السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تطوّرات طبية تعزز آمال علاج حالات «كورونا» الخطرة

ممرض يتابع حالة مريض كورونا في مستشفى بفرنسا (رويترز)
9 سبتمبر 2020 01:00

باريس (وكالات) 

أصبحت الوسائل أكثر تعدّداً وتطوّراً مما الحال في بداية الأزمة الوبائية لمعالجة الحالات الأكثر خطورة من كوفيد-19، في تقدّم من شأنه أن ينقذ الأرواح، حسبما أفاد خبراء فرنسيون وأميركيون.
وأكد البروفيسور إريك موري رئيس الجمعية الفرنسية للإنعاش أن «تقدّماً كبيراً أنجز في هذا الصدد». 
وأضاف دانييل غريفن، رئيس قسم الأمراض المعدية في مجموعة «بروهيلث»، التي تضمّ نحو ألف طبيب من 22 مستشفى في منطقة نيويورك: «إن فرص البقاء على قيد الحياة تحسّنت كثيراً في الولايات المتحدة في أوساط الفئات العمرية كافة». 
والشقّ الأول من هذا التحسّن يعزى إلى الأدوية. فمنذ يونيو الماضي، أظهرت عدّة دراسات منافع «الكورتيكوستيرويدات» للأشخاص الذين يعانون إصابات خطرة. 
وبحسب سلسلة من الأبحاث نشرت في الثاني من سبتمبر في مجلّة «جاما» الأميركية الطبية، تسمح هذه الأدوية بتخفيض خطر الوفاة بنسبة 21 في المئة بعد 28 يوماً في الحالات الخطرة، من خلال علاج الالتهاب الملازم للأشكال الخطرة من الفيروس. 
ولم يظهر أيّ دواء آخر مفعولاً ملحوظاً إلى هذا الحدّ في خفض خطر الوفاة، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التوصية بـ«الاستخدام المنهجي للكورتيكوستيرويد عند المصابين بشكل خطر أو حرج» من المرض. 
وأكّد الطبيب في مستشفى ريمون بوانكاريه في غارش بضاحية باريس جيلالي أنان، الذي شارك في إعداد إحدى هذه الدراسات: «هو علاج من شأنه أن ينقذ الأرواح». 
ومن العلاجات الأخرى، التي من شأنها تغيير المعادلة، «إعطاء مضادات التخثّر في وقت أبكر وبوتيرة أسرع»، بحسب البروفسور مارك ليون من الجمعية الفرنسية للإنعاش. ويقضي الهدف بتجنّب تخثّر الدمّ، وهي من المضاعفات الخطرة لـ«كوفيد-19». 
ويمكن القول عموماً إن «علاج المرضى يجري بعدد أقلّ من الأدوية الموجّهة»، وفق البروفسور غريفن. 
ولا يوجد داع إذن لاستخدام الهيدروكسيكلوروكين، التي تشكّل محور سجالات محتدمة، ولم تثبت الدراسات فعاليته. 
وإضافة إلى مجال الأدوية، أحرز تقدّماً كبيراً في الرعاية التنفسية للمرضى الأكثر تأثراً بالفيروس، الذين هم في العناية المركّزة.
وأشارت كيرستن هنري، الممرضة في مستشفى ميدستار في أولني بولاية ميريلاند الأميركية: «في البداية، كنّا نسارع إلى غرز الأنابيب، لكننا اليوم نحاول قدر المستطاع تجنّب ذلك». 
ويغرز أنبوب في القصبة الهوائية لإيصالها بجهاز تنفّس اصطناعي. وفي بعض الحالات لا غنى عن هذه الجراحة العميقة، لكنّها معقّدة وربما تؤدي إلى مضاعفات، منها التهابات. 
ويستذكر البروفسور غريفن: «سرعان ما لاحظنا أن حظوظ البقاء على قيد الحياة لم تكن مرتفعة عند المرضى الذين نوصلهم بجهاز تنفسّ اصطناعي». 
وأظهرت دراسة أجريت في ألمانيا ونشرت نتائجها في نهاية يوليو في مجلّة «ذي لانست» أن نسبة الوفيات تبلغ 53 في المئة، عند مرضى «كوفيد-19»، الذين يوضع لهم جهاز تنفّس اصطناعي، في معدّل وسطي للفئات العمرية كافة. وأما عند من تخطّوا الثمانين من العمر، فهي ترتفع إلى 72 في المئة. 
واعتمد بديل لهذه التقنية هو العلاج بكمّيات كبيرة من الأكسجين، الذي ابتكر قبل 10 سنوات تقريباً والقاضي بتزويد المريض بكميّات كبيرة من الأكسجين عبر أنبوبين في الأنف. 
وهذا العلاج «أكثر فعالية وأسهل استخداماً من غرز الأنابيب»، بحسب البروفسور جان-داميان ريكار، من مسشتفى لوي-مورييه في كولومب. وهو أجرى دراسة نشرت نتائجها، في منتصف يوليو في مجلّة «إنتنسيف كير ميديسن»، وأظهرت أن العلاج بالأكسجين هو أفضل من غرز الأنابيب عند بعض المرضى. 
وأوضحت كيرستن هنري أنه «عندما يظهر وباء جديد، لا ندري ما العمل في بادئ الأمر، لكن سرعان ما تفيض المعارف من كلّ حدب وصوب». وبالرغم من كل هذه التحسينات، يحذّر الخبراء من الإفراط في التفاؤل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©