عدد اليوم
هدى جاسم، وكالات (بغداد)
قتل 5 مدنيين عراقيين بغارات جوية للطيران التركي الذي واصل عدوانه على الأراضي العراقية لليوم الثالث على التوالي، فيما تعالت أصوات داخل البرلمان العراقي لتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة ضد العدوان التركي ونشر الجيش على الحدود مع تركيا وإيران.وجدد الطيران الحربي التركي، اليوم، استهدافه مواقع في شمال العراق، وشنت طائرات ومدفعية تركية غارات على نحو 20 موقعاً في قضاء «زاخو» بمحافظة دهوك، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان إلى 5 مدنيين. وقالت مصادر محلية، إن 3 مدنيين قضوا في قصف جوي تركي على دهوك، كما قتل مدني بغارة جوية تركية. وقال المسؤول في ناحية «برادوست» بمحافظة دهوك، طالباً عدم كشف هويته، إن راعي أغنام قتل في قصف للطيران التركي على المنطقة فجر أمس، وعثر على جثة شخص قتل قبل يومين بالقصف في منطقة «كاني ماسي» بمحافظة دهوك، وفق مسؤولين محليين. كما أفادت مصادر محلية بمقتل عدد من الجنود الأتراك خلال عملية للإنزال الجوي بالمحافظة.
إلى ذلك، دعت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أمس، إلى تقديم شكوى لدى الأمم المتحدة ضد العدوان التركي. وقال عضو اللجنة النائب كاطع الركابي لوكالة الأنباء العراقية «واع»: إن «لجنة الأمن والدفاع النيابية تطالب الحكومة باتخاذ الأساليب الممكنة، التي تجعل تركيا تتراجع عن هذا الخرق السافر واستخدام القوة تجاه الأراضي العراقية، داعياً الحكومة إلى تقديم شكوى لدى الأمم المتحدة لإثارة هذا الموضوع.
وأوضح الركابي، أن «استمرار الضربات الجوية التركية على الأراضي العراقية، يعد خرقاً للمواثيق الدولية ومواثيق حسن الجوار في ما بين البلدين»، لافتاً إلى أنه «لا يوجد مبرر لدى القوات التركية لضرب هذه المناطق والقرى العراقية». وتابع أن «السفير التركي وعندما استدعته وزارة الخارجية لم يقدم اعتذاراً، ولم يقدم أي مبرر، وأنما أكد استمرار هذه العمليات، وهذا الأمر لا يعد منطقاً دبلوماسياً يمثل دولة جارة». وأضاف الركابي: «نأمل من تركيا ألا تكون علاقتها مع الشعب العراقي بهذا الشكل، وليس من المنطق أن تقوم الطائرات التركية بقصف القرى العراقية بهذا الشكل، وكأنها تريد أن تعيد تأريخ داعش الأسود الذي هجر مئات القرى وقتل آلاف الرجال وأسر آلاف النساء».
بدوره، دعا النائب عن «تحالف الفتح» حنين قدو، القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، إلى نشر الجيش العراقي على الشريط الحدودي بين العراق وتركيا من جهة، وإيران من جهة أخرى، وذلك لمنع تكرار الخروقات الأمنية والمحافظة على سيادة البلاد. وقال حنين قدو إن «لجوء الحكومات المتعاقبة والحالية إلى الاستنكار والإدانة للعدوان التركي على الأراضي العراقية، دليل على ضعف تلك الحكومات»، وأضاف أن «الحكومة الحالية لا تزال في بداية تشكيلها، وبالتالي إذا أردنا المحافظة على سيادة البلاد علينا العمل على تهيئة الظروف الملائمة لنشر الجيش العراقي على الحدود العراقية- التركية- الإيرانية». وتابع النائب عن «تحالف الفتح» أن «القوات التي تنشر على الحدود يجب أن يتم تزويدها بأسلحة متطورة وطائرات لمنع أي خرق على الأراضي العراقية أو عدوان خارجي».
وفي السياق، حذر نائب في البرلمان العراقي علي البديري، من أن العدوان التركي والإيراني على السيادة العراقية سيعطي ذريعة للقوات الأميركية للبقاء على الأراضي العراقية لفترة أطول.
مصر والكويت تدينان العدوان التركي والإيراني على العراق
استنكرت مصر والكويت العدوان العسكري التركي والإيراني في شمال العراق. واعتبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن هذه التدخلات والأعمال العدائية تمثل استمراراً لمسلسل الانتهاكات المتكررة على العراق، وذلك بالمخالفة للمواثيق والعهود الدولية كافة التي تنص على احترام سيادة الدول وتبني مبادئ حسن الجوار. وأكد البيان رفض مصر التام لأي تدخلات تمس سيادة أي من الدول العربية، أخذاً في الاعتبار تبعات تلك الأفعال في تعميق حالة عدم الاستقرار التي تمر بها المنطقة. ولفت إلى أن مصر تدعو الأطراف كافة إلى احترام سيادة العراق، والنأي به عن أي تجاذبات دولية أو إقليمية تحول دون تحقيق تطلعات حكومة وشعب العراق الشقيق في الاستقرار والتنمية. وفي الساق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية إن «الكويت، وانطلاقاً من موقفها المبدئي والثابت ورفضها لأي تدخلات تمس سيادة أي من الدول العربية الشقيقة، فإنها تؤكد إدانتها للتدخلات العسكرية التركية والإيرانية الأخيرة في شمال العراق». وأوضح المصدر في تصريح صحفي، أمس، أن تلك التدخلات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق الشقيق، وتجاوزاً لكل الأعراف والقواعد القانونية الدولية، فضلاً عما يمثله ذلك من تهديد لأمن العراق واستقرار المنطقة. وشدد على وقوف دولة الكويت إلى جانب العراق الشقيق وتأييده في كل الإجراءات التي يتخذها للمحافظة على سيادته وأمنه واستقراره.
