدة من التطور، وقام بالفعل أكثر من 5000 مبدع ممن يمتلكون أفكاراً متقاربة باختيار المنطقة الإبداعية – ياس موطناً لهم، ويعود ذلك لأسباب عدة منها موقعها الاستراتيجي بين أبوظبي ودبي، وكونها ستشكل القلب النابض للقطاع الإبداعي مستقبلاً، بجانب الميزات المحفزة التي توفرها والمصممة خصيصاً بما يلبي احتياجات القطاع، والمساحات الإبداعية التي تتيحها مثل «كوميونيتي هب» وموقعها بالقرب من الوجهات الحيوية في جزيرة ياس ومنها الاتحاد أرينا، والواجهة المائية لياس باي وفندق هيلتون ياس، فنحن نتطلع قدماً إلى تمكين المزيد من الأعمال والأفراد المبدعين من الازدهار والنجاح من خلال مواصلة توفير فرص نمو واعدة لأعضاء مجتمعنا الإبداعي المتنامي.
استثمارات ضخمة
من جهته أكد خالد خوري، مدير إدارة تطوير المواهب في «إيمج نيشن أبوظبي» أن تقديم محتوى ملهم لمشاهدي الأفلام وتوفير فرص عمل، هي من أبرز أولويات قطاع الصناعات الإبداعية في الإمارات، وذلك تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، حيث تضخ الدولة استثمارات ضخمة في الصناعات الإبداعية، لاسيما صناعة الأفلام، لافتاً إلى أن «إيمج نيشن أبوظبي» تعمل منذ عقود على رعاية وبناء الجيل القادم من المواهب العربية في مجالي السينما والترفيه، من خلال تزويدهم بالبنية التحتية الضرورية وفرص التدريب والدعم. ونوه خوري، أن صناع الأفلام في أبوظبي استطاعوا تنفيذ أفلام ومسلسلات تلفزيونية وأفلام وثائقية عالمية المستوى نالت جوائز دولية، وتميزت بطابع حافظ على التراث الثقافي للمنطقة ونال استحساناً محلياً وإقليمياً ودولياً، وقال: نحن كشركة رائدة في صناعة السينما والترفيه في العالم العربي، فإننا نفخر بقدرتنا على تخطي حدود الإبداع وإطلاق العنان للخيال.
قصص مصورة
أطلقت أبوظبي مؤخراً استوديو «ساند ستورم» في إطار استراتيجيتها للصناعات الثقافية والإبداعية البالغة قيمتها 30 مليار درهم، لكتب القصص المصورة (كوميكس)، بهدف الاستفادة من المواهب المحلية في الدولة لتطوير قطاع كتب القصص المصورة في المنطقة، وتعزيز تنافسيته على الساحة الدولية، وعن ذلك قال محمد عابدين، رئيس استوديو «ساند ستورم»: بالنظر إلى تفوق الاستوديو في بعض من أكثر مجالات القصص المصورة إبداعاً، بجانب شراكاته عالمية المستوى، سيشهد «ساند ستورم» ظهور جيل من المبدعين الطموحين الذين سيذهلون العالم بكتبهم ورواياتهم المصورة.
وتابع: بإلهام من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ستعمل المنطقة الإبداعية - ياس، الوجهة العصرية الحاضنة لمجتمع صناعة المحتوى الإعلامي والترفيهي في أبوظبي، على تعزيز أوجه التعاون بين الأفراد والشركات المبدعين ذوي التوجه الفكري المتشابه ودعمهم لتحقيق النجاح، حيث تتميز القصص المصورة بأنها لا تنحصر في عمر أو جنسية أو نوع معين، بل تجسد لغة عالمية نؤمن بدورها الحيوي في ازدهار الصناعة الإبداعية، والتي أصبحت في هذه المكانة بفضل فرص التعليم العالمية، والتخطيط الدقيق، والتواصل بين خبرائها المتمرسين ووافديها الجدد وعمالقتها المخضرمين.
تشجيع المواهب
من ناحيته قال هانز فرايكين، رئيس لجنة أبوظبي للأفلام: تشكل الأفلام المتميزة عادةً مصدراً لإلهام التفكير الأصيل وحب الاستكشاف، واتخذت أبوظبي خطوات عديدة جسورة باتجاه دعم قطاع صناعة الأفلام بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، عبر توفير منصة للإلهام والتدريب العملي، إذ تشتهر العاصمة الإماراتية بدعم صناعاتها الإبداعية عبر تشجيع وتكريم المواهب المتنوعة من جميع أنحاء المنطقة، وذلك انطلاقاً من إيمانها بأن الإبداع هو شريان حياة الاقتصاديات القوية، موضحاً أنه قد انعكست التطورات الثقافية والإبداعية الجديدة التي شهدتها دولة الإمارات بصورة إيجابية على لجنة أبوظبي للأفلام، التي تأسست عام 2009، لاسيما على صعيد الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وأبرمت شراكات عالمية في عدد من أكثر المشاريع والفعاليات والمبادرات طموحاً في العالم، ومن أبرزها فيلم «كثيب» Dune، الذي سطر نجاحاً باهراً في حفل توزيع جوائز الأوسكار وجوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام (البافتا) وجوائز اختيار النقاد، وكان هذا الإنجاز مصدر فخر كبير لفريق لجنة أبوظبي للأفلام ولكامل المنظومة الإبداعية المتنامية في العاصمة الإماراتية.
آفاق واسعة
قال سلطان الريامي، رئيس عمليات الألعاب في أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية: بلغت عائدات صناعة الألعاب الإلكترونية العام الماضي 200 مليون دولار عالمياً، وهو ما يشير إلى آفاق واسعة في هذا المجال أمام الشركات من مختلف أنحاء العالم، وتقود أبوظبي دفة النمو في المنطقة، حيث لعبت دوراً رئيسياً في النهوض بالصناعات الإبداعية عبر توفير بنية تحتية عالمية المستوى وتقديم الدعم للشركات، كما أن مركز أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية في قلب المنطقة الإبداعية- ياس، والذي يُدار بالشراكة مع «يونيتي» - إحدى أكبر شركات الألعاب الإلكترونية في العالم - يساهم في ترسيخ مكانة الإمارة عالمياً في هذا المجال ويعزز من قوتها الاقتصادية.
