السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون غربيون: حقبة جديدة من «السلام الشعبي» في الشرق الأوسط

كوشنر يتحدث إلى الصحافيين على متن أول طائرة تجارية من تل أبيب إلى أبوظبي (رويترز)
4 سبتمبر 2020 00:37

دينا محمود (لندن) 

أكد محللون سياسيون غربيون أن الطابع الفريد لمعاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، يجعلها نموذجاً فعالاً، لكيفية اتخاذ خطوات عملية، على طريق إحلال السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط، ومد الجسور بين شعوبه لا قياداته فحسب.
وشدد المحللون على أن هذه «المعاهدة التاريخية»، أثبتت منذ اللحظة الأولى أنها ليست مجرد «حبر على ورق»، وذلك عبر ما أفضى إليه الإعلان عنها، من إجراءات عملية لنزع فتيل التوترات في المنطقة، من قبيل وقف خطط الضم الإسرائيلية لأراضٍ في الضفة الغربية، كان سيؤدي تطبيقها، إلى التقويض الفعلي لحل الدولتين المتفق عليه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «نيوز داي» الأميركية، قال المحللون: «إن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، تُشكّل مثالاً مختلفاً عن كل الاتفاقيات، التي أُبرمت في المنطقة على مدار العقود القليلة الماضية، باعتبار أنها تضع حجر الأساس لنقل التعاون والتعايش، من قاعات الاجتماعات والأروقة السياسية والدبلوماسية، إلى الأوساط الشعبية».
وأشاروا إلى أن أهمية هذه المعاهدة تتزايد في ضوء كونها «تفتح الباب للتبادل الثقافي والعلمي بين مختلف البُلدان، بما يتيح الفرصة للاستفادة من الإمكانيات الهائلة الكامنة في المنطقة، ومن موارد طبيعية وبشرية، لتصبح شعوبها قادرة على التعامل بكفاءة مع التحديات المشتركة التي تواجهها، مثل وباء كورونا الذي يهدد العالم بأسره في الوقت الحاضر». 
وأكد المحللون أن النجاح الكبير الذي حققته زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي المشترك إلى أبوظبي، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، يبرهن على أن من شأن التحرك الدبلوماسي الشجاع الذي أقدمت عليه الإمارات لإحلال السلام «فتح صفحة جديدة ومختلفة على صعيد التعاون الإقليمي، وضخ الدماء في شرايين الجمود المهيمن على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ سنوات طويلة».
فالزيارة التي تمت عبر أول رحلة طيران تجاري رسمية بين الإمارات وإسرائيل أثبتت أن المعاهدة التي أُعْلِنَ عنها بين البلدين منتصف الشهر الماضي، «يمكن أن تقلب الأوضاع، إيجابياً، في المنطقة رأساً على عقب، وذلك بعدما عجزت الاتفاقيات المماثلة التي وُقِّعت بين العرب وإسرائيل في السابق، عن تمكين شعوب الشرق الأوسط، من جني ثمار التعايش فيما بينها، نظراً لأن ما أسفرت عنه من توافقات، ظل محصوراً في المستويات الرسمية وحدها». 
وأما المعاهدة الجديدة، وهي الأولى من نوعها منذ أكثر من ربع قرن، فتبشر، وفقاً للمحللين، بأن ينفتح المواطنون على بعضهم بعضاً، وهو ما بدت بوادره بالفعل، عبر الحوارات الودية الجارية بينهم على منصات التواصل الاجتماعي. وأشاد المحللون بالقدرة الفائقة للدبلوماسية الإماراتية، على اغتنام كل قنوات التواصل المتاحة، للدفع باتجاه استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإرساء أسس تسوية سلمية قابلة للاستمرار، مُشيرين في هذا الصدد إلى المقال الذي نشره معالي السفير يوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية واسعة الانتشار في يونيو الماضي، وخاطب من خلاله الإسرائيليين بشكل مباشر، لتوضيح المخاطر المترتبة، على المضي قدماً على طريق فرض السيادة على أجزاء من الضفة. 
وقالوا: «إن قوة هذه الرسائل الدبلوماسية تتعزز في ضوء الحرص البالغ من جانب الإمارات على أن تبرز للجميع روح التسامح المطلقة التي تسود أراضيها، وتجعلها قبلة للوافدين إليها من مختلف الأديان، ممن يمارسون شعائرهم بكل حرية، ولا يشعرون فيها بتمييز من أي نوع». ونقلت «نيوز داي» في هذا الإطار عن يهود أوروبيين قَدِموا من دولهم الأصلية للعمل في الإمارات قولهم: «إنهم يشعرون على أراضيها بأمان يفوق ذاك الذي شعروا به في عواصم أوروبية كبرى، مثل باريس وبروكسل». وأكدت الصحيفة الأميركية أن هذه الروح المتسامحة المحتفية بالاختلاف والتنوع، تجسدت أيضاً في إعلان الإمارات عام 2019 «عام التسامح»، ووضعها بالتزامن مع ذلك حجر الأساس لمشروع «بيت العائلة الإبراهيمية»، الذي يضم مسجداً وكنيسة وكنيساً تحت سقف واحد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©