الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فاينانشيال تايمز»: «الوفاق» لن تجرؤ على مهاجمة سرت والجفرة

«فاينانشيال تايمز»: «الوفاق» لن تجرؤ على مهاجمة سرت والجفرة
13 يوليو 2020 01:57

دينا محمود (لندن)

استبعد محللون غربيون أن تُقْدِم حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج على شن هجوم باتجاه سرت والجفرة، مهما كانت الضغوط التركية، في ضوء أن حدوث ذلك قد يؤدي إلى تحول «الحرب بالوكالة الدائرة في ليبيا»، إلى مواجهة مباشرة بين الأطراف الخارجية المعنية بالملف الليبي.
وأوضح المحللون في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى من وراء ضغوطه على السراج لإطلاق هجوم على سرت والجفرة إلى «أن يحقق حلفاؤه مكاسب واضحة على الأرض، كي يحصل هو على أوراق ضغط لها قيمتها في أي مفاوضات بشأن مستقبل ليبيا»، مؤكدين في الوقت نفسه أن ذلك «أمر محفوف بالمخاطر»، في ضوء قدرة الجيش الوطني الليبي على التصدي لأي تحركات لميليشيات الوفاق. وكشف محللون عسكريون أتراك النقاب مؤخراً عن أن نظام أردوغان يمارس ضغوطاً في الوقت الحاضر، على حكومة السراج لدفعها لاستئناف العمليات العسكرية ضد الجيش الوطني الليبي، بهدف السيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية، بوابة منطقة الهلال النفطي، وكذلك قاعدة «الجفرة»، التي تُوصف بثاني أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتقع على بعد نحو 300 كيلومتر من تلك المدينة الساحلية. 
وبدت هذه التصريحات إشارة واضحة، إلى ما قاله وزير الخارجية التركي مراد تشاووش أوغلو في تصريحاته للصحيفة البريطانية، من أن حكومة السراج لن توافق على وقف إطلاق النار مع الجيش الوطني، ما لم ينسحب من سرت والجفرة، وتلميحات الوزير التركي بأن أنقرة تدعم ذلك الموقف المتعنت، واصفاً إياه بـ«المشروع والمعقول». وفي تصريح هو الأول من نوعه على هذا المستوى منذ الغارات التي ضربت قاعدة «الوطية» الجوية الاستراتيجية غربي طرابلس الأسبوع الماضي، أقر تشاووش أوغلو بوجود «عناصر» تابعة لبلاده في القاعدة خلال تعرضها للهجوم، الذي أسفر بحسب تقارير مستقلة، عن وقوع قتلى وجرحى وتدمير منظومة دفاع جوي تركية.
وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، زعم تشاووش أوغلو أن العسكريين الأتراك، الذين كانوا يرابطون في القاعدة خلال تعرضها للهجوم، لم يكونوا سوى «فريق من المدربين والخبراء الفنيين».
وفي محاولة لتهدئة الرأي العام الغاضب في بلاده جراء «الصفعة المدوية» التي تعرض لها نظام أردوغان في «الوطية»، أطلق الوزير التركي تهديدات جوفاء، تعهد من خلالها بأن «يدفع المسؤولون عن مهاجمة القاعدة ثمن ذلك»، مُتجاهلاً حقيقة أن أجهزة الاستخبارات التركية، تعجز حتى الآن عن العثور على أي مؤشرات، تتعلق بهوية الجهة المسؤولة عن الغارات.
 من جانبه، أكد موقع «مودرن دبلوماسي» الأوروبي المتخصص في تناول ملفات السياسة الدولية أن «الانتكاسة المدوية» التي تعرض لها نظام أردوغان في «الوطية» لم تكن مفاجئة، بالنظر إلى أن «التحركات العدوانية والاستفزازية لهذا النظام على الساحة الليبية، تثير قلق الكثير من القوى الإقليمية والدولية، وتُعرّض مصالح دول الجوار الليبي للخطر كذلك».  وشدد الموقع على أن كل هذه العوامل تجعل تلك القوى «راغبة في تلقين تركيا درساً»، مُشيراً إلى الخسائر التي أقرت بها أنقرة في «الوطية». وأوضح أن حجم الخسائر الناجمة عن مهاجمة هذه القاعدة «ليس مهماً في حد ذاته، وإنما الأهم هو الرسالة الرمزية الكامنة في ذلك الهجوم، والمتمثلة في تأكيد أن محاولات تركيا الاستيلاء على سرت والجفرة» ستشكل مخاطرة لا يُستهان بعواقبها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©