عدد اليوم
«يا ربي..
إن أغلقت الأبواب فباب رحمتك مفتوح فافتح لنا ويسر أمورنا، اللهم آمين»
الأقفال تتبدل، ويظل الباب عنواناً
نخرج من نفس الباب ونعود له وقد فقدنا بعضاً من صرّة المفاتيح، ولضرورة التبديل نلجأ إلى تغيير الأقفال، وهكذا الحياة دوائر عنوان وباب يُفتح لمن يريد ويقفل بأمره، ونحن نخرج ونعود، صفات تتغير وتتبدل وتذهب الصور إلى مزاج الباب متى ما أذن أن يبتسم، ففتح الباب الآن له صعوبته، خرج الكثيرون ودخل أكثر ومضت نواياهم الجميلة في داخلك تعزز التوقع والإثبات، ثابت أيها الباب، أنت البُعد الذي نذهب له ونطمئن لمشاعر الدفء داخلك، أنت المحتوى المهم سعياً، وأنت الذي تصحبنا السلامة حين نخرج، تشبهنا حين ننظر إلى الليل ونور القمر، وحين الشمس تنير للقلوب الظلمة في الطرقات.
ويقول الشعر في جزء منه…
«لا دمعة تبقيها في عينيك/ أحتاجك يا باباً/ للأماني والطيران/ والأمل فينا/ والحجم المستحيل/ الوقت ودوران الساعة/ الأشياء باسمك/ تظل أشياء/ تخرجها للشمس/ يا باب أبقى ظلاً مفتوحاً/ وتركها تطير/ العزلة/»..
الباب الأب الذي لا يغلق، والصديق ينتظر عودتنا متأخرين، وشمس الليل لقلوبنا المنيرة، للباب حارس ثقة تعريف ويقين..
حتى قالوا لن تفهم الشخص إلا إذا قرأت باب قلبه، ستجد له عنواناً يقبلك أو يوقفك للأسئلة، تأكيد لأول كل شيء له تمضي، يقول النجار حسن في فريجنا القديم، إن أصعب المواقف تلك التي أصنع فيها الأبواب وأعود أحملها بعد سنين، حين كانت جدتي وقد تآكلت قدماها ولم تستطع الصمود وقد أهملها الأولاد وأهال عليها الزمن والوقت التراب، الباب هو جدي وأبي والصدق لِمَنْ دخل من خلالها آمناً مستقراً وهو الحنين للعائلة.
كثيرون يعتقدون بأن الباب مكمل للبيت وأتفق في جزئية صغيرة، لأن الباب الجيد دليل على شيء آخر جيد يمنع دخول غير المرغوب فيه، ويفتح للراغبين في زيارة أمينة، وقلة يغلقون أبوابهم وحين تسألهم يقولون الله هو الأمين الرحيم المانع حقاً، الاطمئنان من عند الله وبلادنا الإمارات آمنت بذلك وأمنت وتوكلت على الله الكريم، حين أعود وكأني أسمعهم، العصفوران اللذان جاء بهما ابني لأبنائه فرحين بالباب الذي لا قفل له، وكأني الجد الذي يطمئن على سعادتهم وكل ما يملك لهم، ولكل أب عظيم قدم المستقبل لأبنائه.. شكراً.
«الباب هذا
ينظر له شخص واحد
ووجوه تراقب أكرته».
