الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق يطالب تركيا وإيران بوقف العدوان

تظاهرات منددة بالعدوان التركي في السليمانية (أ ف ب)
19 يونيو 2020 00:08

هدى جاسم، وكالات (بغداد)

استدعت وزارة الخارجية العراقية سفيري إيران وتركيا في بغداد وسلمتهما مذكرتي احتجاج على الانتهاكات التي يمارسها بلداهما في العراق، فيما طلبت من أنقرة سحب قواتها من الأراضي العراقية والكف عن الأفعال الاستفزازية، جاء ذلك فيما، دعا نواب بالبرلمان العراقي الحكومة إلى تقديم شكوى ضد الاعتداءات التركية إلى مجلس الأمن الدولي. 
واستدعت الخارجيّة العراقية، أمس، السفير التركيّ في بغداد، وسلّمته مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة هي الثانية خلال يومين، داعيةً بلاده إلى الكفّ عن الأعمال الاستفزازيّة، والخروقات للأراضي والأجواء العراقية. وطالبت الخارجية العراقية، الحكومة التركيّة بالاستماع إلى صوت الحكمة، ووضع حد لهذه الاعتداءات، مؤكدةً احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه، بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدوليّة للنُهُوض بمسؤوليّتها.
وعبر العراق في مذكرة الاحتجاج بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب لمُعاودة القوات التركيّة انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُود العراق الدوليّة، مؤكداً رفضه القاطع لهذه الانتهاكات التي وصفها بأنها تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة، ومشدداً على ضرورة التزام الجانب التركيّ بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقيّة التي توغّلت فيها، إضافة إلى أماكن تواجدها في معسكر «بعشيقة» وغيره. وكانت الخارجية العراقية استدعت قبل يومين السفير التركي في بغداد وسلّمته مُذكّرة احتجاج مماثلة على الخُرُوقات التي ارتكبها الطيران التركي في الأجواء العراقية.
كما استدعت وزارة الخارجية العراقية، السفير الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج على القصف المدفعي الإيراني الذي تعرّضت له قرى حدوديّة تابعة لمدينة «حاج عمران» بمحافظة أربيل يوم الثلاثاء الماضي. وقالت بغداد إن القصف المدفعي الإيراني أسفر عن خسائر مادّية، كما ألحق أضراراً بالممتلكات، علاوة على بثّ الخوف بين الآمنين من سُكّان تلك المناطق، وأكدت الخارجية العراقية إدانة تلك الأعمال، مشيرة إلى أهمّية حرص الجانب الإيرانيّ على احترام سيادة العراق، والتوقّف عن القيام بمثل هذه الأعمال، وتحري سبل التعاون الثنائي المُشترَك في ضبط الأمن.
في غضون ذلك، استمر التحدي التركي بالتأكيد على مسلسل الانتهاكات للأراضي العراقية، حيث كشف مسؤول تركي بارز أن بلاده تعتزم مواصلة عملياتها العسكرية وإقامة المزيد من القواعد العسكرية في شمال العراق، بعد أن كثفت ضرباتها الجوية. وأكد شهود عيان أن تواجد القوات التركية في عدد من القرى في محافظة دهوك بات واضحاً، وقال عدد من الأشخاص في قضاء «زاخو» لـ«الاتحاد» إنهم شاهدو آليات وأفراداً من القوات التركية في قرية «كلي سندي» التابعة لناحية «باطوفة» في قضاء «زاخو». وأشار شهود عيان آخرون إلى أن «تركيا نشرت أكثر من 300 جندي مع 50 مدرعة عسكرية في قرية كلي». 
إلى ذلك، اعتبر زعيم «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي، أمس، أن إدانة التجاوزات التركية والإيرانية على الأراضي العراقية لم تعد مجدية، داعياً إلى تقديم شكوى لمجلس الأمن، وقال علاوي في تغريدة له على تويتر، إن «أدانة القصف والتجاوزات التركية والإيرانية على الأراضي العراقية لم تعد مجدية، ومن الضروري إثارة شكوى لدى مجلس الأمن‬».
بدوره، قال النائب العراقي علي البعيجي أمس، إن الرد على تركيا يجب أن يكون أقوى من فعلتها، وأكد، أن «الاعتداء التركي وانتهاك السيادة العراقية من قبل الأتراك ليس الأول بل تكرر كثيراً بسبب صمت وضعف الرد الحكومي على تركيا، لذلك تمادت كثيراً بعدوانها على الأراضي العراقية وهذا الأمر خطير جداً ولا يمكن السكوت عنه». وطالب البعيجي الحكومة العراقية بـ«تحديد موقفها من هذا الاعتداء والانتهاك للسيادة العراقية». وشدد على ضرورة أن يكون للحكومة العراقية رد قوي وحازم ضد انتهاكات تركيا للأراضي العراقية وأن تبتعد عن البيانات الخجولة أو استدعاء السفير لتسليمه مذكرات احتجاج، لأن ما قامت به تركيا عدوان سافر آثم ويجب أن يكون الرد عليه أقوى من فعلتها حتى لا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى.
وفي سياق متصل، انطلقت تظاهرة في مدينة السليمانية تنديداً بالعدوان التركي على الأراضي العراقية. وبدأت التظاهرة من أمام الحديقة العامة بانضمام المئات من الأهالي، وأطلق المتظاهرون شعارات تدعو إلى طرد الجيش التركي من العراق.

السعودية والبحرين: العدوان تهديد للأمن العربي والإقليمي
أعربت السعودية والبحرين عن إدانتهما وشجبهما للعدوان التركي والإيراني على الأراضي العراقية، وأكدتا في بيانين أن هذا العدوان هو تدخل مرفوض في شأن دولة عربية، وانتهاك سافر لأراضيها، وتهديد للأمن العربي والأمن الإقليمي، ومخالفة صريحة للمبادئ والمواثيق الدولية.
 وشدد البيانان على التأكيد على وقوف المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين إلى جانب العراق فيما يتخذه من إجراءات لحفظ سيادته وأمنه واستقراره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©