الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون غربيون: دور «حزب الله» الخبيث يقضي على آمال الإصلاح في لبنان

الدمار الواسع في مرفأ بيروت (رويترز)
16 أغسطس 2020 01:34

شادي صلاح الدين (لندن)

حذر خبراء ومحللون سياسيون في أوروبا والولايات المتحدة من الدور الخبيث الذي تلعبه ميليشيات «حزب الله» وتدميره لبنان بهدوء، مشبهين الدور الذي يقوم به داخل البلاد بالسرطان داخل الجسد، مؤكدين أن لبنان لن يتحسن ما دامت هذه الميليشيات تخنقه من الداخل. 
وقال الكاتب الأميركي الشهير، لورانس هاس، المسؤول السابق في البيت الأبيض، إنه قد لا نعرف بالضبط سبب بقاء مخزون ضخم من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت لسنوات، لكن الانفجار الذي أودى بحياة ما يقرب من 200 شخص، وجرح الآلاف، وترك 300 ألف مشرد يُسلط الضوء على التأثير الخبيث لـ«حزب الله» داخل حكومة مختلة وعبر مجتمع لبناني يعاني سطوة هذه الحركة الشيطانية.
وأوضح الصحفي الحائز جوائز عدة، في مقاله عبر «ناشونال انتريست»، أن هذه المأساة تذكرنا بأن لبنان لن تكون له أبداً حكومة فاعلة مع استمرار وجود جماعة إرهابية بداخله، وأن الأمة لا يمكنها أبداً الاعتماد على السلام مادام «حزب الله» يستعد لحربه القادمة مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان، وبالتالي استمرار المؤسسات المالية العالمية والمانحين الدوليين في تجنب مساعدة لبنان بسبب أنشطة «حزب الله» غير المشروعة.
وأشار الكاتب إلى أنه لا يمكن لأي حكومة في بيروت إذا أرادت طرد «حزب الله»، الذي ليس فقط حزباً سياسياً، ولكنه أيضاً قوة عسكرية تضم آلاف المقاتلين وترسانة أسلحة ضخمة.
وقد مكن ذلك «حزب الله» من خلال تهريب المخدرات والأنشطة غير المشروعة الأخرى، من الاستيلاء على 500 مليون دولار إلى مليار دولار سنوياً من الاقتصاد اللبناني.
وأكد هاس أنه من المؤكد أن «حزب الله» لم يوجه بالضرورة الحكومة اللبنانية في عام 2013 لمصادرة المواد الكيماوية المتفجرة من سفينة ترفع علم مولدوفا توقفت في بيروت في طريقها إلى موزمبيق، ولا لتخزينها في مستودع بالميناء، لكن «حزب الله» الذي يمارس نفوذاً كبيراً على المرفأ، كان يعلم على نحو شبه مؤكد أن المواد الكيميائية موجودة ولم يفعل شيئاً لنقلها على الرغم من سيطرة حلفائه على وزارة النقل التي لها ولاية على جميع الموانئ اللبنانية ووزارة المالية ذات الاختصاص على مصلحة الجمارك. 
وفي الواقع، لم تفعل المجموعة شيئاً على الرغم من أن مسؤولي الجمارك طلبوا مراراً توجيهات من الحكومة بشأن نقل المواد إلى مكان أكثر أماناً، وعلى الرغم من أن مسؤولي الأمن حذروا الحكومة مؤخراً في الشهر الماضي من أن المواد يمكن أن تدمر المدينة إذا انفجرت.
كان «حزب الله» يعلم جيداً المخاطر التي يشكلها 2750 طناً من نترات الأمونيوم على الواجهة البحرية لبيروت وما وراءها؛ لأن الحزب استخدم هذه المواد في عملياته العسكرية وسعى للحصول على المزيد منها، وبالتالي فإن نفوذ «حزب الله» على بيروت وعلاقاته بالميناء وولعه بالمواد الكيماوية يبرز دوره الشائن في لبنان، وكيف يمكن أن تتحسن حياة اللبنانيين إذا اختفت هذه الحركة من الوجود.
رأي هاس لاقى اتفاقاً مع رأي الدكتور جون هالسمان، الذي أشار إلى أن مشكلة لبنان الهيكلية في الأساس هي أن «حزب الله» يرى مصالحه من منظور ما هو الأفضل لنفسه، وليس ما هو الأفضل للشعب اللبناني. وأفضل مثال على ذلك هو تدخل «حزب الله» عام 2013 في الحرب الأهلية السورية، وأدى الصراع المتصاعد إلى تدفق 1.5 مليون لاجئ عبر الحدود اللبنانية.
الحقيقة المزعجة هي أن «حزب الله» لديه القوة السياسية والعسكرية على حد سواء لاستخدام حق النقض ضد أي جهود حقيقية للإصلاح الأساسي للدولة اللبنانية الفاشلة، ولا يوجد برنامج كهذا لديه أدنى فرصة للنجاح حتى يتم كسر قبضة «حزب الله» حول رقبة لبنان.

ترحيب عربي ودولي بتصنيف ليتوانيا لـ«حزب الله» منظمة إرهابية
أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن ترحيب المملكة، بتصنيف ليتوانيا لميليشيات «حزب الله» منظمة إرهابية، ومنع دخول أفراد المنظمة لأراضيها. ونوهت الوزارة بأهمية تلك الخطوة التي تعكس مدى إدراك المجتمع الدولي لخطورة «حزب الله» الإرهابي على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. كما رحبت البحرين بقرار ليتوانيا. 
وقالت وزارة الخارجية في بيان «تعرب وزارة خارجية مملكة البحرين عن تقديرها لجهود ليتوانيا في محاربة الإرهاب والتصدي للمنظمات الإرهابية، فإنها تشدد على ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للقضاء على الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابع تمويله».
وفي السياق، رحبت وزارة الخارجية الأميركية أمس، بتصنيف ليتوانيا «حزب الله» منظمة إرهابية، وحثت بقية دول الاتحاد الأوروبي على اتخاذ نفس الخطوة. وقال بيان الخارجية الأميركية، إن «قرار ليتوانيا، الذي تبع قراراً مماثلاً لألمانيا في 30 أبريل الماضي، لا يفرق بين ذراعي حزب الله السياسي والعسكري». وحثت الخارجية الأميركية بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للوقوف في مواجهة المنظمة الإرهابية، على المستويين المحلي والأوروبي، بغرض وقف تمويل «حزب الله» ومن ثم وقف أنشطته على أراضيها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©